مواضيع اليوم
تابعنا فيما مضى من الأيام وبشكل دقيق ماجرى على الساحة اللبنانية , وكنا قد خرجنا بنتيجة مرئية وجلية وحقيقية , أن الصراع الدائر هناك هو صراع الإرادات لاغير , وان هناك مشروعين متناقضين تماما لايلتقيان مهما طال الزمن , لأن الذي يتحكم بواحد منهما اطراف وجهات خارجية لاتريد الخير لهذا البلد , مشروع الداخل ومشروع الخارج , الأول هو يمثل إرادة الشعب اللبناني , والآخر يمثل الإملاءات الأمريكية الصهيونية , وهذا ما أثبتته تداعيات المشهد بشكل عام . إن الاحداث التي جرت قبل أيام كانت, رد فعل وخطوة إستباقية لما كان مطروح على الأرض من وجود خطة لضرب لبنان, من قبل الكيان الصهيوني , وخلال هذه الضربة, تكون القوى التي تدور في الفلك الأمريكي الصهيوني, قد هيأت نفسها وبالتزامن مع هذه الضربة, ان توجه نيران أسلحتها الى اللبنانيين وبكل فئاته واطيافه, وجر البلد الى الفتنة الطائفية ,وهي آخر سلاح بقي لدى هؤلاء العملاء المارقين والخارجين عن الإجماع الوطني اللبناني , وبالتالي تضطر معها المقاومة المتمثلة بكل الشعب اللبناني , ماعدا من غرر بهم , الى توجيه السلاح الى الداخل , وترك الساحة الحقيقية في المواجهة الشريفة مع العدو الصهيوني على الحدود الفلسطينية المحتلة . وكل هذا كان يجري بالتزامن مع الضخ السخي, من المال السياسي والدعم الإعلامي السخي أيضا ,مع بروز حالة من التضخيم لما سيحصل في الداخل, من خلق حالة من الخوف الذعر لدى الناس , وهذا يعني حسب تقديراتهم, أن الجبهة الداخلية ستكون أضعف من ان تقف مع المقاومة وستتخلى عن دعمها, ولا يمكن لها أن تقدم مايجعل من تلك الجبهة الداخلية متراصة وقوية , وهنا حتما سيفشل المشروع المقاوم , هذا كل ماكان يفكر به هؤلاء العملاء . حسب تقديرنا المتواضع , لولا يقظة الشعب اللبناني ووعيه اللامحدود , وسلامة وحنكة المقاومة لكان الوضع غير ماعليه الآن , لكن السرعة الفائقة, التي لازمت تحركات المقاومة وحسمها للأمر , هو الذي أنجز المهمة , وهو الذي عطل المشروع الأمريكي , مما إضطر معه العملاء الى الذهاب الى طاولة الحوار , والقبول بالجلوس وبالتالي الإعتراف الضمني والعلني , على أن هناك شركاء لنا في الوطن, ولابد أن نسمع لهم , ولايمكن لنا تهميشهم أو تعطيل قدراتهم في إدارة شوؤن البلد والمشاركة الفعالة في إتخاذ القرار . مالذي حدث من أمور تثير الريبة والشك لدى الشعب اللبناني , أو المتابع والمراقب لما يدور هناك على تلك الساحة الساخنة , أولا هروب بعض الهيئات الدبلوماسية وغلق سفاراتهم , وكانت عملية الهروب مفاجئة وسريعة وبطرق غير مألوفة , ثانيا دق طبول الحرب من خلال القنوات الإعلامية , ثالثا نشر عناصر وأدوات تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني على كافة الساحة اللبنانية , رابعا غلق الطرق الرئيسية المؤدية الى الداخل , وأخيرا إجلاء الرعايا لتلك السفارات من داخل لبنان . وهنا نتسائل , لماذا ياترى لم تهرب كل السفارات ولا كل الرعايا ؟! نقول : أن البعض يتهم سوريا وأيران بتعطيل عملية إنتخاب الرئيس في لبنان , وكذلك دعم طرف دون آخر لتقويته وبسط نفوذه على الآخرين , إذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يهربوا ولم يخافوا ولم يجلوا رعاياهم ولم يطبلوا للحرب ولم يتفوهوا بكلمة واحدة ,؟!! الخائف الجبان المنافق الراعي للإرهاب الداعم للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد اللاعب على وقع الفتنة الراقص على دماء أبناءه هو الذي لاذ بالفرار وهو الذي ساق كل الأكاذيب في الداخل والخارج من أجل تأزيم الوضع . الآن وبعد التغير الذي حصل في ميزان القوى , ذهب الجميع لإعلان عدة مبادي كانت هي البداية في الإتفاق على الحوار , ومن هنا وبرعاية دولة قطر توجه الجميع الى طاولة الحوار , لكن وبعد مرور هذه الأيام لم نصل الى الحل الذي يلبي طموحات الشعب اللبناني , ياترى من هو الذي يضع العصي في عجلة التقدم الى الأمام في الحوار, للتوصل الى حل يرضي الجميع وبالتوافق ؟! حتما هو ذاك الطرف المهزوم, أداة وخنجر الأمريكي الذي يريد تقطيع أشلاء العرب والمسلمين الى اوصال, لأجل البقاء جاثما على صدور شعبه المغلوب على أمره , من له المصلحة في تعطيل الحوار وعدم التوافق بين اللبنانيين , حتما هو ذاك المنافق والذليل والوضيع الذي باع الوطن والشرف بأبخس الأثمان , تبا لكم وسحقا لكم أيها الأوغاد الأشرار , إرفعوا أيديكم عن لبنان , لبنان المقاوم لبنان الشرف والعزة والكرامة, لبنان المدافع عن شرف العرب والمسلمين, لبنان الذي أركع الأمريكي والصهيوني معا بقيادة سيده وامينه الأمين ووعده الصادق سيد المقاومة وشرفها السيد حسن نصر الله ومعه إخوانه في طريق ذات الشوكة . علي المطيري 20 -5 -2008 |
التعليقات (0)