مواضيع اليوم

المشروع الإسلامي.....التحديات

إيهاب الحسيني

2011-12-25 15:08:07

0

نوجزها أيضا في سبع نقاط:

1ـ الضغوط الغربية التي سترهقه بالملاحقة ، والإنتقـاد ، والتهديد ، بغيـة أن يتحوّل إلى مجرد إمتداد لما مضى ، ومجـرد آلة حكـم جديدة تحقق أهداف الغرب في المنطقة ، ولكن بـ(ديكـور إسلامي ) هذه المـرة ،
لاسيما في القضايا الإستراتيجية ، والملفات الكبرى ، كالقضية الفلسطينية.
أو تصيّد الغرب له ، وتعقّـب كلّ ما سيفعل ، وتضخيـم أخطائه ، ليثبت ما كان دائما يقوله : إسلامكم سبب تخلّفكم !
ومن أعظـم وسائـل الغـرب للضغـط ، أنّه كان قـد ربط الأنظمة السابقة به ، برشاوى بالملايين يرشي بها الجيش (المعونة الاستراتيجية) ، والمافيات المحيطة بالنظام ، لتبقى قبضة النظام على الدولة قوية ، ولاريب لن يدخـر وسعا في استخدام هذه الوسيلة ضد الإسلاميين ، كلّما احتاجها.
2 ـ إتساع رقعة الفساد الذي خلفته الأنظمة السابقة ، وهذا ما سيجعل مسؤولية الإصلاح مرهقة ، ومكلفـة ، وتحتاج إلى زمن طويل ، لتظهر نتائجها ، ومن أعظم مظاهر الفساد تلك ، ربط إقتصاد الدولة بمساعدات خارجية ، تقف وراءها دول ذات مصالح ، تتناقض وأهداف المشروع الإسلامي.
3ـ أنّ منافسيه الداخليين من العلمانيين ، وفلول الأنظمة السابقة ، لن يدخروا أي فرصة للتخريب ، وتحريض الغرب ، والشعب عليه ، وهم الذين لايرقبون في الإسلاميين إلاَّ ، ولاَ ذمّـة .
4 ـ قلـَّة الرموز التي تجمع بين الوعي السياسي المعاصر ، والعمق في الفكر الإسلامي ، والقدرة على إبداع الحلول العصرية .
5ـ قلة الدُّربة على إدارة الحكم ، وسياسة الشعوب ، لاسيما في ضوء شـدة معاناة الشعوب في الحقبة الماضية ، وعلى إثـرِ تراكمـات من فساد ضارب بجذوره في جميع مناحي الحياة !
6 ـ الخلافات الإسلامية.. الإسلامية ، وذلك التناحـر ، الذي لم يزل هو السبب الرئيس في تقهقـر المشروع الإسلامي .
7 ـ ذلك الإرتباك الذي لايزال في عقول كثير من أبناء المشروع الإسلامي وهم القاعدة التي تشكل العمود الفقري لنجاحه في الإنتخابات في فهم العلاقة بين الفكر السياسي الإسلامي ، ومبادىء إنسانية صحيحة توصل إليها الغرب بعد صراع طويـل بسبب أنّ الغـرب يجعـل هذه المبادىء الحقـّة تحت إسـم ( الديمقراطية ) ، ويصـر أن يجعلها مقترنـة بديمقراطيته هو  التي تعزز ثقافته فحسـب ، لجعل ثقافته بديـلا ، وفرضها على الشعوب ، في صـورة ( إحتلال ثقافي ) !
وكذلك الإرتباك وسوء الفهم للعلاقة بين المجتمع المطيع لوليّ الأمـر الحاكم بالشريعة الإسلامية ، وفكرة المجـتمع المدني ، بمؤسساته التي تمتلك من وسائل التغيير الشعبية الواسعـة ، مايجعلها تزاحم السلطة الرسمية في القوة، بل تجعلها هي السلطـة .

وأيضا في فهـم أن طبيعة المشروع الإسلامي في ضوء التعقيدات العصريـة ، تجعل من المستحيـل عليه أن يتوصل إلى أهدافه العليا إلا عبر مراحل ، بما تقتضيه كل مرحلة ، من شعارات ، ووسائل ، وسياسات ، تخصها ، ليس فيها أنْ (نعطي الدنية في ديننا) _كما يظـن الظـان كظن بعض الصحابة في الحدييبية ! _ بل إحسان السياسة بحكمـة للتوصـل إلى تمكين ديننا ، كما اهتدى إليه قائد هذه الأمة العظيمة ، في ذلك الموقف العظيـم .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن جماع سياسة التمرحل هذه : تقديم المصالح الراجحة على المفسدة المرجوحة ، ودفع الضرر الأكبر ، ولو بإرتكاب الأدنى ، والتضحية بتأجيـل الجزئيات في سبيل تقديم تحقيق الكليـات ، والأهداف العظمـى .
وإذا أردنا للمشروع الإسلامي أفضـل شعار للمرحلة :
فهو التركيز على توفير ما ثارت الشعـوب من أجله ، ولكن في قالـب الإسلام ، وتأجيـل ما سواه إلى مراحـل لاحقـة .

وأهـم ما يجب أن نبثـُّهُ في المشروع الإسلامي :
1ـ روح التوكّل على الله تعالى ، ونيّة الإنتصار لدينه ، وإعلاء كلمته .
2ـ روح الأخوّة الإسلامية .
3ـ روح التفاؤل بالغد المشرق بإذن الله تعالى.
نقول هذا من باب التحريض على التزوّد للطريـق ، الذي سيكون طويلا ، وشاقا ، ومن باب التنبيه على وعثائه ، وإلا ..فلاريب أن عنوان المرحلة القادمـة ، هو تسيد المشروع الإسلامي المشهد السياسي ،
وإنطـلاق حضارتنا المشرقة في طريـق الوحدة الشاملة ، والخلافة الراشـدة بإذن الله تعالـى .
وقد حدث لأمـّتنا هذا ، بمـا بارك الله في الأمـة ، وما قذفه في قلوبها ، من الخيـر ، والعـزم ، والصبـر ، حتى ثارت هذه الثورة المباركة ، ورغما عن أنف الغرب ، وعلى كراهية منه ، وبعد فقدانه المبادرة ، وتراجعه عن السيطرة ، بحمد الله تعالى ، وهذا مما يبعث على التفاؤل أن الله تعالى سيجعل بعـد هذه الثـورات _ بإذن الله _ حقبة جديدة ، يعـز الله فيها الإسلام وأهله ، ويرفع فيها كلمتهم ، ويمن عليهم بالتمكـين ، ولو بعد حين .
والله الموفق ..وهو حسبنا .. عليه توكلنا . وعليه فليتوكل المتوكـلون

يتبع إن شاء الله :المشروع الاسلامي ...التطبيق

ويتكلم عن المشروع الاسلامي بمفهوم المنهج الشامل القابل للتطبيق للتغلب على التحديات المعاصرة  ... نخطو من خلاله على درج التمكين بدايةً بدرجة

الفرد ثم المجتمع ثم الدولة ثم الأُمه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !