مواضيع اليوم

المسيرات بين الحلول والكلول

رشيد القحص

2009-06-19 17:47:16

0

المكلا اليوم / كتب: الدكتور / عبدالرحمن بلخير
2009/6/18
عندما تنطلق المسيرات الغاضبة، وتندلع اعمال شغب أو فوضى أو ماشابه من التسميات التي تتردد هذه الايام في كثير من الدول ومن بينها اليمن خصوصاً جنوبه، نختلف على الاسباب ونختلف على التسميات ونختلف على المتسبب.. وبدء فحق التعبير عن الرأي السلمي حق تكفله كل الدساتير بمافيها الدستور اليمني، الذي لاظل الا ظله .. لكن حق التعبير الدستوري هذا، تستخدمه الدول أما لتعطيل استخدام هذا الحق أو لاستخدامه فعليا

حين يكون الجو صحواً، فان الدولة- واتحدث عن اليمن تتباهى أمام الدول المانحة والمانعة بان مواطنيها يتعاطون الديمقراطية بكل فئاتها حبة بعد كل أكل ويشربونها كما تشرب الماء البارد صيفا فتنزل على قلوبهم هنيئا مريئا.. بل وتوعز للقنوات الفضائية بمشاركتها نقل الاعراس الديمقراطية حية على الهواء.. أما حين يكون الجو غائما والشارع محتقنا والمطالب الشعبية متزايدة، كما هو حال الجنوب، فان دون استخدام هذا الحق "حسر وجبال" ومطالب وشروط لاتنتهي ، وبين كل مطلب ومطلب، مطب جاهز لتعطيل المسيرة او الاعتصام.. فاولاً ينظر في الطلب.. وبعد حين تتم الموافقة، بعدها عليك تقديم ملفك مجهزا بكل مايثبت حاجتك للمهرجان أو الاعتصام.. موثق من طبيب مختص وبشهادة رجل وامرأتان.. طبعا كل هذا قانوني وشرعي.. وحين تأتيك الموافقة، وتبدأ في تجهيز نفسك، تبدأ العراقيل في الهطول كالأمطار الاستوائية بغزارة.. فحين تطلب ميداناً معيناًً لاقامة المهرجان أو الاعتصام فان جهة الموافقة تختار لك ميداناً بين الجبال والرمال بحجة الحفاظ على سلامة المتظاهرين.. وان اخترت توقيتاً يناسبك اختارت الجهة الرسمية توقيتا يناسبها هي، وان اخترت شعارات معينة اجازت بعضها وأعرضت عن بعض، وان قلت يوم الاحد يناسبنا قالت الثلاثاء أفضل، وبعد كل هذا تظل تنتظر الموافقة النهائية التي تأتي متأخرة أو لاتأتي على الاطلاق.. وبالتالي يجد الناس أنفسهم أمام الخيار الصعب وهو التظاهر او الاعتصام الذي يصنف بانه خارج على القانون.. وبالتالي يصلهم الرصاص الحي، جزاء نكالا
وبين الخروج على القانون أو العود، يقتل أبرياء وتسيل دماء وتنتهك حرمات ويسجن مظلومون وتدمر ممتلكات عامة وخاصة لانقر ابدا أن يتعرض لها أحد مهما كانت مطالبه عادلة وقضيته لايأتيها الباطل من أي جهة.. وبين العود والقانون تتضاء فرص النظر في القضايا العادلة بحرص وتدقيق!! من يراجع سيل التظاهرات والاعتصامات والصدامات المتكررة بين الجنود الحكوميين والمتظاهرين في الجنوب .. يلاحظ أن الحكومة تتكفل بالتحذير والشجب ومطالبة اللآباء منع ابناءهم من المشاركة في هذه "الاعمال" أو التدخل بقوة الاطقم وفظاظة العسكر لتفريق المتظاهرين.. ولاشئ غير هذا
لو ان الدولة نظرت في الأمر من زاوية الحاجات الاساسية لهؤلاء الشباب، فان الحل سهل وميسر وعلى مسؤوليتي لن يخرج بعد تطبيقه متظاهر في كل الجنوب.. لو قامت الحكومة بتشغيل نصف هؤلاء في مناطق انتاج النفط في المسيلة والضبة وشبوة، والحقت المؤهل منهم بالجيش والشرطة، والأكثر تأهيلاً في المعهد العالي للقضاء، لما وجد أحد من هؤلاء الشباب لا الوقت ولا الذريعة للتظاهر، فوقته مشغول، وطاقته استنزفت في عمل مفيد، وجيبه "عمران".. ورأسه مرفوع، والبلد مستقر وآمن، ولامسيرات ولايحزنزن.. فهذه احتياجات اساسية لأي بني آدم وليس الشباب فقط، وهذا ماتقول به النظريات العلمية في مجال علم النفس.. وقد سبقها القرآن الكريم حين أكد ان الطعام والأمن هما أساس الهرم البشري، حين أوضح ذلك في سورة قريش.. وهذا هو منطق العلم الذي نتشدق به ونتشجعه ولانعمل الا على تعطيله على الارض
ولو قسنا الأمر على أبناء ردفان مثلاً، يعيشون على العمل في الوظائف العسكرية هم وابناءهم، يكسون منها وصنعوا تاريخهم بها، وحاضرهم دمر بعد أن اخرجوا منها.. فهل يمكن القول أن الثورة اخرجتهم من الجبال وأن الوحدة أعادتهم الى الجبال مرة أخرى.. بعد أن افقدتهم مصدر عيشهم واستقرارهم
أما الحلول الأمنية فلن تزيد الأمر الا سوءاً، والعصيد ماءً، والشوارع مظاهرات.. وستتعقد الحياة وتقل فرص الاستقرار والتنمية.. ونرهن المستقبل الى المصير المجهول لفظا المعلوم معنىً




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !