إن الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد، ملتزم بالسلام العادل الذي يضمن حقوقه والتي يحتكم إلى القانون والشرعية الدولية، وهو شعب يواجه تحدي السلام بثقة وإصرار على انتزاع الحق والعدل، بالرغم من عدم التكافؤ الموضوعي فى توازن القوى، بحيث باتت الإستيطان التي أتي كتصعيد عنصري فى ممارسات الإحتلال القمعية, وفى محاولاته لتقويض فرص السلام الحقيقي، وهذا لن يثنينا عن المضي فى النضال فى سبيل الحقوق الوطنية الثابتة فى الحرية والإستقلال, وبالمقابل فإن إسرائيل لديها طموح جديدة قديمة للتوسع والدور الوظيفي فى سياق سعيها لان تكون صاحبة اليد الطولي فى المنطقة كموقع متقدم ضمن الإستراتيجية الأميركية وكمرتكز أساسي لضمان إستمرار سيطرتها الإقتصادية والسياسية على المنطقة.
إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا المصير التي ألات إلية المفاوضات, وتتحمل مسؤولية تقويضها ، علماً أن عملية السلام كانت توجه طريقاً مسدوداً نتيجة للتعنت الإسرائيلي والموقف والإقتراحات الإسرائيلية التي تتناقض مع أهداف ومرجعية مسيرة السلام التي تتلخص فى قراري مجلس الأمن رقم 242و338 ومبدا الأرض مقابل السلام، والتي تريد إسرائيل القفز وتفكيك قرارات الشرعية الدولية عندما تلامس قضايا الأرض والمياه والمستوطنات والسيادة وتقرير المصير.
وحيث إن أدارة الرئيس اوباما كان علية أن تعي وتدرك مسبقا كل هذا من موقع معرفتها بصعوبة الإستجابة الإسرائيلية لحل الدولتين، ولذلك على المجتمع الدولي وعلى هيئة الأمم المتحدة وعلى الإدارة الأميركية الآن أن لا تفتقد إلى أساليب الضغط المباشر على إسرائيل ، مما يعني إلزام إسرائيل بالشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن, وعلى المرجعية الدولية أن تكون قادرة على وضع حد للمحاولات الإسرائيلية المستمرة للتلاعب بها، وعلى المرجعية البحث عن الوسائل الرادعة لإسرائيل, وحماية الشعب الفلسطيني ووقف إنتهاكات حقوق الإنسان ووقف هدم البيوت وقتل المدنيين الفلسطينيين والإستيلاء على الأراضي, ووقف مجمل العقوبات الجماعية الآخري.
إن الجانب الفلسطيني الملتزم بعملية السلام وأهدافها لا يرى أية إمكانية لإستئناف المفاوضات الآن, وفي ظل الشرعية الأمريكية التي لا تستند إلى أي توازن، وإذا كانت هناك نية حقيقية لإنجاز سلام فى المنطقة بإستئناف المفاوضات التي تتحمل إسرائيل مسؤولية تقويضها ، فلا بد من إعادة وإجراء عملية تقويم وتشخيص للأسباب والخلل التي منع إحراز أي تقدم في المسيرة وأدي بالتالي للإجهاز عليها.
يبقي الموقف الفلسطيني الموحد والرد الجماهيري الحازم وإرادة شعبنا , هي من ابرز عناصر القوة الفلسطينية فى المرحلة المقبلة, والتي أعتقد أنها ستكون مرحلة صراع جديدة بين الحق والباطل ، فالكيان الصهيوني العنصري سيحاول اليوم القفز وتقزيم أو تفكيك المشروع الوطني الفلسطيني فى ظل تحرير المشروع العنصري من قيود الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومن قبل الولايات المتحدة, وفى ظل الواقع العربي المتردي والانقسام الفلسطيني المدمر والمساعد على تقزيم الحق الفلسطيني فى الوجود.
التعليقات (0)