المسرح والنادي الأدبي
الأندية الأدبية أندية النُخبة المثقفة والصوت الناعم للحراك الثقافي والفكري، أما المسرح فهو أبو الفنون ومدرسة الأخلاق ومهد الإبداع والموهبة، ذلك الثنائي الجميل مايزال يعيش بعيداً عن الواقع متقوقعاً على الذات يحلق بعيداً عن المجتمع..
هناك محاولات فردية ومؤسساتيه لدمج الثنائي الجميل في الحراك المجتمعي والاستفادة من الطاقات والمواهب والتخلص من رتابة الماضي وفكرة النخبوية التي قضت عليها منصات التواصل الاجتماعي، لكن جميع المحاولات لم تنجح بالشكل الذي كنا نعتقده ونتوقعه، المشكلة ليست في الكيانات إنما في الافكار التي اعتادت عليها تلك الكيانات، وجود مسرح إبداعي ووجود نادي أدبي بفعالياتِ جاذبة وحاضنة للطاقات يعني وجود حياة ورُقي وإبداع وفكر متجدد متحفز للمستقبل، لم تعد النخبوية مُجديه ولم يعد الفضاء العام مكاناً ملائماً للمثاليات والخطاب المُتعالي واللغة الأدبية المُعقدة، لدينا جيلُ صاعد وقادم بقوة إلى الحياة المتجددة جيل نفض عن نفسه اللغات المعقدة والمثاليات الزائفة والصراعات الفكرية الغير منطقية، بدأ يشق طريقة بأدواته وبطريقةِ تخلو من التعقيد وكأننا أمام الحداثة الأدبية بتفاصيلها المُغضبة لمن يقف ووقف ضدها، ذلك الجيل بحاجة لأن يقود تلك المؤسسات الثقافية والفنية الإبداعية وينتشلها من نخبويتها التي حولتها لركام مركون بالطرقات الخلفية التي لا يرتادها سوى قلة قليلة من البشر..
التعليقات (0)