مواضيع اليوم

المشروع الإقليمي الإيراني- السوري

منار مهدي Manar Mahdy

2010-08-31 23:12:12

0


المشروع الإقليمي الإيراني- السوري ..

 

                                                                           بقلم : منار مهدي ..

جاء الانفجار اللبناني الكبير في بداية العام 2005م, والمتمثل في اغتيال رئيس الوزراء
الأسبق (رفيق الحريري) ليقلب الوضع في لبنان وسورية رأساً على عقب، وحيث توالت الضغوط الدولية والعربية على سورية من أجل سحب قواتها من لبنان, وهذا ما حدث بالفعل مع سورية وكان الانسحاب من لبنان أقصي منحدر يبلغه النفوذ السوري هناك منذ عقود.

 

أما إيران فلم يتأثر وجودها ونفوذها في لبنان بالانسحاب السوري ، إذ أن حليفها الأساسي
في لبنان حزب الله كان في موقع الطرف العسكري الأول، ويرتبط عضوياً ومرجعياً بعلاقات تحالف معها وليست محكومة بسقف السياسة ، بل بسقف أعلى بكثير, هو سقف المرجعية المذهبية ممثلة في المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد (على خامنئي) وبالعكس مما يبدو في الظاهر، وحيث كان الانسحاب السوري مفيداً لإيران من زاوية أن الجيش السوري المتواجد في لبنان كان الطرف الوحيد القادر ( نظرياً) على نزع سلاح حزب الله, ولم تهتز العلاقات الإيرانية - السورية بعد وفاة الرئيس السوري السابق ) حافظ الأسد ) عام 2000 م ، ومازال التحالف بين البلدين قائما تحت قيادة الرئيس الجديد ( بشار الأسد), وحيث جاء الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من لبنان في منتصف عام 2000 م خدمة للتحالف الإيراني - السوري ولحزب الله ليثم تسويق هذاالانسحاب كانجاز كبيراً وتحت ضربات المقاومة والذي بدأ يشكل ضغطاً معنوياً على الدول الداعمة لعملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي.

 

فعن طريق التحالف مع سورية يمكن لطهران ربط سلسلة جغرافية متصلة من النفوذ الإقليمي تبدأ من غرب إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى سورية التي تنظم سلسلة النفوذ الإيراني من حزب الله في لبنان وصولا إلي حركة حماس في غزة وهذه الإطلالة الأخيرة باتت أحد الأوراق الممتازة بيد إيران لفرض حضورها الإقليمي , سواء بحدود تماس مباشر مع إسرائيل أو بضغط معنوي كبير على الدول العربية الرئيسية، وخصوصاً في ظل تعثر عملية التسوية السياسية للصراع العربي – الإسرائيلي, ولا سيما أن إيران ترتبط تاريخياً وعقائدياً مع ( جبل عامل) في لبنان، وتمثل سورية أيضاً حلقة الوصل التي تربط لبنان الهام تاريخياً وعقائدياً واستراتيجياً وإعلامياً لإيران بسلسلة نفوذها الإقليمي وهذه البراعة الإيرانية في نسج التحالفات سواء مع أحزاب تنطوي بالكامل تحت مظلة ) الشيطان الأكبر) في العراق أو مع أطراف أخرى تناصب واشنطن العداء العقائدي في لبنان ، جعل جمعها للتناقضات الأيديولوجية في سياسة إقليمية تخدم مصالحها الوطنية مضرباً للأمثال ومثالاً يومياً على براغماتية سياسية قل نظيرها في منطقتنا, ولئن بدأ التحالف الإيراني- السوري دفاعياً محضاُ واستمر طوال الثمانينات والتسعينات منخرطاً أساساً في لبنان ، إلا أن سقوط العراق وتصاعد نفوذ الحركات الإسلامية الراديكالية في العراق وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة جعل إيران في مرحلة هجوم على التوازنات السائدة بالمنطقة باستخدام نفس التحالف, ولكن لتحقيق أهداف متجددة لديها.

 

وحيث أن السياسة الإيرانية مازالت تري في الموضوع الفلسطيني - اللبناني وخصوصاً تري في حركة حماس وحزب الله هم المقاومة المسلحة والخيار الصحيح , حتى لو أدي ذلك إلي تفجير الداخل الفلسطيني والداخل اللبناني وهذا ما حدث بالفعل, وكما أن حماس تعتبر نفسها وهي في السلطة احد إبعاد تدعيم النفوذ الإيراني وكذلك حزب الله والتمسك والتأكيد من قبل حماس وحزب الله على محورية دور المقاومة واحد رموزها هم في المنطقة, ولذلك لن يكتب لأي جهود أو لأي مبادرة مصرية - عربية كانت أو فلسطينية النجاح في الخروج من الإنقسام الفلسطيني في ظل المشروع الإيراني الإقليمي .

 

ماذا سيكون مصير حزب الله وحركة حماس في حال حدوث توافق إقليمي ودولي مع إيران حول المواضيع المختلف عليها أوفي حال إعلان الحرب على إيران ؟

فهل العلاقات الإيرانية - السورية بلغت حدد التحالف وهل تتطابق فعلاً الأهداف والاستراتيجيات ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !