يبدو أن الثورات العربية كانت فاتحة خير على الأحزاب الإسلامية وكأنها قامت من أجلهم
توالت انتصاراتهم في الإنتخابات التي اقيمت في بعض الدول العربية وربما امتدت ليحكموا الوطن العربي
لقد سئم المواطن العربي من الحكم العسكري والعلماني فثار عليه ليستبدله بالحكم الإسلامي،
هذا النموذج الإسلامي الذي يطمح له المواطن العربي ليكون طوق النجاة من المعاناة التي عاشها على مر عشرات السنيين
وهنا يطرح سؤال نفسه .. ما الذي ينتظره المواطن البسيط من الأحزاب الإسلامية الفائزة...؟
وبما أن الأحزاب الفائزة أكدت وطمنت المواطنيين العرب وأصحاب القرار في الغرب بأن وصولهم للسلطة لا يعني تحويل المجتمعات العربية إلى مجتمعات إسلامية فعليا
( لكم دينكم ولي دين )
وإن كانت هذه الأحزاب لا تريد اتخاذ الشريعة الإسلامية دستور لبلادها وأنها ماضية على القوانيين الوضعية القائمة وعلى جميع المعاهدات السابقة مع الغرب
فهل لنا أن نتساءل لم اتخذت من الإسلام صفة لها ..؟!
أم هو مجرد اسم وليس صبغة تتسم بها مبادئها ..؟
في هذه الحالة تعتبر هذه الأحزاب الإسلامية مشروع إسلامي مسيس ومخطط له
وحين تسوء الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في المجتمعات المحكومة من قبل هذه الأحزاب ستضع كل اللوم على الإسلام
وسترى في الإسلام الرصاصة التي اغتالت أحلامها في حياة هنية ، وأن البديل في العلمانية التي يعيشها الغرب والحياة الكريمة التي يحظى بها المواطن الغربي
وهنا يجب أن يكون لنا وقفة مع المشروع الإسلامي القادم
من أين يستمد قوته ..؟ هل هو من القوة أن يتخذ قراراته بدون الوقوع تحت ضغط خارجي..؟
هل هو حقا مشروع لإنقاذ المواطن العربي من استبداد السابقين ؟ أم هو نوع جديد من العبودية ؟
ما يحدث حالياهل يعتبر انتصار للإسلام وعودة لمجده التليد ؟ أم هو خطة للهروب بالمجتمعات العربية إلى أحضان العلمانية ؟
منيرة حسين
التعليقات (0)