يبدو أننا لا زلنا أسرى معانى المدح وقصائد الحماسة فى الشعر العربى القديم وهذ يترك أثره فى وجداننا الحديث فنحاول استدعاء البطولات ونلبسها لأفراد يرفعهم خيالنا الملهوف لمعنى الانتصار يرفعهم الى مصاف الأبطال وصانعى التاريخ . منذ عدة أيام جلست أمام التلفاز الذى تحول فيه شهر رمضان الى شهر المسلسلات , وبما أننى لا أتابع أيا من هذه الأعمال فى هذه الأيام العصيبة التى يحوى واقعها قصصا أهم وأخطر وأكثر اثارة من خيال أبرع مؤلفى المسلسلات , لذا سألت جليسى عما يدور فى هذا المسلسل فقال ان اسمه عابد كرمان وهو يحكى قصة شاب نجحت المخابرات المصرية فى زرعه داخل اسرائيل . تذكرت أننى شاهدت عددا من الأعمال الفنية عن البطولات التى قام بها عملاء المخابرات المصرية ضد اسرائيل مثل مسلسل دموع فى عيون وقحة , ورأفت الهجان وفيلم الصعود الى الهاوية , وأخيرا هذا المسلسل , وكلها قصص تبين أن جهاز المخابرات الاسرائيلى كان ألعوبة فى يد رجال مخابراتنا . هنا لى سؤال قد يكون ساذجا هو - اذا كنا قد هزمنا اسرائيل كل هذه الهزائم فى المواجهات الاستخباراتية فلماذا هزمتنا فى كل المواجهات العسكرية ؟ ! . ان سياسة تمجيد الذات والبحث عن أنتصارات على الشاشة أو عبر الهتافات وحرق الأعلام ليست سوى ملهاة لا تجدى الشعوب التى أدمنتها حينما يجد الجد . ومن حسن حظ كتاب المسلسلات أن الوقائع تعطيهم مادة متجددة , ففى رمضان القادم لا بد أن نشاهد قصة حياة الشاب أحمد شحاتة الذى أنزل العلم الاسرائيلى من فوق السفارة الاسرائيلية بالقاهرة , وطبعا سوف يتتبع المسلسل مسيرة حياته وظروف نشأته وحال أهله البسطاء , وكل العوامل الت صنعت منه بطلا قوميا لتكتمل حلقات المسلسل ثلاثين حلقة !
التعليقات (0)