المسرح المفقود
لكي يعود المسرح ويصبح ذو وهجِ يجب التركيز على الأسباب التي أدت إلى ضعفه والبدء بوضع حلول لتلك الأسباب ليعود المسرح كوسيلة وفن ومهارة لسابق عهده ويتنفس المجتمع هواء الفن النقي ويعيش فصولاً رائعة مع إبداعات أبو الفنون وجامع جمالها ، الحالة المسرحية السعودية حالة جمالية إبداعية رغم ما يعترضها من عقبات ورغم الجمود التي تُصاب به في بعض الأحيان ، حالة قطعت شوطاً كبيراً في عوالم الإبداع والإلهام رغم قلة الدعم المالي والمعنوي الذي تتلقاه ، مهرجانات مسرحية خجولة وورش عمل منهجية لم تخضع للبيروقراطية ومسابقات للنصوص المسرحية حفزت المواهب على الإنخراط في المنافسة كل ذلك يمثل الظاهرة والحالة المسرحية السعودية التي تستحق الدعم والدراسة والمزيد من الاكتشاف.
لكي ينهض المسرح ويعود كفنِ وموهبه وإبداع يجب في إعتقادي التركيز على رؤى المختصين في الشأن المسرحي فهم الأعلم بشؤونه والأجدر بمناقشة واقعه وهذا لا يعني تهميش رأي الجمهور فهو شريك في الإبداع والنجاح والتميز ، مسرحنا المحلي بحاجة لجهةِ ترعى شؤونه وبحاجة لتبادل خبرات أجنبية وبحاجة لفهم متطلبات الجمهور المحلي الذي لا ينقصه وعي قدر ما ينقصه مسرح يناقش همومه تارة ويفتح نوافذ الفرح تارةُ أخرى ، مسرحنا المحلي بحاجة للكثير من العمل المؤسسي الرسمي فمع وجوده إلا أنه مفقود ويسبح في مكانِ بعيد عن الشارع المتعطش لعودته وتألقه بداءً من مسرح المدرسة وصولاً لمسرح التلفزيون الرسمي الذي يستمد طاقته من حراك المجتمع وتفاعله ، عودة المسرح عودة للأرواح إلى الأجساد وانحسار للتشدد الذي يستفيد من جفاف المجتمع وتصحر واقعه اليومي فلنعمل على عودته بكل قوة فهو يعني للناس الشيء الكثير .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)