علي جبار عطية
ينشغل الناس في جميع إنحاء المعمورة وغير المعمورة بالمستقبل ولا ينسون الحاضر وينشغل العلماء بالمستقبليات وتحسين الظروف والبحث عن مصادر الطاقة النظيفة إلا إن هذا الأمر لايشغل بال المواطن عندنا والدليل المقولة المشهورة على لسان العاطلين فضلا عن العاملين (منو أو باجر)!
وتصدمك عبارة يقولها لك عامل بناء بعد نهار قصير (أشبعني اليوم واذبحني باجر) فتدرك أن ثقافة الذبح ليست طارئة على سنوات مابعد التغيير النيساني!
تفتح التلفزيون لعلك ترى برنامجاً مفيداً فإذا بك تفاجأ أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يناقش إقامة كأس العالم في الدوحة سنة 2022 هل هي في الشتاء أو في الصيف؟
وكأن سنة 2022 غداً أو بعد غد!
استوقفني شيخ متعب عند مراجعتي المصرف لاستخراج البطاقة الذكية تمهيداً لتسلم منحة الأدباء والفنانين والصحفيين قال لي: هل تثق بأنهم سيمنحونكم المنحة؟
قلت: بلى وقطع أراض وشقق سكنية بانتظارنا!
قال: هذه مجرد أوهام!
انتبهت إلى فقدان الثقة بين المسؤولين والشعب إلى درجة تجعل المواطن حين يناقش آخر في مسألة مستقبلية يعلق على ذلك من يستمع إليهما بالقول (أنتما كمن يجادل على السمك في الهور)!
ولم لا فمن الممكن إذا نجحت وزارة الموارد المائية في إعادة الاهوار إلى الحياة ومحاولة استزراع اسماك جديدة فان الجدل بشان الأسماك سيأخذ منحىً علمياً وشاعرياً لأن السمك قلبه ابيض وهو مأكول مذموم ومن النادر إن تجد شاعراً تغزل بمن يحب مستعيراً صفة من صفات السمك البحري أو النهري أو المسحوب اللهم إلا الزفر والغص بالعظم وحياته القصيرة لأنه يكون عندها مثل كاظم الساهر الذي تغنى بالحلوة التي نزلت إلى البحر تتشمس ناسياً بائعة القيمر التي تخوض في المستنقعات ليأكل الغد احد النائمين للضحى!!
نشر في صحيفة الاتجاه الثقافي
التعليقات (0)