مواضيع اليوم

المسيحُ مُدَّخرٌ لليوم الموعود.

محمد جابر

2019-04-18 18:09:24

0

المسيحُ مُدَّخرٌ لليوم الموعود.

بقلم: محمد جابر

بينما هي في محرابها تعبد ربها.. نزل عليها الروح.. فتمثَّل لها بشرًا سويًا.. ليزفّ لها البشرى..

ذُعرت مريم وخافت واستعاذت بالله.. فقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا.. قال لها الروحُ: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا..

استغربت مريمُ كثيرًا من هذا الأمر.. كيف يكون.. وهي لم تتزوج ولم تقترف الفاحشة، فقالت: أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا.. قال لها الروحُ:  كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا..

وِلِدَ الطفلُ المُعجزةُ..

مواجهةٌ عنيفةٌ من قبل القوم يقودها الأحبار.. اتهاماتٌ وطعنٌ لاذعٌ بمريم .. طعنوا في عِفَّتها وشرفها وهي القديسة عندهم من قبلُ.. لكن المولود يُهدِّد مصالحهم الشخصية ويقضي على عناوينهم واستئكالهم.. قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا...يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا..

هنا تتدخل الإرادةُ الإلهية وتأمر مريم بالصوم عن الكلام.. ليكون الطفلُ المولود هو الناطقُ المدافعُ عنها.. نعم نطق وهو في المهد صبيَا بأبلغ حُجة وبيان...قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا...

 فكان هذا الكلامُ صاعقةً على أحبار اليهود وزعماء القوم ...لم يقبلوا بولادته.. فكيف يقبلونه نبيًّا؟!!!.

ويستمر العداء.. وتُحاك المؤامرات.. وتستمر الحرب...فقرَّروا قتل النبي عيسى.. وهنا تتدخل الإرادة الإلهية مرةً أخرى.. لتحفظ عيسى من القتل.. وترفعه اليها حيَّا..

لكن  لماذا رفعه الله اليه حيًّا وادَّخره.. فلم يُقتل.. ولم يمُت ..كما قُتل أو مات  غيرُه من الأنبياء والرسل..؟!!.

لأنَّه مدَّخر الى اليوم الموعود.. الذي تتطلع اليه البشرية.. ليكون سندًا و وزيرًا للموعود المُنقذ..

هذه الحقيقةُ الإلهيةُ الفطريةُ التوراتيةُ الإنجيليةُ القرآنيةُ.. تحدَّث عنها الأستاذ الصرخي في المحاضرة الرابعة من بحثه: ( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول)، فكان مما ذكره قوله: « شاء الله العليم العزيز الحكيم أنْ يبقي المسيح بن مريم حيًّا وأنْ يرفعه إليه وأنْ يدّخره لليوم الموعود الذي يكون فيه وزيرًا وسندًا ومعينًا لمهدي آخر الزمان- عليه السلام-، لكن الخطّ التيمي حتى يخلص ويهرب من هذا ماذا فعلوا؟ أصلًا أنكروا وجود المهديّ وميّعوه ودفنوه، وقالوا: المسيح هو المهدي!!! خطٌ وخيطٌ باطل»، انتهى كلام الأستاذ المحقق.

النبيُّ عيسى المعجزة في ولادته.. والمعجزة في حياته.. والمعجزة في بقائه حينما رفعه الله اليه.. كل ذلك من أجل أن تكتمل حلقات القضية المهدوية ويومها الموعود...عيسى النبي يدَّخره اللهُ..  ويبشر بالموعود ويكون وزيرا له.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !