مواضيع اليوم

المصالحة التدريجية

حسام الدجني

2011-04-26 22:05:03

0

إذا كانت المصالحة الوطنية تراود مكانها، فلماذا لا نبحث عن خطوات تدريجية للوصول إلى المصالحة الوطنية عبر سلسلة من الخطوات التي من شأنها توحيد الوطن سياسياً وجغرافياً، ولعل المواطن الفلسطيني لا يعلم ما يجري في كواليس العمل الحكومي والمؤسسي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فهناك تنسيق على أعلى مستوى يتم بين معظم الوزارات الخدماتية كالتعليم والصحة والاقتصاد والداخلية- الشئون المدنية، وهناك تعاون في بعض القضايا الأمنية التي تخص الطرفين، ويوجد اتصالات بين قمتي الهرم السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهدف السلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو خدمة المواطن الفلسطيني، وهذا شيئ مرحب به، ولكنه يحتاج إلى مزيد من الخطوات مثل توحيد السياسات العامة، والخطاب الاعلامي، وهنا أقترح على القوى الوطنية والاسلامية التوافق على الخطوات التالية والتي في النهاية ستساعد كثيراً في انهاء الانقسام، وتوحيد مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني وهي:

1- تشكيل لجنة الوفاق الدبلوماسي:
وهذه اللجنة تختص في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية الفلسطينية، ومتابعة شئون الجاليات، من خلال السفارات والقنصليات المنتشرة في الخارج بمشاركة سياسية من كل القوى الوطنية والاسلامية، تحت راية واحدة وهدف واحد هو خدمة القضية والثوابت الفلسطينية، وبذلك تتوحد الجهود السياسية، ونخطو خطوة نحو الشراكة السياسية، لأنه في حال لم يتحقق ذلك فسيكون للسلطة الفلسطينية في الدولة الواحدة أكثر من سفارة أو مكتب تمثيلي، وأكثر من رؤية سياسية، وهذا سيضعف الموقف الفلسطيني التفاوضي والمقاوم، ويعطي مساحة لإسرائيل للتحرك لتقويض الجهود السياسية التي تبذل لنيل اعتراف مجلس الامن بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، وهو ما أطلق عليه الرئيس محمود عباس باستحقاقات سبتمبر.

2- تشكيل اللجنة الاعلامية:
ومن مهام هذه اللجنة وضع محددات للخطاب الاعلامي الفلسطيني في الداخل والخارج، بحيث يتوحد الخطاب الاعلامي في كل ما يتعلق بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ووقف كل أشكال التحريض السياسي من أجل خلق بيئة ومناخات مواتية لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

3- تفعيل دور لجنة الوفاق الوطني:
هي لجنة تأسست بعد حوارات القاهرة، ومارست عملها ووضعت تصورات تخدم تحقيق المصالحة الاجتماعية، فهناك العديد من العائلات التي اكتوت من نار الاقتتال الداخلي، سواء بالقتل أو الجرح أو تدمير الممتلكات أو قطع الرواتب أو الاعتقال السياسي أو الحرمان من حقوق المواطنة كحرمانه من نيل جواز السفر الفلسطيني أو غير ذلك من تداعيات الانقسام البغيض، ولذلك ينبغي على اللجنة أن تبدأ خطوات عملية في تحقيق تلك المصالحات وتعزيز ثقافة التسامح، لأن البديل عن ذلك هو الثأر والحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.

ولربما يكون هناك العديد من الخطوات التي تسهم في انهاء الانقسام من خلال خطوات تقوم بها الأطراف المعنية، ولكن كل هذا يحتاج إلى صدق النوايا، فنحن أمام فرصة تاريخية لابد من استغلالها لوضع اسرائيل في عزلة سياسية، وخصوصاً أن البيئة السياسية العربية بعد ربيع الثورات باتت مواتية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني باقامة دولته وبناء اقتصاده الوطني الحر، وهذا لن يتحقق الا بجهود كل أبناء الشعب الفلسطيني.

Hossam555@hotmail.com


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات