المسلسلات في هذه الفترة تميل بشكل لافت للأنظار إلى المسلسلات الخفيفة الكوميدية أكثر منها إلى التراجيديا، وتحكي قصص ليست بقريبة من الموضوعية بعض الشيء والمبالغة إلى الفرضية.
ويدلف فيها مترادفات كثيرة، تشير إلى مدلول واحد، وهو أن هذا ما يطلبه المشاهدين، بينما واقعها يقول أن هذا التطور البدائي، المحاول أن يصل إلى التحضر، ينفي الغوامض الحقيقية التي ينبغى الاحتكام حولها. وقد يغيب، أن المجتمع أضحى بعيد عن السذاجة، ولم يبقى ذلك المشاهد الذي كان يختبئ عليه تفاصيل الصورة وإن قصرت.
أعتقد أن من يقوم بتلك الأدوار لا يتباهون بها ولا يتمنون أن مجتمعهم ينتسب إليها بصدق، بل يزعم آخرين أن هذه الشخصيات تزيد غبن المجتمع بعيوب فادحة نعيد انتاجها وتدويرها بطريقة خبر جميل وفقاعة مدوية.
قد يتبادر إلى الذهن أن الهيمنة هي لتلك الأدوار الشاذة التي تمر على المتابع دون ملاحظة أو معارضة رقيب، وذلك بسبب ضعف في الذهنية الحوارية. ولئن عرضنا القيم الإنسانية السامية في المجتمع وبطريقة تميل للتراجيديا المتعوب على متانتها، لنجد فناً بالغ الأهمية بعيد عن الفقر الحكائي ومليء بالتبادل الانساني بين كافة الأطراف.
أما فنانو مجتمعنا لازالوا محلك راوح، تجاه الظاهرة أو الظواهر التي يفكر فيها أبناء مجتمع يحتضن مقدسات يقصدها ثروة من البشر، وجلسوا على مائدة لا طعم لطعامها ولا لذة. وسلكوا طريق واحد يميل للمجازية وبعيد عن الواقعية المبتغاة.
وقد لا يفتقر ذلك في الكوميديين السعوديين الكبار; عبدالله السدحان، وناصر القصبي، وراشد الشمراني، وحسن عسيري، وفايز المالكي، بالأعمال التراجيدية والتي تكاد لا تذكر للاصطباغ بصبغة واحدة وطاغية على الأعمال السعودية.
المرغوب والمتأمل العمل بأعمال كاملة ذات طابع مليء بالدراما والحيوية على شاكلة أصابع الزمن في القدم وعربياً حديثاً باب الحارة، فلا تطور فني راقي بدون الرجوع إلى دراما سامية بكل تجلياتها.
سعد الشمراني
التعليقات (0)