مواضيع اليوم

المصالحة الفلسطينية قاب قوسين أو أدنى

حسام الدجني

2010-02-12 22:51:52

0

المصالحة الفلسطينية قاب قوسين أو أدنى
بقلم/ حسام الدجني

كل المؤشرات تؤكد قرب المصالحة الفلسطينية والتوقيع على الورقة المصرية، وهذا الافراط في التفاؤل في مكانه، صحيح أن المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة قد وصل الى حالة اليأس وعدم الاكتراث من موضوع المصالحة الوطنية، وأن بارومتر التفاؤل يرتفع، وأحيانا وصل الى أعلى مستوياته وسرعان ما يعود الى نقطة الصفر، لأن القضية الفلسطينية حبلى بالمتغيرات السياسية والتدخلات الاقليمية والدولية، ولكننا اليوم نحن أمام معطيات جديدة قد تدفع الطرفين الى المصالحة، وعودة الوحدة الوطنية الى شطري الوطن، والتفرغ الى القضايا الجوهرية مثل القدس والجدار والحدود والاستيطان وغيرهم من الثوابت الوطنية.

لعل زيارة الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والاستقبال الدافئ لحركة حماس له أذاب الجليد عن العلاقة بين حركتي فتح وحماس، فبعد أن كانت العلاقة تشبه القطيعة الكاملة، أصبح اليوم هناك إمكانية لعقد لقاءات والتشاور في قضايا نحن كشعب فلسطين بأمس الحاجة لها والتعاطي معها.

ما دفعني للافراط في التفاؤل مجموعة من المعطيات عصفت بالساحة الفلسطينية والاقليمية والدولية ودفعت كلا الحركتين الى الهرولة نحو المصالحة الوطنية ولعل أبرز هذه المعطيات ما يلي:
1- طبيعة الإئتلاف الحاكم في اسرائيل، وتأثير ذلك السلبي على عملية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
2- استمرار الاستيطان وبناء الجدار الذي يلتهم اراضي الضفة الغربية والقدس ضمن سياسة فرض الامر الواقع التي تتبعها اسرائيل في التعامل مع الشأن الفلسطيني.
3- استمرار تهويد مدينة القدس، وتغيير ملامحها الديمغرافية.
4- تخوف جميع الاطراف من تضييع فرصة تقرير جولدستون نتيجة الانقسام، واستغلال اسرائيل الفرصة من أجل تفريغ التقرير من محتواه.
5- الضغط الامريكي والاوروبي والاقليمي على السلطة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات، عبر التلويح بالورقة الاقتصادية والمساعدات والمنح.
6- شعور الطرفين فتح وحماس انطلاقاً من حرص وطني أن المصالحة خيار استراتيجي لا بديل عنه.
7- لا يوجد ثابت في السياسة، فالمرفوض اليوم قد يكون مقبول غداً ضمن معطيات ومصالح الدول، لذا اعتقد ان الولايات المتحدة واسرائيل وخصوصاً بعد فشل ثورة الاصلاحيين بالاطاحة بالمحافظين في ايران، قد تقبل الاطراف الدولية بالاعتراف بدمج حماس في النظام السياسي الفلسطيني، وابرام تهدئة طويلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وكذلك المباشرة في مفاوضات مع سوريا، وتخفيف الاجواء المحتقنة معها، والعمل على سحب الذرائع من حزب الله لخوض حرب مع اسرائيل عبر الانسحاب الاسرائيلي الاحادي من منطقة الغجر وغيرها من المناطق المحتلة، وذلك كله من أجل تهيئة الاجواء لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران وطموحها النووي في المنطقة.
8- قد تكون العلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة على خلفية صفقة الاسلحة الى تايوان، لها تأثير على تغيير سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط.
9- قد يكون الجدار الفولاذي أو الانشاءات الهندسية التي تقوم بها مصر من أجل محاربة الانفاق بين غزة ومصر، سبب في دفع حماس الى التوقيع على ورقة المصالحة المصرية.
10- التقارب السوري السعودي، قد يدفع بالمصالحة الفلسطينية والتي هي جزء لا يتجزأ من مصالحة عربية أشمل.
11- معاناة كوادر التنظيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، يدفع قيادة فتح وحماس الى النزول عن الشجرة، وتوقيع اتفاق المصالحة.
12- رغبة حماس وفتح النابعة من حرص وطني ومصلحة فلسطينية، في العودة الى الشراكة السياسية وذلك ضمن قناعة الطرفين بأن المشروع الوطني لا ينجز دون وحدة جناحي الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة.
13- قضية الفساد الأخلاقي والإداري لمسئولين من السلطة الفلسطينية سربها الضابط في المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة وأذاعتها القناة العاشرة الصهيونية.

هناك معطيات ومؤشرات كبيرة قد تدفعنا الى التفاؤل لأن البديل عن التفاؤل هو التفاؤل في ملف المصالحة الوطنية، وبناء نظام سياسي واحد، تكون دولة القانون فيه هي الناظم لعمل مؤسسات السلطة، والمقاومة هي الداعم لفرض القانون وتعزيز هيبته.
وهناك معلومات شبه مؤكدة بأن حركة حماس بدأت في العمل على اعادة بعض الاندية الرياضية لحركة فتح، ودراسة فتح مقر حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في غزة، والافراج عن بعض المعتقلين من الحركة في القطاع، لذا ينبغي على السيد محمود عباس وعلى حركة فتح القيام بخطوات مماثلة في الضفة الغربية، وتهيئة اجواء من التفاءل لدعم جهود المخلصين من كلا الاطراف المعنية، وتفويت الفرصة على المتربصين لتقويض مشروع المصالحة، وعلى جمهورية مصر العربية الشقيقة العودة لاحتضان قادة حماس وفتح ومساعدتهم على تطبيق وتنفيذ ورقة المصالحة الفلسطينية، لأن العبرة ليست بالتوقيع بقدر أهميته، ولكن التنفيذ نريده دقيقاً وحاسماً، فكل الشعب الفلسطيني لا يرغب بمصالحة فلسطينية تعيد الاقتتال بين الاخوة، وتعيد الفلتان.

حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات