جدل كبير يدور في الأوساط الفلسطينية حول مكان انعقاد الجولة الثانية من الحوار الفلسطيني على ورقة التفاهمات، والتي في حال تم التوافق على ما فيها سيتم التوجه فوراً إلى القاهرة لتوقيع ورقة المصالحة وتعود الوحدة واللحمة إلى شطري الوطن.
وسبب هذا الجدل هو تداعيات الملاسنة التي حدثت على هامش قمة سرت بين الرئيسين بشار الأسد، ومحمود عباس حول وجهة نظرهما من المقاومة، ومن المفاوضات، وبذلك قرر السيد محمود عباس رفضه لعقد جولة الحوار في دمشق.
وفيما يتعلق بأهداف السيد محمود عباس باختياره لبيروت مكاناً لعقد الحوار الوطني على الملف الأمني فهي:
1- إرسال صفعة للرئيس بشار الأسد، كرد اعتبار من وجهة نظر الرئيس عباس على ما حدث في قمة سرت.
2- ضرب علاقات حماس بلبنان المتنامية بازدياد، من خلال رفض حركة حماس للطلب الفتحاوي.
3- هروب السلطة الفلسطينية للأمام نحو المفاوضات، وبذلك لا يمكن للمصالحة أن تتم في حال استمرت المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل.
وبذلك تعلم حركة فتح ومن خلفها السلطة الفلسطينية بأن حركة حماس لن ولم تقبل الذهاب إلى بيروت لاعتبارات كثيرة منها التحالفات بين الحركة وسوريا، ورد الجميل لحسن ضيافة نظام بشار الأسد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وأيضاً لتمسك السيد بشار الأسد بخيار المقاومة والممانعة وهو ما تتقاطع حركة حماس استراتيجياً معه، وبهذا ستفشل جولة أخرى من الحوارات بين الحركتين، ويبقى الوضع مهيأً للمضي قدماً في عملية السلام واستئناف المفاوضات، ومزيداً من الابتزاز الاسرائيلي للسلطة الفلسطينية، وتمهيداً لإعلان اسرائيل عن يهودية الدولة، وخصوصاً أننا بتنا نلاحظ التحول الكبير في التصريحات التي تطلقها قيادات السلطة الفلسطينية حول يهودية الدولة أو الحق التاريخي في فلسطين.
ولكن ربما يخرج الأمل من وسط الألم وتعض سوريا الشقيقة على جراحها وتعطي الضوء الأخضر لحركة حماس بالذهاب إلى بيروت والبدء بجولة الحوار الأخيرة، واستكشاف مدى جدية الأطراف في موضوع المصالحة، لأن اليوم أصبحت المصالحة الخيار الوحيد لوقف مهزلة التفاوض والتنازلات، وضرب مشروع يهودية الدولة على أساس التمسك بالثوابت الوطنية.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)