بين الفينه والفينه يتكرر الكلام بخصوص عضويه مجلس الشعب والمسيحيين .. حقيقه شيئ لافت للنظر ندره وجود نواب أقباط في مجلس الشعب وأغلب الأحيان نجد أن النواب الأقباط هم من العشره أعضاء الذين يعينهم رئيس الجمهوريه في كل دوره أي أعضاء معينون وليس منتخبون …
والدوائر الانتخابيه البالغه 222 دائره بكل دائره عضوين يكون مجموع الاعضاء 444 عضو بطول البلاد وعرضها لا يوجد بينهم عضو منتخب قبطي أو ربما عضو أو اثنين شيئ يدعوا للتعجب فعلا اذا قدر مثلا عدد الأقباط بعشره مليون …
فما هي الأسباب الحقيقيه لذلك؟؟؟بالتأكيد كل المتعاطين مع هذا الأمر من الأقباط والعلمانيين والليبراليين الذين يتخذون خط شبه موحد في هذا الموضوع لا يجدوا سببا أخر بخلاف الأسباب الثلاثه "المؤامره والتعصب والتزوير" كسبب لانعدام تواجد نواب أقباط في البرلمان المصري وبالتالي هم يطالبون بكوته عدديه في البرلمان للأقباط وهذا أمر حميد ولكن ان فتحنا باب الكوته فهل الاقباط كلهم طائفه واحده ليكون لهم كوته واحده ؟
سيتظلم أبناء الطوائف القبطيه الأقل عددا ويطلبون بنسبه لهم كذلك ستطالب فئات أخري كالشيعه مثلا بالمساواه وبكوته لهم فالي أين ستقودنا الكوته حينئذ ؟؟
ولكن لو سلمنا جدلا بصحه الأسباب سالفه الذكر
فالمؤامره ممكن أن تكون هناك مؤامره لاقصاء الاقباط من الحياه البرلمانيه ولكن من ورائها وما الذي يجب عمله لافشال هذه المؤامره ؟؟
التعصب ربما يكون هناك تعصب في بعض الدوائر ولكن هناك أيضا دوائر يقل بها التعصب وأيضا دوائر بها أغلبيه عدديه قبطيه فماذا عنها ولماذا لا ينجح بها مرشح قبطي ؟؟
التزوير ربما يكون هناك تزوير ولكن هناك أيضا قضاء عادل وأثبت مرارا حدوث تزوير وتجاوزات وأبطل النتائج مرارا في العديد من الدوائر وهذا لا يختلف عليه اثنان ….
ولكن بعيدا عن كل ذلك وبعيدا عن العواطف والكلشيهات الجاهزه مسبقا والاحساس بالظلم والتهميش والاقصاء ولطم الخدود وشق الجيوب … الي أخره
اذا نحينا جانبا فكر المؤامره والتعصب والتزوير من المعادله فماذا سيبقي لنا ؟؟
لنبحث بالمنطق عن أسباب أخري كامنه وراء اختفاء أو ندره وجود النائب القبطي في مجلس الشعب …
أولا الأصوات الانتخابيه .. يقدر عدد الاقباط مابين سته مليون الي عشره مليون طبقا للتقديرات المختلفه لأنه لا يوجد تعداد رسمي معلن من الدوله وما بين الرقمين سواء هذا أو ذاك هناك تساؤل كم قبطي مقيدين في الجداول الانتخابيه ؟؟
أيضا لا يوجد رقم معلن ولكن لو نظرنا الي التركيبه الفكريه القبطيه نجد أنها بصفه عامه تنأي تماما عن المشاركه في العمل السياسي بل وترفض استخراج بطاقه انتخابيه ليصبح لها حق التصويت
وحتي لا يكون كلامي مرسل سوف أذكر دائرتي الانتخابيه علي سبيل المثال ففي دائرتي أصوات الناخبين حوالي المائه وعشرين الف صوت وعدد أصوات الاقباط 200 صوت فقط بالرغم من وجود مابين 3500 الي 4000 قبطي في الدائره يجب أن يكون بينهم 2000 صوت كتقدير أي 10% فقط ممن يجب أن يكون لهم صوت انتخابي فهل منعهم أحد من استصدار بطاقات انتخاب واضافه أسمائهم الي جداول الناخبين ؟؟؟؟
مثال أخر دائره شبرا بالقاهره كما يقولون معقل الأقباط تجد مثلا ثلاثه أو أربعه أقباط يترشحون في مواجهه بعضهم البعض فتتفتت الاصوات لصالح مرشح من خارجهم .. و أيضا لا يخرج من لهم حق التصويت للانتخاب لعدم رضائهم عن المرشح القبطي الذي غالبا ما يكون من خارج الدائره أو غير مقبول مجتمعيا بالاضافه الي تدخل رجال الدين لصالح أحدهم في هذه الدائره علي الأخص مما يكون له التأثير السلبي وليس الايجابي بالاضافه الي أن الكثير من الأقباط الذين يعطوا أصواتهم للمرشح المسلم لثقتهم بأنه الأجدر علي قضاء مصالحهم ...
هذا جانب وهناك جانب أخر وهو العمل العام والشعبي .. يتقوقع الأقباط بصفه عامه داخل أنفسهم وداخل كنائسهم ويبتعدوا تماما عن المشاركه في العمل العام والعمل الشعبي فيجهلوا ويجهلوا لأن لا أحد يعرفهم وان كان بينهم كفاءات ممتازه ولكن مجهوله تنأي عن العمل الحزبي والشعبي المحلي …
وهنا تتعالي أصوات القله المشاركه في العمليه السياسيه من الاقباط بوجود المؤامره والتعصب والتزوير ..
الانتخابات "لعبه وحرفه وخطه" ويتم الاعداد لها مبكرا وقل ما شئت وهنا تلعب تجمعات الأصوات دور حيوي في تركيز المرشحين ويعمل لها المرشح الفرد أو الحزب الف حساب وحساب وأصوات الأقباط خارج عن اللعبه لا يعمل لهم أحد أي حساب ولا يقيم لهم وزنا ولا يبحث مشاكلهم وهمومهم لأن أصواتهم "فتات" لا قيمه لها لأنهم تخلوا طوعا عنها وبالتالي لا يحق لهم الشكوي …
وأيضا المرشح القبطي يجب أن يفهم أنه ليس لكونه قبطي فقط سينجح أو يفشل في الانتخابات .. هناك حسابات أخري كثيره يجب حسابها فالسياسه ليست لها دين علي الاطلاق فممكن أن ينجح مرشح قبطي علي قائمه الاخوان المسلمين …
مجدي المصري
التعليقات (0)