المسلمون الرمضانيون
مساجد مزدحمة تراتيل وتسابيح هدوء وسكينة وطمأنينة وكأن الملائكة تعيش على سطح الأرض , هذا هو حال المسلمين في رمضان موسم الإسلام السنوي , ذلك الحال المؤقت ينم عن وجود حالة نفسية متقلبة لها أسبابها وتداعياتها الخطرة على القيم وعلى الأجيال المتعاقبة , الشخصية الرمضانية مختلفة في كل شيء متميزة لدرجةِ لا يكاد يٌصدقها عاقل , تلك الشخصية تلعن الناس جهاراً نهاراً طوال أشهر العام تنشر البغضاء والكراهية تنتهك المحرمات تٌمارس الفجور وتستهدف القيم بعمدٍ وترصد لكنها برمضان تتوقف مؤقتاَ وكأن الحرام موسمي والدين عبادات ومعاملات مؤقتة ولسان حالها يقول رمضان مغسلة الذنوب السنوية ونهر الصدقات الجاري , المفارقة العجيبة بتلك الشخصية هو اهتمامها الملاحظ والزائد بالمرأة فهي الصائمة القائمة على خدمة الصائمين التي قال عنها الرسول الأمين ذهب المفطرون بالأجر ؟ تلك المرأة هي ذاتها التي توصف بأبشع الأوصاف طوال العام وهي ذاتها التي تقبع أسيرة لعادات وتقاليد وأراء مروية ما أنزل الله بها من سٌلطان , هي تلك التي يراها البعض فتنة ويراها أخرون وسيلة للشهرة عندما يتحدثون عن معاناتها وحقوقها هي تلك التي تتعرض للتحرش والإقصاء لمجرد أنها أٌنثى لا حول لها ولا قوة فأين الإسلام الرمضاني عنها طوال العام ؟
نحن أمام حالة عجيبة الجميع واعظ يعض الناس بمختلف الوسائل والطرق الجميع يتقمص دور الدعاة والوعاظ صباح مساء حتى أصبحنا لا نخشنا من وجود الوعظ داخل جيوب أثوابنا , الوعظ والدعوة طريقٌ يسلكه الفرد إما رغبةً في نشر السلام والقيم وتعزيز المشتركات الإنسانية وهذا قليل وشبه مستحيل في مجتمعنا السعودي الصغير والعربي الكبير , وإما يسلكه الفرد بغية نشر إيديولوجيا ضيقة تربى على أنها صواباً وحقاً غير قابل للشك والتشكيك وإما يسلكه بغية تحقيق وجاهة روحية وتحقيق مكاسب من وراء ذلك السلوك الغير سوي في أساليبه وأهدافه .
الإسلام الرمضاني ليس سيئاً إذا أستمر مع الفرد طوال حياته لكنه يٌصبح سيئاً إذا كان مؤقتاً لا يؤمن بالقيم والمٌسلمات والمشتركات والحريات والحقوق بشكلٍ دائم , السوء حالة متقدمة يصلها الفرد بعد أن يقع ضحية الفهم المغلوط للأشياء والإسلام الرمضاني والمسلمون الرمضانيون سواءتان تٌعبران عن الفهم المغلوط والتنشئة الخاطئة فكان البناء فارغ ولا غرابة في أن يستوعب كل خواء وهٌراء ؟
التعليقات (0)