المسلمون الروس يضفون زيارة القدس لمناسك الحج!

استعادة تقليد قديم أم خطوة لفتح الباب لزيارة القدس تحت الاحتلال؟
المسلمون الروس يضفون زيارة القدس لمناسك الحج!

بقلم/ ممدوح الشيخ

لأول مرة في روسيا تتم العمرة بزيارة المدن المقدسة الثلاث

في خطوة يتوقع أن تثير جدلا كبيرا في العالمين العربي الإسلامي أعلنت إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين لروسيا برنامجا جديدا للمسلمين الروس لأداء مناسك العمرة خلال الزيارة التي سيقوم بها الحجاج ليس فقط إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل إلى القدس الشريف أيضا. رئيس إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين لروسيا روشان حضرت عباسوف قال: "نحن نخطط لشهر آذار/ مارس المقبل، عندما تفتح السعودية حدودها لأداء مناسك العمرة أن يزور حجاجنا الأماكن الإسلامية المقدسة الثلاثة وضمنها القدس الشريف.
وكشف عباسوف عن أن زيارة القدس ضمن مناسك الحج ليس جديدا بل تقليد قديم لمسلمي روسيا الذين كانوا قبل ثورة 1917 يؤدون فريضة الحج بهذا الشكل رغم أنها كانت تطول لعدة أشهر، وأضاف عباسوف: نحن نقترح زيارة الأماكن المقدسة خلال أسبوع بدءا بمكة المكرمة ثم المدينة المنورة وبعد ذلك التوجه للقدس، حيث يمكن الصلاة في المسجد الأقصى المبارك. وقد تم بالفعل إعداد البرنامج المقرر، وهو الطيران من موسكو إلى عمان ومن هناك بواسطة الحافلات الوصول للقدس.
وما سيرفع حدة الجدل أكثر حول الرحلة أنها على الأرجح سوف تتضمن السفر إلى بيت لحم وأريحا وأماكن أخرى من الأرض المقدسة، حيث توجد قبور الأنبياء. وحسب المسئول الروسي فإن الفكرة تمت مناقشتها مع الجانب الفلسطيني حيث تم لقاء بين ممثلين للمسلمين الروس مع وزير السياحة الفلسطيني ما يعني أن السلطة الفلسطينية لا تراه اعترافا بالسيادة الإسرائيلية على القدس ولا إضعافا للموقف الفلسطيني ولا تطبيعا.
صحيح أن التطبيع كان دائما مصطلحا سياسيا عربيا في المقام الأول، لكن الموقف العربي الرافض لزيارة القدس تحت الاحتلال كان يمثل "قاعدة" تحظى بالاحترام دون أن تكون قاعدة ملزمة من جانب مسلمي العالم. وستشكل هذه الزيارة المنظمة أول عمل من نوعه منذ قيام إسرائيل. ويبدو المؤثر الروسي واضحا في هذا التحول، فعباسوف يقول إن مسلمي روسيا يدرسون تجربة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي أرسلت العام الماضي 130 ألف حاج للقدس.
ويقدر عدد المسلمين في روسيا بحوالي 26 مليون نسمة يشكلون 18% من إجمالي السكان