مواضيع اليوم

المصادمات القبطية والأيدي الخفية ...


ليس لعاقل أن يؤيد ما يجري في مصر من تطور للنزاع بين الأقباط والنظام من جهة ، وإذكاء روح العداء مع المسلمين من جهة أخرى ، وليس لعاقل أن ينكر أن ثمة أيدي غريبة خلف الستار تحرك عرائس الدمى ، فالخلافات القبطية المصرية هي خلافات داخلية بين أبناء الوطن الواحد وليس من مصلحة الأقباط ولا المسلمين ولا النظام خدش هذا التعايش السلمي لقرون مضت .

ولعل الخلافات الدائرة منذ فترة في بؤرة معينة من الصعيد المصري الأصيل ، تمكن رجال حكماء بعيدا عن النظام من إدارة الأزمة بحكمة وروية ، حاصرت الفتنة في موضعها ومنعتها من أن تتطور وأن تمتد إلى مدى وافق أبعد ، اليوم نجد الصراع انتقل إلى القاهرة قلب مصر النابض ، وعلى خلفية بناء ملحق خدماتي للكنيسة ( أي أن الكنيسة القبطية في الهرم قائمة ، ولن يضر النظام أو البلدية أن يقوم الملحق إلى جانب الكنيسة ما دام البناء خاضع لكودات البناء المصرية المعتمدة ، كما لن يضر الكنيسة أن تؤجل البناء ريثما تتمكن من حل المعضلة مع البلدية والحكومة ، إذا كنا نبحث عن حل توافقي يرضي جميع الإطراف منعا للتوتر ودرأ للاحتقان .

من خلال المتابعة لدور الكنيسة القبطية في مصر على مدار السنوات الماضية بزعامة قداسة البابا العربي القبطي الكبير ( شنودة ) الذي نجل ونحترم ، ومدى علاقتها بالنظام الذي دأب على توطيد العلاقة بما يحفظ العلاقة بمستواها الوطني والقومي ، نجد أن التوتر كان ديدن العلاقة القائمة وعل خلفيات تكاد تكون بسيطة لو تدخل عقلاء وحكماء مصر من الأقباط والمسلمين لحلها .. بدل الترصد كل للأخر والتربص به أن يخطئ أو يصيب .. ورأيت على الدوام تدخل الحبر الأكبر العربي القبطي الكبير الكبير بواقفة العربية القومية المشرفة .. وتنصله من التدخل الأجنبي في شؤون مصر .. على اعتبار أن الخلاف هو خلاف داخلي بين أبناء العائلة الواحدة .

وتعد هذه نقطة تحسب للحبر الكبير ، الذي يعتنق المسيحية على المذهب القبطي .. لكنة عربي التاريخ والتقاليد والعادات ..عربي الذات والجماعة .. تشهد له كتاباته الأدبية وعلاقته مع الأزهر الشريف وأركانه الكبيرة الكبيرة ... من محمد متولي الشعراوي إلى الطنطاوي ... الذي كانوا يرون في الكنيسة القبطية أخا للأزهر الشريف .وكم دعونا وتمنينا ، أن يتم تنصيب قداسة البابا شنودة بابا وحبرا أعظم لمسيحي الشرق والعرب خصوصا ، بدل التبعية للفاتيكان الذي لا يربطنا به رابط .

أبناء مصر هم الأكثر حرصا على مصر ، وعلى أنفسهم ، وعلى وحدتهم ، وعلى أمنهم ، وهم العائلة الواحدة الكبيرة عبر عقود من الزمن ومن التعايش ، الكثير من أبناء الأقباط شهداء وأحياء ، في القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية والحزب الوطني الحاكم والكثير منهم برتبة لواء وعقيد ، والكثير منهم من الوزراء دون تحيز أو تمييز ، هم أبناء مصر الكبيرة الكبيرة ، بكل ما فيها من الهرم إلى النيل إلى السد العالي إلى الدلتا إلى أن تكون اكبر بلد عربي لنفاخر نحن العرب قبل المصريين و نقول مصر أم الدنيا .. وأم العرب أيضا .. فيا أمنا كوني حنونة علينا كما ينبغي للام أن تكون .. ويا نحن العرب والمصريين من أقباط ومسلمين فلنكن أبناء بررة ..

بالأمس انتقد مجلس رؤساء الكنائس في الأردن تقرير الحريات الدينية الأمريكية الذي يدين الأردن ، ويدين مستوى الحريات الدينية فيها ، ونحن نعرف أن الغرب والاستعمار تدخل ويتدخل في بلادنا بحجج كثيرة منها حرية الأقليات العرقية والدينية وليس آخرها الحريات السياسية .. ولا يعني هذا أننا بلا أخطاء ولكن ليس من حقهم التدخل في شؤوننا الداخلية ..وهم أحق أن ينتقدوا بمستوى الحريات الدينية ... فنرى منهم ما نرى كل يوم من منع بناء المساجد .. والدعوة إلى بناء الكنائس في عالمنا العربي .. ومنع الحجاب .. وشتم رموزنا الدينية المقدسة التي لم يحدث أن شتمها احد من قبل في العالم .. ونجد من يدافع عن المعتدي .

الأخوة الأحبة في مصر الكبيرة برجالها وتاريخها .. كم يعز علينا ونحن نرى الصدامات على شاشات التلفزة العالمية ..وكم يؤلمنا أن نرى احد المواطنين يلقى حتفه اثر تلك الصدامات .. ليتم اعتقال أكثر من تسعين شخصا على خلفية الأحداث المؤسفة ... ولنسمع مدى ضبط النفس الذي أبدته أجهزة الأمن التي ضربت اليوم مثالا في عملية ضبط النفس .. ونحن نسمع عن مدى الإصابات بين أفراد قوى الأمن المركزي الذي خبرنا مدى قوته في مواجهات سابقة .
ولعلى الامر ليس بحاجة الى كثير عناء لندرك ان ايدي خفية تلعب وراء الستار تحرك عرائس الدمى ، وان مصر الكبيرة مستهدفة بكل ما فيها من مسلمين واقباط ، فهم لا يفرقون بين عربي مسلم وآخر يهودي أو مسيسحي ، مصر مستهدفة كدولة عربية كبرى ، وكدولة ذات ثقل اقليمي ، وكدولة محورية في الصرالع العربي الاسرائيلي الذي يتاخذ وضعية المكبوت حاليا ، وهو يستعد للانفجار في أي لحظة ، العدو يدرك ذلك ويعمل عليه ويستعد له ..والشواهد كثيرة .فهم لا يريدون مصر القوية العربية بمسلميها ومسيحيها ...
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !