مواضيع اليوم

المصابون يحلّون محلّ مريضات قسم التوليد في غزة

محمد غنيم

2009-01-12 10:17:31

0

تمزّق كيس ماء الرأس لدى عُلا عثمان بعد يومين على بدء الغارات الجوية.

 

وقالت لـ"ومينز إي نيوز" إنّها لم تستطع الدخول إلى أي مستشفى في غزة لأنّها كانت مكتظّة كلّها بالجرحى والمصابين.

 

وأضافت: "اعتقدت أنّي سأموت مع طفلي عندما لم يلتفت إلينا أحد من الأطباء ولم ألقَ عناية طبية إلا في وقت متأخر جداً. ولم أصدّق عندما قالت لي الممرضة أن أبحث عن مستشفى آخر لألد فيه لأنّ كل الأطباء والممرضين منشغلون بمعالجة الجرحى والمصابين".

 

وقسم الولادات المكتظ عادة في مستشفى الشريف في مدينة غزة خالٍ تقريباً.

 

ولا يعالج في المستشفى فريق العمل الذي يكافح في ظلّ تدفّق الجرحى نتيجة الحرب سوى الحالات الطارئة جداً للإجهاض والمضاعفات الخطيرة المرتبطة بالحمل.

 

وقالت عثمان إنّه بسبب النقص في المعدّات الطبية قد يتطلب حصول ابنها على اللقاح أكثر من شهر. وأضافت وهي تحمل ابنها في غرفة الانتظار في مستشفى الشريف: "قال لي الأطباء إنّ اللقاحات والأمصال المضادة لتطعيم الأطفال نفذت. ولا أعتقد أنّ الوضع قد يصل إلى أسوأ من ذلك".

 

وأطلقت إسرائيل في 27 كانون الأوّل / ديسمبر هجوما جويا على مدينة غزة انتقاماً للصواريخ التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم غزة منذ انتخابات عام 2006 على جنوبي إسرائيل.

 

وأطلقت حماس 3،000 صاروخ على جنوب إسرائيل خلال فترة سبعة أشهر في عام 2008. ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه قتل 130 مقاتلاً من حركة حماس منذ بدء عملياته البرية في غزة في 3 كانون الثاني / يناير.

 

وتوفي أكثر من 700 فلسطيني منذ أن اندلع النزاع، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وبلغ عدد الضحايا المدنيين بين ربع ونصف مجموع الوفيات، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في 7 كانون الثاني / يناير أنّ 1،135 مصاباً من بين 2،250 هم من النساء والأطفال. وقُتل سبعة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين منذ بدء العملية، بحسب تقارير إعلامية في 8 كانون الثاني / يناير. وهدّدت صواريخ أُطلقت من داخل لبنان في 8 كانون الثاني / يناير على شمال إسرائيل بتصعيد النزاع والتوتر في المنطقة. ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم.

 

خسائر فادحة في الأرواح

يصعب التحقق من الإحصاءات إذ تمنع إسرائيل معظم المراسلين الدوليين من دخول منطقة الحرب وتسمح فحسب بدخول مَن يحصل على موافقات مسبقة من المراقبين الإسرائيليين. وأوقفت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عملياتها في 8 كانون الثاني / يناير بعد أن تعرّضت بعثة مساعدات إنسانية لنار دبابة إسرائيلية أدّت إلى مقتل شخص وجرح اثنين.

 

وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعات رفيعة المستوى في 7 و 8 كانون الثاني / يناير لتحديد ردّه على الأزمة. وتشاورت الدول العربية والغربية عن اللهجة وعزو المسؤوليات وشروط وفق إطلاق النار. وتقود مصر مساعي دبلوماسية للتفاوض والتوسط من أجل هدنة بين إسرائيل وحماس.

 

وتبقى الرعاية الصحية بالأمّهات الحوامل والدعم الطبي المتعلّق بها مجمّدة حتى إشعار آخر على الأرض في غزة. وأُعيد توجيه الممرضات والأطباء الذين يعملون في أقسام التوليد إلى غرف الطوارئ المزدحمة. وقالت النساء الحوامل لـ"ومينز إي نيوز" إنّه يُرفض إدخالهن عند الباب.

 

أمّهات وسط شعور باليأس

أفادت منظمة الصحة العالمية في 7 كانون الثاني / يناير أنّ عيادات الرعاية الصحية الأولية في غزة البالغ عددها 56 تعتمد على المولّدات البديلة وتواجه نقصاً في الوقود. ودُمرّت ثلاث عيادات متنقّلة وثلاث سيارات إسعاف.

 

 ومن بين المستشفيات الأكثر تأثراً مستشفى الشفاء وهو الوحيد الذي يضمّ أطباء للولدان الخدّج في قسم التوليد في مدينة غزة. وتتوفّر حالياً هناك 30 وحدة للولدان الخدّج. وترك النقص في الكهرباء هؤلاء الأطفال في أجهزة الحضانة بين الحياة والموت. وقال الدكتور حسن اللوح مدير قسم التوليد: "لا تستطيع طواقمنا الطبية أن تعمل بفعالية في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي الحاد. وتعتمد معظم المستشفيات في غزة على مولّدات الكهرباء البديلة ولذلك هي مهددة بانهيار تام وكامل إذا طرأ أي خلل أو مشكلة على المولّدات ويشكّل بالتالي خطراً على حياة الولدان الخدّج والمرضى في المستشفى".

 

وقالت ثرية حسن البالغة 32 سنة إنّ رضيعتها الخديجة سارة توقّفت عن التنفس بعد أن انقطع مولّد الكهرباء البديل في المستشفى لمدّة 30 دقيقة وقطع أجهزة الإنعاش في مستشفى الشفاء. وتوقّف 14 طفلاً آخرا عن التنفس. وهرع الأطباء والممرضات لإنقاذهم عبر التنفس الاصطناعي اليدوي. وتقول حسن إنّ طفلتها نجت ولكنّ أطفالاً آخرين لم ينجوا.

 

خسارة الأطفال الحديثي الولادة

قال الدكتور أبو وائل مرجان: "ازدادت الخسائر بين الولدان الخدّج بنسبة 10 في المئة منذ بدء الحرب. ولم نعد نستطيع استضافة الأمهات برفقة أطفالهن في قسم الولدان الخدّج ولا بد من أن نفصلهم عن بعضهم بعض كي نتمكّن من الاعتناء بالأطفال جيداً حتى أنّ بعض الأمّهات يرفضن المجيء لأخذ مواليدهن إلى المنازل او إخراجهم من المستشفى خوفاً من عدم تمكّنهم من توفير العناية الطبية المناسبة لهم في الخارج".

 

وقالت سماح موسى، وهي ممرّضة في مستشفى الشفاء: "ستكون العواقب وخيمة على حياة المرضى والمصابين بالمستشفى إن لم نتمكن من اجتياز هذه المرحلة حتى أنّ مستشفى كمال عدوان في الشمال ترسل حالات حرجة للنساء الحوامل بصعوبة بالغة. وقد يكلفنا أي تأخير حياة مريض أو أكثر ولا يدعم مخزون الأدوية واللقاحات الوضع".

 

ودعت إسرائيل في 7 كانون الثاني / يناير، وهو اليوم الثاني عشر للعمليات العسكرية ضدّ غزة، إلى هدنة من ثلاث ساعات للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية. وقال اللوح لـ"ومينز إي نيوز" إنّ مستشفى الشفاء علم بالهدنة في وقت متأخر جداً في اليوم التالي وما زال بحاجة لمخزون الأدوية والوقود للمولّدات. ويضيف اللوح أنّ إعادة تموين المستشفى يحتاج إلى أكثر من بضع ساعات وربّما بضعة أيام.

 

أعدت هذا المقال إيمان محمّد, وهي مراسلة في غزة، ودومينيك سوغيل محرّرة عربية في نيويورك.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات