المُسلم والمتأسلم
الإسلام دين سماوي خاتم دخله من دخله عن قناعة وخرج منه من خرج عن قناعه ، دينُ تعرض للكثير من التشويه حتى وصل الأمر لعمقه عبر تأويل النص القرآني وإخراجه من سياقه فيما يُسمى بالتُدبر ، روايات ومرويات وتفسيرات قديمة متجددة يؤمن بها من يؤمن ويرفضها من أشتغل بالمنطق وإعمال العقل ، المُسلم يعتنق الإسلام ويبذل أقصى طاقته لتطبيقه في حياته تطبيق لا يخلو من أخطاء أو قصور يتبع في ذلك الدليل القاطع الغير قابل للتأويل والتشكيك ، يتمسك بالحلال ويمتنع عن الحرام يأخذ باليُسر ويترك التنطع والتشدد جانباً ويحاربه بكل ما أوتي من قوة لأن ذلك الداء إن دخل العقل وتمكن منه حول حياة الفرد لجحيمِ لا يُطاق وجعل من المجتمعات أنبوبة تجارب تقاسي الأمرين ، المسلم لا يلتفت للماضي السحيق ولا يستدعيه ولا يقيم له أي وزن عكس المتأسلم الذي يعيش في الماضي ويستدعيه ويُبشر المجتمعات بعودته ويُناضل من أجل تلك العودة المرتقبة في ذهنه وأحلامه ، المسلم مسالم لا يرفض الأخر ولا يختبئ خلف ستار الوسطية هو وسطي بطبعه نشأ وسطياً وسيموت كذلك عكس المتأسلم الذي يدعي الوسطية ويمارس نقيضها في أقواله وأفعالة ، المسلم يحترم رغبات وحريات الأخرين أما المتأسلم فقانونه إن لم تكن نسخة طبق الأصل مني فأنت كذا وكذا والنار أولى بك ، المتأسلم يُحرم كل شيء سداً للذرائع وهواجيس لا صحة لها ويمنع كل شيء تقرباًإلى الله ويُدخل في الدين ماليس فيه عملاً بمبدأ الإكثار من الخير ، المتأسلم شخصية مضطربة تتمنى الشر للبشرية لأنها تستحق العذاب الإلهي شخصية تنشر التطرف لأنها تؤمن أن ذلك هو الدين الصحيح السليم ، المتأسلم حركي حزبي يخلط الدين بالسياسة لأنه يعيش في الماضي ويبذل جل وقته في مطالعة كتب التاريخ والتراث يُقدس الخلافة كنظام حكم لأنها في عقله ووجدانه هي الأصلح لقيام حكم ديني يمتلك البلاد والعباد بالحديد والنار هو لا يؤمن بالحكم المدني والتداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية في صنع القرار وإن ابدأ إيمان فإيمانه مؤقت يضمحل إذا تمكن من الإمساك بزمام الأمور ، مصيبة المسلمين تكمن في المتأسلمين الذين استدعوا الماضي ومجدوا كتب التراث وصرفوا بغيهم وضلالهم المجتمعات عن الحياة وعمارة الأرض والتعايش والسلام ، مصيبة عظيمة دفعت المجتمعات ثمنها من الاستقرار والنمو فكم من تنظيم حزبي مسلح خرج على المجتمعات من تحت عباءة المتأسلمين وكم من جريمة أرتكبت والسبب المتأسلم الذي لا يخشى إلا قال فلان ، المجتمعات اليوم بدأت تعي الفارق الكبير بين المُسلم والمتأسلم وبدأت تتجه نحو كشف فضائح تلك الثُله البشرية التي لا يهمها سوى الجنس والجواري والقتل والسلطة والتسلط على البشر بإسم الله تاره وبإسم إقامة الشريعة تارة أخرى فالخير يبدأ بكشف فضائح والأعيب الضالين المُضلين .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)