د.أثير محمد شهاب
قبل ان أضع الكلمات التي أسعى من خلالها الى تفكيك هذا المصطلح الذي يعرفه العراقيون جيداً، من شمال العراق الى جنوبه –ربما باستثناء شمال العراق-، والذي نقصد به (الهوية الشخصية، شهادة الجنسية، بطاقة السكن، البطاقة التموينية)، كانت هناك غصّة في قلبي وربما رعشة سرية وأنا أتذكره لما فيه من مسخ لإنسانيتنا...
وأنا أكتب عن هذا الموضوع الذي لا يسلم من إهانة مضمرة للإنسان الذي يطلب منه باستمرار في وزارات الدولة الحبيبة المستمسكات الأربعة، لاسيما وزارة التربية، بحيث راح بعضُ من الموظفين يطلق عليها "الصداميات الأربعة"، التي هي جزء من خسائر ذاكرة مهزومة ومأزومة، والمشكلة الأساس ان دوائر دولتنا الحبيبة تطلب في اليوم الواحد أكثر من مرّة المستمسكات الأربعة لأمر أو آخر، أو لحجة أو أخرى، والادعاءات مستمرة، وقد يجد الإنسان –الموظف الوقور- حاجة للصمت وهو يخرج من جيبه بين حين وآخر هذه المستمسكات.
ولقد شاءت الصدف ان أرى معلمي (معلم الإقتصاد) الذي كان يشير بين فينة وأخرى الى الصورة التي خلفه التي كانت تغزو حياتنا في كل مكان وهو يدرّسنا (الضريبة، قيمة الدخل، الاستثمار، السوق المفتوح) الى ان هذا الذي خلفي - يقصد صدام حسين - لا يختلف عن اي حمار، ساعتها هربنا مثل اللصوص خوفاً من اعدامات جماعية، ولقد كنت أضحك وأنا أراه يقدّم تصوّراً عن السوق المفتوح في ظل نظام وضع شعار الإشتراكية كجزء من خياراته الإقتصادية...
كان الأستاذ نبيل يصرخ في وسط الوزارة: (لماذا هذا الشك بنا ؟)...
واعتقد ان صرخته مبررة، في دولة نعتقد إنها تنتهج السبيل الصحيح من أجل راحة الإنسان المتعب.. إنسان بلاد النهرين، والمشكلة التي يمكن ان تضاف الى ذلك، هو ان رئاسة الوزراء قد أشارت في قرار سابق لها الى إلغاء تقديم البطاقة التموينية في المعاملات الرسمية، ومع ذلك نبرة الشك تلاحق الموظف الحكومي وغيره من أجل اثبات هويتنا (عراقيتنا)، وحتى لا أكون سوداويا الى هذا الحد، يبدو ان ما أقدمت عليه رئاسة الوزراء من تخصيص ميزانية من أجل المباشرة في اعداد البطاقة الموحدة، حالة صحية من أجل البحث عن راحة الإنسان وإبعاده عن روتين أستهلك عمره...
ركضنا خلف سكائر السومر.. وخلف أطباق البيض...وخلف زيت الراعي (الدهن) ..
كفى هزيمة يا وطننا الأجمل.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=3211
التعليقات (0)