انتابتنى مجموعة من المشاعر المتباينة حين سمعت منذ عدة أيام نبأ عن مرض شافيز رئيس فنزويلا وأنه تقدم بطلب الى البرلمان ليحدد له مبلغا للعلاج , وبعد ذلك صرح رئيس البرلمان بأنه تمت الموافقة على هذا المبلغ لأسباب انسانية ! . أخذنى هذا الخبر الى مقارنة بينه وبين ما يحدث فى بلادنا حيث كان يعالج الرئيس وأفراد أسرته وحاشيته وأعضاء برلمانه وكل المرضى عنهم من الكتاب كل هؤلاء يعالجون فى أرقى المستشفيات العالمية دون موافقة البرلمان أو علم الجهات الرقابية الشكلية عن قيمة هذه المبالغ الطائلة , هذا فى نفس الوقت الذى تخلو فيه مسشفيات الدولة من أبسط أنواع الرعاية الطبية حيث يعانى معظم أبناء الشعب من المرضى الفقراء ولا ينقذهم ويريحهم من المرض سوى الموت . أنا أعرف أن شافيز حاكم مستبد ولكن حينما لا يستطيع هذا المستبد أن يعالج من مرض خطير الا بتقديم التماس الى برلمان بلاده فهذا يعنى أن سوءات الاستبداد قد سقطت , ماذا يريد المواطن من الديموقراطية غير أن تكون طريقا الى محاسبة الحاكم وكشف انحرافاته وصولا الى العدل والمساواة بين المواطنين . اننى أقارن بين ذلك وبين ما كان يحدث أثناء تولى مبارك للسلطة حيث كان الأفاقون يصدعون رءوسنا بأننا نعيش أزهى عصور الديموقراطية لمجرد السماح لبعض الكتاب بنقد بعض السياسات , وذلك كنوع من الديكور الديموقراطى , . وبعد سقوط مبارك امتلأ الأفق المصرى بالحديث عن الديموقراطية وظهرت الخلافات والمشاحنات التى قد يدفع الوطن ثمنها غاليا . ربما كنا فى حاجة الى مثل شافيز , الى رجل قوى يمسك بدفة السفينة ويقودها الى بر الأمان , ويكون المستبد العادل هو الحل فى هذه المرحلة
التعليقات (0)