المشكلة والحل فى اللقاء مع الرئيس
موطني بي اس / كتب عماد الفالوجي / رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ خالد مشعل كرر فى أكثر من مكان مطالبته بضرورة عقد لقاء يجمعه بالرئيس محمود عباس , وتحدث بلغة الواثق بأن مجرد عقد مثل هذا اللقاء سيفضي بكل تأكيد الى قيام حركة حماس بالتوقيع على ورقة المصالحة المصرية , وهو فقط يريد استيضاح بعض النقاط – الغير جوهرية – مع الأخ الرئيس محمود عباس , ثم قال إن عقد لقاءا واحدا بين حركته وحركة فتح فى أي مكان يختاره الرئيس سيكفل بتجاوز أي إشكاليات قائمة وسيتم فورا توقيع الوثيقة المصرية , وأن المصالحة قطعت شوطا كبيرا وهي على مشارف النهاية من تحقيقها وأعلن استعداد حركة حماس التنفيذ والالتزام بكل ما ورد فى وثيقة المصالحة وأن الحركة لا تخشى من خوض الانتخابات القادمة – بشرط ضمان نزاهتها – وأن قرارات حماس ليست فى جيب أي طرف ولا تتلقى أوامر من أي جهة كانت ولا يوجد ضغوطات تمارس على الحركة ولا يملك أحد أن يفعلها لأن حركة حماس حريصة على علاقات متوازنة مع كافة الأطراف العربية والإقليمية بما يخدم القضية الفلسطينية فقط , وأعلن استعداد الحركة التسامي على المصالح الحزبية الضيقة من أجل المصلحة الوطنية العامة , وأكد إدراك الحركة للمخاطر الكبيرة التى تتعرض لها القضية الفلسطينية واستغلال الكيان الإسرائيلي لحالة الانقسام الحالية وأنه المستفيد الأكبر منها .
كل ما سبق مواقف قوية وتصلح أن تكون الأرضية الخصبة لإعادة اللحمة الوطنية من جديد , ولكن المشكلة أن هناك حالة من انعدام الثقة بعد التجربة الصعبة التى عصفت بالمجتمع الفلسطيني خلال السنوات الأربع الماضية , ومن هنا فإن الرئيس محمود عباس لم يرفض من جانبه مبدأ اللقاء مع السيد خالد مشعل وقادة حماس ولكنه يرى أن التوقيع المسبق على الوثيقة المصرية للمصالحة يمكن اعتبارها الأرضية القوية لإجراء هذا اللقاء والاستماع بعد ذلك لكافة الملاحظات التى تريد حركة حماس شرحها للسيد الرئيس , وفى نفس الوقت يؤكد الرئيس محمود عباس أنه لا يوجد لديه مانع من إتمام عملية المصالحة فورا بالرغم من الضغوط التى تمارس عليه بعدم السير قدما فى ذلك من أطراف دولية عدة – والرئيس يعترف بتلك الضغوط ولا ينفيها – وأنه لا يلتفت الى كل تلك الضغوط ومستعد لتحمل كافة تبعات مواقفه حتى لو أدى ذلك الى أن يلقى مصير سلفه الرئيس الشهيد ياسر عرفات – كما صرح بذلك قبل أيام - , وفى نفس الوقت يعلن الرئيس فى أكثر من مناسبة أنه سيعمل كل جهده لعقد انتخابات نزيهة كالانتخابات السابقة التي أشرف عليها بنفسه وهو مؤمن بالديمقراطية مهما كانت نتائجها , وفى ذات الوقت متمسك بمواقفه السياسية التى أصبحت محل إجماع فلسطيني وتشكل الحد الأدنى المقبول فلسطينيا لتحقيق السلام فى المنطقة .
وأمام كل تلك المواقف المعلنة تكمن المشكلة والحل فى نفس الوقت فى عقد اللقاء المرتقب بين الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل , أو ممثل عن الرئيس مع قادة حركة حماس للتقدم نحو الخطوة الأخيرة فى مسيرة إتمام المربع الأول فى مسيرة المصالحة الفلسطينية , والعقدة تكمن هل سيحدث اللقاء بعد توقيع حماس على الوثيقة المصرية أم قبلها ؟ , وإلى أن يحدث ذلك سيبقى قطاع غزة يعيش حالته النكدة فى ترقب المجهول القادم بين عدوان جديد وحصار يزداد شدة وحالة من القلق والتوتر , وتزداد المشكلة تعقيدا كلما دخلت معادلات جديدة تزيد من حدة المعاناة مثلما يحدث فى العلاقة مع الأشقاء فى مصر وتطور ذلك لدرجة سقوط شهيد من الجنود المصريين إثر مناكفات على الحدود مع مصر , وسيبقى قطاع غزة هو من يدفع ثمن تلك الفاتورة الباهظة التكاليف , ولا ندري كم من الوقت سيتحمل أهل القطاع كل تلك المعاناة , والى متى سيبقى قطاع غزة محطة للتجارب لأطراف عدة وكل طرف يجري تدريباته العسكرية على سكان القطاع لاختبار قوة جيشه بشكل استعراضي , ومنظر الدمار والخراب لازال ماثلا أمام الجميع دون أن يحرك ذلك الضمائر فى النفوس , وهل معقول كل ذلك يمكن أن تبدأ نهايته بلقاء بين الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل , وإذا كان المشكلة فى التوقيع على الوثيقة المصرية فلماذا لا نفكر بخطوات إبداعية إذا كان كل ما يقال فى الإعلام صحيحا , ولماذا لا يكون اللقاء والتوقيع فى آن واحد فى القاهرة وننتهي من هذه الحلقة المفرغة , أن المصلحة العامة والإحساس بالمسئولية الوطنية وخاصة تجاه قطاع غزة والقدس تفرض على القيادة الفلسطينية التحرك الجاد بخطوات مبدعة على الأرض لاكتشاف حقيقة المواقف المعلنة , ونحن كشعب فلسطيني سنراقب وسنحكم على تلك المواقف , وطال الزمن أو قصر فالانتخابات قادمة وهناك ستكون محكمة الشعب الصادقة .
التعليقات (0)