في كل عام يطل علينا إحدى أهم المسلسلات العربية الدرامية الرائعة، التي تثير لهفة المتابع، والمتذوق، والناقد أيضاً.. كونه يجعل الناقد يحلم به .. وقد تصل لدرجة الوسوسة ..!!
مسلسل ، قد يجعله مصدر فخر لنا ، كونه حقق نسبة سعودة عالية ، وقد تكون كاملة تمام الكمال .
هذا المسلسل الذي تنتجه وتخرجه – وبكل فخر – وزارة الثقافة والإعلام السعودية،
وفي كل جزء من أجزاء هذا المسلسل الدرامي الرائع ، تزداد الإثارة وتزداد اللوعة على لقياه ..!!
فتارة تجده يضحكني بكل جنون ، وبكل أنواع الضحك ، وقد يبكيني تارات أخرى كثيرة، للوضع المحزن الذي يتقنه أبطال هذا المسلسل من خلال الدور الذي يمثله كل الأبطال . وأنا أقول ( يمثله ) لأن الجميع يمثل ، لأننا اتفقنا على أنه مجرد مسلسل ، تدور بطولته بين رجال الحسبة والإعلام وجهاز هيئة الأمر بالمعروف ونساء الإعلام والتأليف والمؤلفين ، و المحتسبين واللبراليين ، ولا أنسى الدور البطولي الذي يقدمه المسؤول ، والمصفقين والمتجمهرين حول مكان التصوير ..!!!
كل هؤلاء يتقنون التمثيل و بعناية فائقة ، مع التنافس الحقير الذي يلعبه كل بطل ، كي يحصل على المركز الأول في جوائز الأوسكار السعودي ..!!
ولكن دور البطولة – السخيفة جداً – الذي يقوم به الممثل المحتسب ضد نساء التبرج والعكس تماماً ، بمباركة وكتابة النص المشوّق من اللبراليين والحداثيين .
فتأتيك من هي فتاة الغلاف ، وفتاة الصورة في صحيفة ما .. وتتزين بما يسمى بماكياج السوق وتثير – شهوة المحتسب الدينية..! وحينها يبدأ بالتوعية تارة ، وبالنعيق تارة أخرى . وتلك المتمايلة بكل ثقة تنتظر ذلك الشهواني الأحمق الذي يدافع عن شرفها – كما يقول – بأن تلك الـ ( الصياعة ) هي من مبدأ الحرية ، وأن على الجميع أحترام تلك الحقوق .!
وقد لا يعلم الجميع أن ذلك المحتسب ، ليس همه الأول سوى الإثارة والصحافة ولفت الأنظار إليه ، والطمع في تصفيق محتسبي المستقبل .!
كما لا يعلم الجمهور أن ذلك الليبرالي - اللعين – أنه يدافع عن حقوق المرأة الجنسية – والجنسية فقط – وكأنه في مذهب المتعة المتبادلة المعروف للجميع ، وهمه الأول أن يصبحوا في سهرات الليل وأروقة الصحافة ، تحت ولاء الحرية والمجون .
أما تلك الشمطاء الناشطة ، تجعل من كعبها العالي غرور الأنوثة والاحتقار للآخر . ولا يعلم الكل أنه ليس فيها ما يمتع ولا ينفع، سوى أنها امرأة تملك مقومات الراهبة المستترة. وهمّها الأول أن تحصل على صوت يدافع عنها ، بأكثر من طريقه ، والهدف الثاني هو الفسق المباح . . !
و أفراد هيئة الأمر بالمعروف يترنحون بنظرات الحلم ، وادعاء للتسامح ، و طمع في حماية المنابر ..!! واستغلال مذهبية المجتمع و صلاحية الوظيفة .!
أما وزارة الثقافة و الإعلام فهي - كالحمار يحمل أسفاراً - ، هي المعنية بالثقافة لكافة شرائح المجتمع ، فليست بالتي تركت للحرية مجال لطرح الرأي والرأي الآخر ، وليست بالتي أتاحت للعناوين المختلفة الانتشار في أروقة أماكن العرض لهذا المعرض ، ولا هي بالتي تشددت ومنعت كل من تسول له نفسه لعب أي دور غبي ، سخيف ، ذو أهواء وأغواء من داخل المجتمع .
والضحية الأولى لهذا المسلسل ، هو المجتمع المتابع لحلقات هذا المسلسل ،
فهو الذي لم يعد يدري من المخرج ومن المؤلف ومن البطل ومن الضيف ومن هو المنظم ؟
ولم نعد ندري لمن نصفق ..؟ ولمن نرمي باللوم الأول ..؟
كل ما علينا فعله ، هو الإستسلام لكل من يحلو له الظهور في شاشة عرض هذا المسلسل – والمسلسل المكسيكي - الذي يدور فيه كل شيء ، حتى الغرام الذي كنا نشاهده أيام لساندرا و أخواتها ، في التسعينات الميلادية .!
وبما أنني ذو هوى ، فإني لا أتابع سوى حثالة النساء السعوديات ، الذي يمارسن بعضهن الدور المهم والأهم - بالنسبة لي - وهو لبس القمصان الحمراء في الليالي الحمراء ، خلف كواليس الصحافة و كاميرا معرض الكتاب الدولي بالرياض .
شكراً .. لكل المحتسبين.. شكراً لكل الليبراليين ..
شكراً .. لنوره.. وحليمه .. وندى .. و ليلى .. وناديه .. و أخواتهن الشبيهات ..!!
والشكر الأعظم .. لوزارة الثقافة والإعلام .. على توفير كل ما يلزم للحصول على البيئة المناسبة لممارسة حرية ( الفعل و الفعل الآخـر ) ..!
التعليقات (0)