مواضيع اليوم

المستقبل الغامض لجامعة الدول العربية !

هشام صالح

2011-05-24 20:12:04

0


لم أكن أتوقع أن يتم تغيير إسم المرشح لأمانة الجامعة العربية فى آخر لحظة ، ولم أكن أتخيل أن يتم إختيار وزير الخارجية المصرى نبيل العربى لذلك المنصب ، وهذا الإختيار بالإجماع يدل على أن دول الخليج العربية تعرف وتتفهم موقف الوزير نبيل العربى من تصريحاته التى تم نأويلها خطاً والخاصة بالعلاقات بين مصر وإيران ، حيث تم نشر إشاعات كثيرة بعد تلك التصريحات والبناء عليها وتبين أن ذلك كله هو بناء واهن زضعيف يشبه بناء قصور من الرمال ، وكأن الوزير إرتكب خطأ وأنه بعودة علاقات مصر مع إيران سيضر ذلك بأشقاءها فى الخليج ، والحقيقة أن الوزير العربى لا يتحدث وخاصة فى موضوع حصار غزة إلا بنصوص القانون الدولى ، ويتضح أنه رجل فاهم يعلم ما يقول ، ولكن هناك رأى كنت قد كتبته قبل إختيار أمين عام للجامعه العربية ونشرته جريدة القدس العربى وتساءلت فيه عن المستقبل الغامض لجامعة الدول العربية ، وما زال السؤال صالح للمناقشه حتى لو تم تغيير إسم الأمين العام .

( ونحن ننتظر إختيار أمين عام جديد للجامعة العربية تمر معظم الدول العربية بعملية تحول شديدة الأهمية والخطورة في نفس الوقت .

ولو وضعنا خريطة العالم العربي أمامنا وبحثنا عن جملة واحدة توضح ما تعيشه أنظمة تلك الدول لكانت الآية القرآنية "لكل منهم يومئذ شأن يغنيه " هي التي تنطبق علي تلك الدول .

ورغم تحفظ الكثير من المصريين علي ترشيح د. مصطفي الفقي لمنصب الأمين العام نظرا لإرتباطه بالنظام السابق إلا أنه من المرجح أن يتولي المنصب حيث أن معظم الدول الخليجية لن توافق علي تولي أحد الثوريين ذلك المنصب وربما يكون د. الفقي هو الشخص المناسب لتولي المنصب في تلك الفترة الحرجة حيث أن مرشح قطر وله كل الإحترام ستكون فرصته ضعيفه فقطر أغضبت معظم الأنظمه سواء ما سقط منها أو علي وشك السقوط بما تبثه قناة الجزيرة فتهتز بذلك كراسي الحكم في كافة الدول العربية .

ومستقبل الجامعة العربية القريب لن يختلف في أحسن الأحوال عن ماضيها البعيد حيث الرهان علي أنظمة الحكم هو الأساس ، فأنظمة الحكم ستنقسم مستقبلا لأنظمة ذات توجهات قومية عروبية مثل نظام جمال عبدالناصر ومن ناصره وأنظمة حكم تقليدية ومحافظة من الملوك والسلاطين وقليل من الرؤساء حيث ينظر هؤلاء بحذر من التوجهات العروبية للطرف الأول .
لقد مرت الجامعة العربية بثلاث مراحل مختلفه إنتهت الأولي مع توقيع إتفاقية كامب ديفيد ويمكن تسمية تلك المرحلة بمرحلة التوجس والحذر من سياسات جمال عبدالناصر القومية والعروبية وإنتهت بالغضب من سياسات وقرارات السادات الإستسلامية والتي تبنوها جميعا فيما بعد ، وثاني المراحل هي مرحلة القطيعة والبعد ، والمرحلة الثالثه هي مرحلة العودة للقاهرة ورغم أن الأنظمة في تلك المرحلة كانوا متفقين علي معظم القضايا إلا أن تلك المرحلة عاد فيها الإحتلال سواء كان صريح كما في العراق أو من وراء ستار كما في معظم الدول الأخري ، فكان إتفاق الأنظمة شكلي
ولفظي وليس حقيقي ، فكانوا يجتمعون كثيرا إلا أن تلك الإجتماعات لا تعدو كونها ثرثرة ومكلمة وضجيج بلا طحن ولا تخلو من بعض المناوشات والفكاهيات وبعضا من أطباق الطعام الطائره في الهواء .

يتضح من ذلك أن التعاون العربي في المرحلة الأولي رغم أنها في معظمها كانت فترة توجس وريبة إلا أنها كانت أفضل بكثير من مرحلة التوافق اللفظي ولذلك فالمرحلة القادمة من التعاون العربي لن تزيد عن السابق وربما يقل ذلك التعاون .

 رابط المشاركة  www.alquds.co.uk/index.asp

81.144.208.20:9090/pdf/2011/05/05-12/qmn.pdf رابط المشاركة بنظام pdf

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !