سجلت التجربة على مدونتها لحظة بلحظة
المشاركة الكويتية في «قافلة الحرية» هيا الشطي: كسر حصار غزة يعني الكثير للصهاينة و600 شخص تحدوا رابع أقوى جيش في العالم
هيا الشطي على السفينة (Alwatan)
2010/06/01 10:54 م
كتبت مرفت عبد الدايم:
رصدت هيا الشطي المشاركة الكويتية في قافلة الحرية اللحظات التي عاشتها في عرض البحر خلال توجه الاسطول الى غزة قبل الهجوم الاسرائيلي الوحشي على القافلة الذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحي.
«الوطن» تنشر أجزاء مختارة من مدونة الشطي التي طلبت تعميمها لدعم القضية.
الشطي بدأت بتسجيل خواطرها منذ اللحظات الأولي لصباح الخميس 27 مايو الماضي وما شعرت به من احاسيس سامية لدعم أهل غزة، قائلة «لا تحزنوا ولا تخافوا وليكن عرس الشهيد هو احساسكم.. قدمونا لغزة كقربان وفاء ودعما.. نحن نريد ذلك.. نريد ان نشاركهم أحزانهم وأفراحهم وها قد جاءت تلك اللحظة»..
وأشارت الشطي إلى ان عدد الكويتيين على متن السفينة بلغ 16 شابا وشابة، بالإضافة إلى 4 من البحرين 50 من الأردن 35 من الجزائر وأغلب الدول العربية لديها تمثيل من المغرب وموريتانيا وسورية ومصر ولبنان وفلسطين واليمن، وممثلين من دول فنزويلا وماليزيا وايطاليا واليونان وبلجيكا وأندونسيا وبريطانيا والسويد وايرلندا وأمريكا وأسبانيا وبرلمانيين من جميع أنحاء العالم وفد عن مهاتير ووفد يمثل الحكومة الفنزويلية، أيضا هناك قنوات تلفزيوينة للتغطية المباشرة من ماليزيا الى أوروبا الى وطننا العربي الى فنزويلا على كل السفن.
وأكدت الشطي في مدونتها ان كسر الحصار على غزة يعني الكثير للصهاينة تحديدا ففيه ضربة قاصمة لشوكتهم التي بدأت تترنح بشدة بعد حرب لبنان وضرب غزة وفيه كسر لاقتصادهم الذي صمد نوعا ما مع الأزمة.
وأشارت الشطي الى بيتر الذي أعلن اسلامه قائلة «و بين فرحي باسلام بيتر الذي كان معنا من القافلة السابقة وبين خوفي على عائلتي الحنونة فقد كبدتهم معاناة حقيقية في رحلتي السابقة منذ 5 شهور والآن.. تفكير وتعب وقلق وأعصاب متوترة مرة أخرى».
وذكرت الى ان «هناك ستة أشخاص أصروا على الصعود الى السفينة والذهاب الى غزة على الرغم من تهديدات الصهاينة .. كنت هنا أترقب التهديدات الصهيونية المتصاعدة.. والتصريحات من كافة المستويات.. والصهاينة يطلبون منا توقيف الحملة واعطاء المعدات الطبية والانشائية وهم سيوصلونها.. تلفت حولي أتأمل الوجوه تارة وأسأل تارة أخرى..من سيتراجع الآن عند نقطة الصفر.. من سيصعد السفينة لن ينزل منها أبدا.. الا في غزة باذن الله..لا أحد.. معقولة؟! 600 شخص مصممون على المسير.. ضد رابع أقوى جيش بالعالم .. لحظة رأيت دموعا تترقرق من عين صديقة أوروبية لي .. ثم علمت ان صديقتها تراجعت في اللحظة الأخيرة.. فالتفت لي صديقتي الأوروبية تتكلم قائلة للأسف خسرت الكثير الكثير.. وأغلق الباب الفولاذي»..
صباح يوم الجمعة تستكمل مدونتها قائلة «أحسست بيد حانية تمسح على رأسي وتحاول ايقاظي لفجر جديد.. أو للفجر الأول على تلك السفينة.. سفينة الحرية.. المضحك في هذا الموضوع أننا الشابات والنساء والأطفال مخصص لنا مكان واحد.. استغربت ان الجميع نائمات ورؤوسهن مغطاة بشكل أو بآخر.. حاولت تعديل حجابي بفكه واعادة وضعه ففوجئت بتلك الأخت التركية تصرخ بي خائفة وتحاول ارجاع الحجاب لمكانه.. ثم اكتشفت ان هناك كاميرات في كل مكان تصورنا على متن السفينة.. استوعبت أننا في «غزة أكاديمي».. لكن الفرق الوحيد ان متابعينا هم من النخبة القليلة..
في الصباح نفسه تعطلت احدى السفن الصغيرة وتم نقل ركابها الى سفينة هيا، وكان أغلبهم من الأجانب، فتضيف هيا «لفتت نظري امرأة أجنبية ملؤها الحماس والقوة والاصرار.. بعد الجلوس معها اسمها «ان رايت» واكتشفت أنها كانت «كولونيل» سابق بالجيش الأمريكي لكنها بعد مشاركة الجيش في حرب العراق والبطش الشديد والتعذيب الذي حصل تجاه الأبرياء منهم رفضت اكمال المسيرة وقررت ان تتركهم وتصبح ناشطة انسانية».
وتشير هيا إلى مشاركة الجميع في صلاة الغائب على روح والدة أحد المشاركين معهم وهو غزاوي ترك غزة من 30 عاما وعاد ليرى والدته المريضة بالسرطان قبل أن تموت إلا أن خبر وفاتها جاءه وهو على ظهر السفينة.
وفي صباح السبت الماضي، اصيب الجميع بخيبة أمل بعد ان واجهتهم مفاجأة من العيار الثقيل كما تقول هيا «بعض السفن لم تتحرك من ميناء قبرص وعلى متنها برلمانيون أوروبيون، ويتحول جو الغضب الى فرح «وسط الهدوء فجأة نسمع صراخ وسط البحر نلتفت فاذا اثنان من القوارب اليونانية يصلان ليعم الفرح والحماس كل من على القافلة.. وتدور السفن وهم يغنون ونحن نرد عليهم.. فجأة حفلة في منتصف البحر «التهديدات الصهيونية على أشدها لقد بنوا لنا خياما لاعتقالنا والجيش البحري سيستقبلنا بالبارجات العسكرية والسفن والهيلوكبترات وما لذ وطاب من الأسلحة..وفي المقابل النفسيات جدا ايجابية وعالية».
مع اقتراب الموعد.. علمنا سنغادر غدا باذن الله الى غزة ولم تزل زالت التهديدات الصهيونية تلاحقنا ونحن على أهبة الاستعداد لذلك..النفوس مطمئنه وقوية لا أحد يبالي اطلاقي..والكلمة الوداع بيننا وبين كل من ينتقل بين سفننا الخمس.
وهنا انقطعت كتابات الشطي وبدأت وسائل الاعلام تبث المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحي.
ــــــــــــــــ
كم أنا فخورة بك يا هيا ! و فخورة بكل الكويتين الشرفاء الذين كانوا على متن هذه القافلة ( قافلة الحرية ) .. وكم أتمنى لو كنت معكم لأنصر إخواني وأخواتي في غزة المحاصرة .. لكم مني ومن كل الشعب الكويتي أسمى آيات الشكر والامتنان والفخر يا أبناء هذا البلد المعطاء التي أنجبت أمثالكم .. و ردكم ربي سالمين للبلاد .. هنيئا لكم هذه المشاركة وهذا الأجر يا هيا .. هنيئا لكم هذه الشجاعة وهذه البسالة في التصدي لرابع أقوى جيش في العالم .. أثبتم لنا ولأنفسكم أن مازال في هذه الدنيا أبطال شجعان يذودون عن الحق ويدافعون عن المظلوم مهما بلغ عتو و طغيان وقوة ظالمه .. كسر الحصار على غزة صار أمرا محتما بعد تحرُك قافلة الحرية .. فاي أجر ينتظركم !! وأي بطولة سيشهد لكم بها التاريخ كله .. تحياتي لكم يا شرف هذه الأمة .. و وسام شرف سيوضع على صدوركم الأبية فور عودتكم للبلاد إن شاء الرحمن .. أطيب المنى ..
التعليقات (0)