لنا هنا ونحن نتابع مقال الكاتب تيسير الفارس حول المذابح الرهيبة التي وقعت بين الكاثوليك والبروتسيات على مدار قرون عديده والتي ذهب ضخيتها الملايين من البشر لأنهم اختلفوا معهم في بعض المسالئل حول عصمت البابا التي اعتبرتها هذه الفرقة وغيرها مخض خرافة قامت على اسطورة صكوك الغفران. وأن تفسير الكتاب لايجب أن يمر الا من خلال البابوات وان علاقة الانسان هي مباشرة مع الله لاتحتاج الواسطة بين الله والبشر . واستكمالا لما طرحه الحفار المعرفي الفارس في هذا المقال وكشفه عن المذابح التي يندى لها جبين التاريخ مما وضع على المحك قضية هذه الديانة لالتي لا تقوم على المحبة ولا علاقة لها بالمحبة من قريب أو بعيد في حالى تهديد سلطة رجال الدين أي تهديد مراكزهم والعبث بحقيقتهم التي سجنوها في الردهات المظلمة من عقولهم وكنائسهم . والتاريخ شاهد على هذه الممارساات المقيته علىكل من يختلف معهم . ونجن نعلم أن هناك فرق كثيرة انشقت عن الكنيسة وخالفتها في أمور العقيدة غير البروتوستات كان قد صدر بحقها من قبل الفاتكيان اتهمت الفرق المهرطقة وهي أكثر من أن تعد واحيلكم الى كتاب السير السمث في كتابه تاريخ انشقاق الفرق المسيحية الصادر في عام 1997 عن بيرث في برطانيا والذي ترجمه محمد المحسن وصدر عن دار ابن سينا 2002 .
لقد قامت الكنيسة في عصورها المنحطة خلقيا ومعرفيا بالحجر على العقل ومنعت التفكير في أمر الدين تحديدا كما حجرت على البحث العلمي وعلقت العلما ء على أعواد المشانق بتهمة أن العلم يتناقض مع الحقيقة المسيحية الدينية . ظلت المسيحية تمارس غباءها وغباء ربها وظلت تحصد رقاب الخراف التي لا ذنب لها الى أن ثارت الخراف بنهاية المطاف فشحذت قرونها وهو سلاحها المتوفر ومزقت صكوك الغفران وكفرت بالبابا وربه الجالس عن يمين ربه وحطمت أسطورة الدين وكذبه وتهافته وقد اشتعلت هذه الثورة عندما راح علماء الغرب وفلاسفته يقرأون الكتاب المقدس ليكشفو ا غن تاريخيته وضلالاته وكذبه وشككوا في وجود المسيح اي راحوا يدمرون ااسه من الداخل . وأمام هذه الكشوف المرعبة تراجعت الكنيسة الى كنائسها وخرجت من الساحة السياسية والاجتماعية والتاريخية . واصبحت المسيحية في الغرب مثار السخرية والتهكم واصبج رجل الدين متهم بعد أن كان سيدا تخضع له الرقاب . أصبحت المسيحية لعنة العصر في الغرب لأن تاريخ جرائمها لا تزال ماثلة في وعي الغربي ووجدانه . ولا تزال كليات الدراسات التاريخية والاجتماعية والإنسانية تدرس تاريخ جرائم الكنيسة في مناهجا الى اليوم .
لقد شنت الكنيسة حربا شعواء على الساحرات ولقد نشرت العديد من الكتب في الغرب عن هذه الظاهرة ، ظاهرت قتل الساحرات . وكانت عملية قتل الساحرة تتم من خلال طقوس مغرقة في التخلف . تتنتهي بحرق الساحرة أمام الناس . وتتم عملية الحرق لقتل الشيطان داخل الساحرة . والسحر الأن بات معلوما أنه ماهو إلا الاعيب الخفة التي يقوم بها بعض الأشحاص الموهوبين في الاعاب الخفة . اذ لا حقيقة لشيئ اسمه سحرا وأن الشياطين التي هي كذلك جزء من اختراع الدين لا حقيقة لها في الوجود الا من خلال دلالاتها على رمزية الشر في الوجود . ولأن المسيح كذاب كبير رلح يخرج الشياطين من الناس وعندما تقرأ الأنجيل سوف تلتقي بمئات الحلات التي احرج المسيح منها الشياطين من البشر .
كان رجال الكنيسة يعتقدون ان الامراض من فعل الشياطين, وهي سبب القحط والعقم وان الشياطين تحوم بالجو ممتطية السحاب وتاتي لمن يطلبها عن طريق السحر او لمن ياتي اثما او خطيئه, امر( البابا بيوس الخامس) ان يدعى الاطباء باطباء الروح لان الامراض تاتي من الشياطين ولارواح الشريرة.
في عام 1770م ظهرت خاصية عجيبة فى عدة أماكن فى أوربا وأرسلت عدة تقارير إلى الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد, بأن الماء قد تحول فى عدة أماكن إلى دماء
وسارع رجال الكنيسة بإعلان أن سبب حدوث هذا يرجع إلى غضب الاله. الذي أرسل الشياطين لأن تحول هذا الماء الى دم . ثم قامت قيامة الكنيسية أن الرب قد غضب على السويد كما حصل في التاريخ القديم عندما تحول نهر النيل الى دم أحمر ثم راحت الكنيسة تحذر من أن هذا مقدمة ليوم الدينونة ونزول المسيح علما أن الأناجيل لم تذكر هذه العلامة كمقدمة لمجيئ المسيح الثاني .
وعندما قام العلما بفحص هذه الظاهرة كانت المفاجأة . وجدوا أن إحمرار المياة يرجع إلى وجود حشرات دقيقة صغيرة لونها أحمر كانت قد غطت وجه الماء . وهذا ما جعل الماء في البحيرات يبدو أحمرا ثم قامت الدوله برش مواد كيماوية على هذه الحشرة فعاد المياه الى حالتها . وعندما وصلت الأنباء إلى البابوات , قالوا بأن هذا التفسير عمل شيطانى ورفض تفسير العلم وأقر بأن ظاهرة المياة الحمراء هى ظاهرة غير طبيعية وانها غضب الاله لقلة الايمان بيسوع الرب وقلة التبرع لبناء الكنائس للرب..
كانت الرياح والبرق تفسر من قبل الكنيسة بانها من اعمال الشيطان وقد امر البابا (جورجي الثالث عشر) ان تدق الاجراس بالكنائس عند حصول تلك الضواهر.
وفي القرن الخامس عشر ظهر اعتقاد ماساوي بان النساء الساحرات يقومن بمساعدة الشياطين في ظهور الاعاصير والعواصف وغيرها من الكوارث
لذلك أصدر البابا( "أنوسنت" الثامن) فى السابع من شهر ديسمبر عام 1484م أمرا بالقضاء على كل الساحرات فقام رجال الكنيسة بحرق الاف النساء بتهمة السحر حتى تتطهر ارواحهن من الشيطان اللعين.وكان كل مخالف لاراء الكنيسة يتهم بالهرطقة وان عقوبتة الحرق بالنار وهو حي,
في حفل زواج وصي العرش للويس الرابع عشر ملك فرنسا على ابنة ملك اسبانيا كانت هدية العرس حرق 80 مهرطقا امامهم.ولم يسلم العلماء والمفكرين من عقوبة التحريق بالنار حيث
حرق العالم كوبرنيكوس لانة قال ان الارض كروية ولم يتنازل عن رايه وكاد ان يتكرر الحدث مع غاليلو لولا انة تراجع وقال لهم لا تريدونها كروية اذت هي ليست كروية.
اما محاكم التفتيش وادعاء رجال الكنيسة انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة
ادى ذلك الى ان يعيش مفكري اوروبا الأحرار حياتهم كلها متخفين عن الانظار خوفا من ان يقتلهم احد من البسطاء تأثرا بكلمة قالها رجل دين مسيحي او خوفا من الحكومات المرتبطة ارتباطا وثيقا بالكنيسة لان الكنيسة كانت تتوج الطغاة وتسندهم
لقد عاش ديكارت في هولندا و خاف ان ينشر الكثير من اراءه حتى قرب موته
و عاش فولتير في انجلترا فترة وهولندا فترة اخرى وكانت هولندا ملجأ للفلاسفة
و المفكرين بعد ان تمكنت منها البروتستانتية و اصبحت اكثر ليبرالية من الدول الكاثوليكية المجاورة.
ان ظهور اول دعوة بعيدا عن قرارات واوامر الكنيسة جاءت على يد المفكر الانكليزي جون لوك في كتابة الشهير القانون المدني
ان انتشار المطابع ابان الثورة الصناعية ساعد على نشر افكار الفلاسفة والمفكرين بالتخلص من افكار الكنيسة البالية و من هنا تم الحجر على الكنيسة العظيمة بعد ان فقدت المصداقية بتفسيرتها السابقة لان اراء المفكرين انتشرت و دخلت حتى بالمدارس اليسوعية,
انتشرت الثورة الصناعية في إنجلترا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر
وانتشرت بعد ذلك إلى دول غرب أوروبا ثم إلى جميع انحاء العالم سهمت الثورة الصناعية في القضاء على المجتمع القديم الذي تتحكم بة الكنيسة بكل المفاصل للحياة وأقامت مكانه مجتمعا
جديدا تميز ببروز طبقتين :
طبقة أرباب العمل المنتسبين إلى البرجوازية والتي تكونت من أصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية والمصرفية وقد سيطرت هذه الطبقة على الحياة الاقتصادية بامتلاكها لوسائل الإنتاج و
طبقة العمال التي تكونت من سكان المدن والنازحين من الأرياف بحثا عن فرص العمل التي وفرتها المصانع لسد رمق العيش بعد ان كانت الكنيسة توزع الحساء على الفقراء وهم يقفون طوابير على ابواب الكنائس اصبح لديهم الان اجور يمكن شراء اللاكل وهنا تخلص الفقراء من استغلال الكنيسة لهم.
ولعل أكبر الأحداث الفكرية في أول القرن هو ظهور الفلسفة الوضعية التي نادى بها كونت
عام (1857م) ديناً جديداً للإنسانية
ثم تلاها البركان الذي تجاوبت أصداؤه في أنحاء القارة كلها، وأحدث انقلاباً عاماً في الأفكار والآراء والمعتقدات التي توارثتها اوربا والانسانية قرونا طويلة كتاب دارون اصل الانواع في التطور العضوي والانتقاء الطبيعي
هذا الحدث المذهل أثار حفيظة دعاة القديم وبالأخص رجال الكنيسة فاستجمعوا قواهم واستنجدوا بكل حميم وخاضوا معركة كان فيها حتفهم وانقشع الغبار عن سقوط آخر قلاع الكنيسة وخروجها كلياً عن ميدان الصراع الفكري العام.
واندحار الدعاة الأخلاقيين ودعاة الالتزام بالمسيحية ولم يبق لهم إلا شراذم في (حزام الإنجيل) وكانت نهاية المطاف ظهور النظرية النسبية في أوائل القرن العشرين عام (1905)
وقد وصلت سيول الحمم التي قذفها البركان إلى أرجاء المعمورة كافة نتيجة جهود عظيمة قام بها أناس متعددو الاتجاهات ومن أبرزهم ماركس وفرويد ودوركايم
ان الثورة الصناعية والثاقفية عندما جتاحة القارة الاوربية زلزلة بقايا الإقطاع والأنظمة الملكية والكنيسة, هي التي قامت بتطور النهضة في الدول الغربية بعد ان كانت تئن من مواقف الكنيسة المساندة للقطاع ولانظمة الملكية الغير ملتزمة بقانون سوى قانون الكنيسة
حسين شبر
--
Mob (0064212651546)
التعليقات (0)