المسيحيون شركاء وطن
المسيحيون في العراق يتعرضوا لشتى أنواع الاضطهاد ومن أيادي خفية مصلحتها أن تبعد أبناء الوطن عن وطنهم فمرة اغتيال ومرة تهجير ومرة ترويع وتهديد وان هذه الأيادي لها أهدافا ابعد من أن تكون أهداف محلية فهي تسعى إلى تغيير الفطرة العراقية التي تميزت بالتعايش السلمي بين مكوناته في بلاد النهرين ولاسيما إن المسيح جزء كبير من تاريخ العراق وحضارته . فنحن بالعراق نجزم إن هذه الأفعال هي أفعال إرهابية لا تمت بأي دين بصلة فمادام خطاب الإسلام للأديان خطابا إنسانيا إذ أعطى الأولوية لكرامة الإنسان واحترامه حينما قال ( وقد كرمنا بني ادم ) أي إن مجرد أن يكون الفرد إنسانا فهو مكرم دون النظر إلى دينه أو لونه أو جنسيته فكيف للمسيح الذين هم أصل من أصول العراق ومكون عُرف بالسلم والسلام والتعايش مع أصحاب الديانات الأخرى واخذ تقاليدهم وعاداتهم وهم ليسوا طارئون على الأرض العراقية وان العراق بلد المسيحي كما هو بلد المسلم والايزدي و الصابئة وهو البلد الذي حمل رحمه أكثر من نبي وإمام أي انه بلد التعايش السلمي.
وهم إن أطلقوا عليهم مصطلح الأقلية فان الأقلية في المفهوم الحضاري في الحضور وليس في الحقوق فمادام المسيحي جذرا راسخا في شجرة مكونات العراق فله الحقوق نفسها كما للآخرين من الأغلبية وان أصالة العراقيين تستنكر أساليب العنف فهي غير مقبولة لاشرعا ولا قانونا ولا عقلا وان نفسية الفرد العراقي تتميز عن الباقين إنها نفسية طيبة تحب السلم والسلام وتكرم الجار وتهتم به وتعده من الأهل وتحترم الشراكة لمن هم شركاء في الأرض والوطن والعراقي صبور لكنه أكثر ما يبكيه الوطن وفراق الأحبة يتحمل الألم ولا يتحمل الفراق يحترم الذكريات ويتألم على الماضي وهذه النفس الطيبة لا يمكن ان تلد ناسا سلوكهم التهجير والاعتداء والكل متفقون إن السلوك الإرهابي سلوك ورد لنا من الخارج وهذا ما يجعلنا نتفاءل إننا سوف نعيش في ارض السواد يعلو صوت المؤذن على بيت مسيحي ويدق ناقوس الكنيسة على بيت مسلم وكل واحد يبدي احتراما للاخر . وان السلوك الطيب سوف يطفوا على النفوس لان الفطرة طيبة .وان حسنة الإرهابيين الوحيدة ان قتلهم لايستثني احد من ابناء العراق وهذا دليل على انه عدو للجميع فابناء المسيح يبكون ابنائهم وابناء مدينة الصدر والشعلة والشعب والحسينية والكاظمية وزيونة نصبوا العزاء نفسه على أبناءهم فعلينا ان نتوحد كشعب عراقي كما توحد الإرهابيون ضدنا والله المستعان
تنويه نشرت المقال في تاريخ النشر : 2010-11-03
اما اليوم فان الدواعش تضطهد المسحيين .بشكل واضح
د.سيد جلوب سيد الكعبي
التعليقات (0)