مواضيع اليوم

المشهد في عراق اليوم

Saleem Moschtafa

2010-12-22 14:49:10

0

 

بعد تسعة أشهر من الشد و الجذب، و من التدخل من كل حد و صوب ولدت حكومة نوري المالكي العتيدة و التي تتكون مبدئيا من 42 وزيرا!!!!.

قلت "مبدئيا" لأن هذا العدد مرشح للتصاعد باعتبار أنه لايزال هناك من يجب على نوري المالكي ارضائهم من الكتل و الأحزاب السياسية.
فمن الواضح أن هذا العدد الهائل ليس مرده أن العراق و شعبه بحاجة الى كل تلك الوزارات بل مرده الى أن الراغبين في اقتسام "الكعكة" العراقية أكثر من ما هو معروض فوجب اذا اختراع مناصب و هيئات لهذا الغرض، فمثلا الى الآن غير معروف ماهي مهمام و صلاحيات ما يسمى بالمجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، و الذي منحت رئاسته الى رئيس القائمة العراقية اياد علاوي.
اضافة الى اختراع وزارات غريبة عجيبة لن تجدها الا في "العراق الجديد"، مثل وزارة مجلس النواب!!!!.
و الملاحظ أيضا أنه من بين أكثر المستفيدين اليوم في هذا " العراق الجديد" هم بدون شك الأكراد الذين لا يعلم أحد، سواهم طبعا، ماذا يريدون، فمرة يتعاطون على أنهم أكراد لهم حكم ذاتي في الشمال و يتجهون نحو اقامة دولة مستقلة بذاتها هناك، و مرة بتعاطون على أنهم عراقيون و يطالبون على هذا الأساس بالمناصب السيادية في حكومة العراق المركزية و هي مناصب تمنح لهم في اطار صفقات رخيصة كما تم بينهم و بين المالكي.

فاتفاقه معهم منحه القدرة على البقاء في منصبه كرئيس للوزراء و بالمقابل منحهم منصبي رئاسة الجمهورية و وزارة الخارجية ، هذا بالطبع الى جانب عديد المناصب الأخرى.
لكن ما لفتني هو منحهم وزارة الهجرة و المهجرين، لذلك سميتها بالصفقات الرخيصة، فبعد أن كان المسيحيون و العرب في كركوك و في نينوى يهجرون قسرا من مناطقهم بفعل ميليشوي تقوده بالأساس "البيشمركة" سيصبح هذا الفعل فعل ممنهج و خاصة فعل مقنن و مشرعن ضمن وزارة الهجرة و المهجرين.

و بعد اربع سنوات من الآن ستصبح كركوك ديموغرافيا جاهزة، بالمنطق الكردي طبعا، لإجراء استفتاء نتيجته الحتمية ستكون انضمامها الى دولة كردستان الموعودة و التي بدأ بعد مسعود البرزاني يرسم ملامحها النهائية، و من سمع كلامه أثناء افتتاح أشغال مؤتمر حزبه منذ أيام في أربيل يتحدث عن حق الشعب الكردي في تقرير المصير، قلت من سمع ذلك الكلام يتأكد ان الأكراد في العراق يعملون على اكثر من محور.

لكن المصيبة أنه هناك من يعمل على أن يترك لهم الحبل على الغارب كنوري المالكي و من يقف من ورائه، و هو في الحقيقة معذور لأنه هم بدورهم تركوا له الحبل على الغارب، أما العراق بشعبه و ارضه الموحدة فلا أحد "سائل فيه" لأن الأمريكي و الإيراني الذين يحركان خيوط اللعبة فيه كان هدفهم منذ البداية عراق مقسم مشتت الأرض و الشعب.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !