تطورات دموية في الأزمة اليمنية متسارعة وهذا أصبح ديدن الثورات العربية من بعد الثورتين السلميتين في تونس ومصر
مواجهات بين الجيش وانصار آل الأحمر من جهة ، و الجيش ومسلحي القاعدة كما يدعي الرئيس اليمني من جهة أخرى
اشتعلت الإشباكات في أكثر من منطقة في اليمن ، بدأت الثورة بشكل سلمي وترك للرئيس اليمني فرصة كبيرة ليتم نقل السلطة سلميا لحكومة جديدة
المتظاهرون حاولوا سحب الثورة لنموذج الثورة المصرية فين حين الرئيس سحبها للنموذج الليبي
بالتالي هذا اظهر بعض التخوفات من اندلاع حرب أهلية وما يؤيد هذا التوجه هو الطبيعة القبلية للنسيج اليمني
وفي المقابل هناك من يستبعد قيام حرب أهلية لأن الإنقسام أفقي في المشهد اليمني وليس رأسي ، فليس هناك جهة ضد جهة وإنما هي جهة تدافع عن نفسها وعن حريتها أمام اعتداءات مسلحة عليها
وكما تعودنا من الأنظمة المهددة بالزوال تقوم بنشر الفوضى في الشارع الثوري وتمارس عليه قوة السلاح بحجة تواجد مخربين ، والنظام اليمني يلقي اللوم على تنظيم القاعدة وأن الضربات العسكرية
إنما هي موجهة ضده وليس ضد المتظاهرين .
الرئيس اليمني أضاع الكثير من الفرص لتنحيه بشكل سلمي وحضاري ، كلمة حضاري التي كان يكررها دوما في خطاباته لشعبه ويطالبهم بممارستها معه في حين أسلوبه معهم خالي من الحضارة
هو لجأ لقانون الغاب في قمعه للثورة الشبابية السلمية ، حتى المبادرة الخليجية التي جاءت في الوقت الأخير وعلى استحياء لإنقاذه ضرب بها عرض الحائط
وقام بإثارة كل ما بإمكانة لإحداث مواقف مشدده من أطراف يمنية ليستعمل الخيار العسكري كحل لقمع المتمردين كما أسماهم ، وأنه هو الرئيس الشرعي الذي يدافع عن وحدة بلاده
في الوقت الذي فقد فيه كل شرعيته بإصداره الأوامر بالقتل والحرق وإشعال حرب لن يجني منها سوى بعض الوقت ليقضيه في قصره الرئاسي وكأنه يقول أنا وبعدي الطوفان
ليمت الشعب ويحيا الرئيس .
منيرة حسين
التعليقات (0)