مواضيع اليوم

المصالحة المستحيلة!

فلسطين أولاً

2009-11-25 06:50:40

0

المصالحة المستحيلة!

 

القاهرة - القدس اون لاين -كتب  : صالح القلاب \ لا أمل إطلاقاً في المصالحة بين فتح وحماس، وهي مصالحة فصائلية بين تنظيم وتنظيم، وليست فلسطينية - فلسطينية، فالشعب الفلسطيني بأغلبيته موحدٌ، وغزة بهذا الانفصال جرى اغتصابها اغتصاباً، وهذا الخيار ليس خيارها والمشكلة لا تكمن في الورقة المصرية ولا في اتفاقية مكة المكرمة التي وُئدتْ بخنجر الاستقطابات الإقليمية، بل في أن حركة المقاومة الإسلامية قد أنشئت من قبل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لتكون بديلاً عن الحالة الفلسطينية كلها بجميع فصائلها وبيمينها ويسارها وكل قواها القومية والوطنية.

 
 
قبل أيام قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنه لا توجد مصالحة ولا تصالح مادامت حماس لم تدرك بعد أنها تُستخدَم ورقة من قبل دولة غير عربية (إيران) في هذه التجاذبات الإقليمية، ومادام أنها إذا كانت مدركة لهذا غير مستعدة لانتشال نفسها من هذه التجاذبات وتغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على انحيازاتها لجهة لا هم فلسطين هو همها ولا القضية الفلسطينية هي قضيتها.
 
 
كان هناك من يصدق ادعاء حماس أنها حركة مقاومة، وأن خلافها مع فتح ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية هو خلاف بين مقاومين ومساومين، أما وبعد ما أُسقط هذا الادعاء بالضربة القاضية بعد كل هذه الهدنة المريبة والطويلة مع العدو الصهيوني الغاشم، وبعد إلزام باقي الفصائل الفلسطينية في غزة الباسلة رغم أنوف قادتها بوقف لعبة الصواريخ، كما حدث قبل يومين، فإن هذه الحجة قد سقطت سقوطاً ذريعاً، وبهذا فإنه يمكن القول: لقد تساوت الخيل في الميدان همهمة... وليس حمحمة.
 
 
إنه يجب ألا يبقى الشعب الفلسطيني ينتظر هذه المصالحة التي حلَّ الاهتمام بها محل الاهتمام بالقضية الفلسطينية فـ حماس، التي تحت ضغط جوعها للحكم والسلطة، قد نفذت أول انقلاب دموي، ارتكبت خلاله مجازر بشعة لم يرتكبها العدو الصهيوني الغاشم، لديها برنامج واضح رافقها منذ بداية انطلاقتها، وبقي يتحكم في ممارساتها وتقاربها وتباعدها مع الآخرين، ولديها تصميم على أن ترث قضية فلسطين والتاريخ الفلسطيني كله، وأن تبدأ هذا التاريخ ببداية تاريخها، وتبدأ الشهداء ببداية شهدائها، ولذلك فإنها تحت هذا العنوان قد منعت إجراء أي احتفال في غزة الخاضعة لسيطرتها في ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
 

أبداً يجب ألا ينتظر الشعب الفلسطيني أن تتخلى حماس، الخارج على الأقل، عن المقعد الذي تحجزه في ما يسمى فسطاط الممانعة، وأبداً يجب ألا ينتظر الشعب الفلسطيني هذه المصالحة التي غدت سلاحاً تستخدمه إيران، ومعها الذين يدورون في فلكها، ضد مناوئيها في الإقليم وفي مقدمتهم مصر، فهذا بات واضحاً وضوح الشمس، وهو يتطلب ألا يبقى الفلسطينيون يطاردون سراباً من دون أي إنجازات وأي نتيجة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !