موقف بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم السيد ( مار لويس ساكو ) كان موقفا راقيا ورائعا وينم عن مسؤولية وطنية ودينية فقد رفض وبقوة مقترح الكونكرس الامريكي بتسليح الاقليات في العراق "وخصوصا الاقليات المسيحية والايزيدية عادا ذلك انه يشكل خطورة على البلاد واعتبرتها خطوة غير مباركة وغير بريئة وتشكل خطرا ،. وأضاف بطريرك الكنيسة الكلدانية في حديث له للاعلام بتاريخ 24\5\2016 " إن أرادت الإدارة الأميركية محاربة داعش فعليها تسليح القوات النظامية المركزية والبيشمركة في إقليم كردستان "، متسائلاً " كيف بإمكان فصائل قليلة العدد وتفتقر للخبرة محاربة داعش وطرده؟".واضاف هذا غير ممكن كونه يعقّد الأوضاع ويخلق حكومة داخل حكومة ". وحث البطريرك ساكو في كلامٍ موجَّهٍ للمسيحيين بأن "يكونوا حكماء ولا تدفعهم العاطفة إلى أوضاع يندمون عليها".وعن إيجاد دور فعال للمسيحيين في تحرير مناطقهم ، دعا البطريرك لويس ساكو " الشباب المسيحي إلى الانخراط في صفوف الجيش النظامي وقوات البيشمركة لضمان الحماية القانونية "، مشيراً إلى أن "تشكيل فصائل مسلحة معزولة يُشكّل خطراً عليها".لو اخذنا هذا الموقف من الناحية الدينية والانسانية يعبر عن عقلانية ووطنية فهو رجل دين عراقي قبل كل شيء يحب وطنه وشعبه واهله المسيحيين ومن خلال تصريحه ورفضة نستطيع ان نستشف العقلية المعتدلة التي يمتلكها هذا الرجل واستغرابه كيف لفصائل عديمة الخبرة ان تحارب داعش فلابد ان يكون التسليح والامداد للجيش وليس لتكوين فصائل مسلحة والرجل عرف قبل غيره الخطة الامريكية ومشروعها الخبيث وانها لا تقدم السلاح من اجل عيون المسيحيين بل لاجل زيادة الحقن الطائفي وتشقيق المجتمع العراقي وشتان بين موقف هذا الرجل المسيحي الذي يسير باخلاق الاسلام رغم انه ليس مسلما ولكنه عراقي اصيل احب وطنه وبين موقف مرجعية السيستاني التي طالما وقفت ضد توجهات الشعب العراقي وكرست التفرقة والاقتتال والشحن الطائفي وتوّجت كل ذلك باطلاقها لفتوى التحشيد الطائفي مما شكل ذريعة لتدخل دول كثيرة ومنها ايران في الشأن العراقي وانشاء وتشكيل عشرات ان لم تكن المئات من الفصائل المسلحة التي باتت تعيث في الارض فسادا وقتلا وترويعا واصبحت قوة لا تطالها يد القانون ولا يمكن محاسبتها او الوقوف بوجهها ومن هنا فان السيستاني انما ينفذ الاجندة الاجنبية في العراق وخصوصا الايرانية منها واشعل فتنة لا يمكن اطفائها بسهولة ابدا , أما كان بامكان السيستاني حل الاشكال والازمة التي حصلت بين الحكومة والمنطقة الغربية بالحوار ؟ والدعوة الى السلام ؟ كما فعلها رجل الدين المسيجي السيد لويس ساكو لكنا تجنبنا اراقة الدماء وهذه الضحايا التي تسقط بالمئات يوميا ان رجل الدين الحقيقي لا يمكن ان يقبل بحدوث مثل هذا الامر ابدا وهنا يأتي السؤال هل ان السيستاني رجل دين حقيقي ام انه مدعي المرجعية و لا يمثل الدين من قريب ولا من بعيد وهذه هي الحقيقة الدامغة ان السيستاني مجرد مدعي متلبس للدين وللمرجعية ليس اكثر .. و موقف البطريرك المسيحي مشابه تماما ومطابق لموقف المرجع العراقي السيد الصرخي الذي رفض الاقتتال الطائفي وفتوى التحشيد ووصفها في حديث له لقناة التغيير بتاريخ 17\8\ 2015 ..قائلا (صدرت فتوى التحشيد من المرجع فالتحق شبابنا وكبارنا الطيبون بالحشد وتحت إمرة القادة الفاسدين وبدون سلاح وبدون تدريب وبدون خطط عسكرية فالنتيجة وقعت بهم المجازر تلو الأخرى ومجزرة سبايكر الكبرى غير خافية عليكم وتلتها مجازر ومجازر ولا زالت مستمرة., صدرت الفتوى والمعارك والمؤامرة في الموصل، فببركة الفتوى سقطت صلاح الدين والرمادي ومناطق من كركوك وديالى بيد المسلحين الأربعمائة.- صدرت فتوى التحشيد وكانت المعارك في الموصل وبحكمة الفتوى وعمق الفتوى صارت المعارك على أبواب بغداد وكربلاء.صدرت الفتوى وأهالي المحافظات المنكوبة صلاح الدين والانبار وديالى وكركوك والموصل يستنجدون ويتوسلون المرجعية وكل المسؤولين بأن يسلحوهم أو يسمحوا لهم بتسليح أنفسهم وحمل السلاح للدفاع عن محافظاتهم وأهليهم، لكن جوبهوا بالرفض وتهم الخيانة والعمالة والنواصب والدواعش والبعثية والصداميين.صدرت الفتوى ومُنع أبناء المحافظات من أن يدافعوا عن محافظاتهم، فإذا بأبنائنا وأعزائنا في الوسط والجنوب يزجون في معارك خاسرة صاروا ضحايا وقرابين لمخططات ومشاريع سياسية قذرة من اجل توسيع إمبراطوريات وحماية امن دول أخرى.- صدرت الفتوى لكنها لم تغير شيئا ولم تضف الى الواقع شيئا، فالحقيقة أن نفس المليشيات الموجودة أصلا صارت تعمل بغطاء وبعباءة الفتوى وصار تتكسب شبابنا الأعزاء للالتحاق بها بعنوان الفتوى وغطائها.صدرت الفتوى وإذا بالمفاجئة في أول أيامها فتخرج تظاهرات تطالب بالرواتب والدعم المالي للحشد الى ان وصلت الأمور إلى أن تردف المرجعية فتواها بفتوى ودعوى التمويل الذاتي للمليشيات والحشد من أموال وممتلكات الناس التي تركت بيوتها من مناطق القتال فصار السلب والنهب بغطاء شرعي وفتوى غررت بشبابنا أبنائنا أعزائنا.صدرت الفتوى وفتحت أبواب الفساد على مصاريعها وبإضعاف ما كانت عليه فالجميع مستغرب من تسابق السياسيين والمسؤولين وقادة المليشيات الفاسدين لتأييد الفتوى والترويج لها وسنّ وتقنين فتح الميزانية لها، ولكن تبين لكم أن الفتوى فتحت اكبر باب من الفساد والسرقات التي لا يمكن لأحد أن يشير إليها فضلا عن يكشفها ويفضحها ويمنعها فصارت ميزانية الدولة مفتوحة لفساد الحشد وسُرّاقه، فكل فاسد أسس مليشيا ولو بالاسم فقط تضم عشرات الأشخاص لكنه يستلم رواتب وأموال تسليح وتجهيزات لآلاف الأشخاص فيجهز العشرات بفتات وينزل باقي المليارات بالجيب في الأرصدة وشراء الأملاك والأبراج في دول الشرق والغرب خارج العراق.صدرت الفتوى وكان أهالي المحافظات، العوائل والنساء والأطفال آمنين في بيوتهم، وإذا بالفتوى توصلنا الى تهجير ملايين الأبرياء وتهديم آلاف البيوت وتدمير كل المؤسسات الاجتماعية والخدمية والصحية وغيرها.
اصيل حيدر
التعليقات (0)