المستأكلون يحاربون الراب الإسلامي و يشرعنون الفساد في الجامعات ! كلية الطب انموذجا
الإصلاح طموح كل إنسان يعيش وسط تراكمات الحياة الصعبة و يتجرع فيها طعم الذلة و الهوان عندما يرى شعبه تقطع أوصاله الذئاب البشرية المتوحشة التي لا تعرف للرحمة معنى بل جل همها أن تعتاش على دماء المسلوبة إرادتهم و المنكسرة شوكتهم، فهؤلاء يمكن وصفهم بالمستأكلين قادة الشر و الإرهاب على وجه المعمورة، فليس بالغريب عليهم أن نصفهم بعديمي الذوق و الأخلاق ؛ لأنهم لا همَّ لهم سوى ملئ جيوبهم من الدينار و الدرهم و أما ما تعانيه الأمة من ويلات فهذا لا يدخل ضمن مفردات قاموس اهتماماتهم و وظيفتهم الأساس التي اتخذوا منها جسراً للعبور عليها لتحقيق مآربهم الشخصية ولو كان صعودهم هذا على أكتاف المظلومين و المحرومين، ففي ظاهرة لم يشهد بلدنا الجريح مثيل من قبل ألا وهي شرعنة حفلات الرقص و الغناء الماجن و الاختلاط غير الجائز شرعاً و أخلاقاً بين كلا الجنسين وعلى مرأى و مسمع المستأكلين دون أن يُحركوا ساكناً فلا ينهون عن المنكر و الفساد، فاليوم تطالعنا مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتناقل حفلة رقص و غناء و مجون و انحطاط أخلاقي و استهتار بالقيم و الأعراف الإنسانية فلم يكن متوقعاً من شبابنا المثقف خاصة و أنهم على باب ممارسة عملهم الإنساني في علاج و إنقاذ الأرواح و علاج المرضى و زرع روح الأمل في نفوسهم بالشفاء وكما هو معروف أن الجامعة هي دار علم و ثقافة و معرفة و فكر لا وكر دعارة و فساد و إفساد و حفلات رقص و طرب و غناء فأين المستأكلين يا تُرى ؟ ألم يسمعوا بما يجري في جامعات العراق من انتشار كبير للموسيقى الهابطة ؟ إذاً لماذا وصلت جامعاتنا إلى هذا المستوى المنحط من التحلي بالقيم و الأخلاق الفاسدة ؟ ومَنْ يقف وراء هذه المخططات القذرة التي تستهدف الشباب ؟ فما دام المتسأكلون الفاسدين هو مَنْ يقود المجتمع فمن الطبيعي جداً أن نرى شبح الفساد و الانهيار الكامل لقاعدة المثقفين أولاً و الشباب ثانياً و المجتمع ثالثاً، والحال هذا فلنقرأ السلام على جامعات العلم وما يجري فيها من هدم جذري لكل مقومات النهوض بواقع الأمة و حتى لا تتمكن من بناء نفسها بناءاً متكاملاً، فكلية الطب هي إحدى الكليات الإنسانية ومنها تتخرج أجيال ملائكة الرحمة وهذا ما متسالم عليه لكن ومما يحزُّ في النفس أن نرى هذه القاعدة المثقفة الواعية تُسيء لشرف المهنة و تنحدر نحو مستنقعات الفساد الأخلاقي، فإلى متى يبقى واقع جامعاتنا يتردى من سيء إلى أسوء ؟ فإلى الله تعالى المشتكى مما يجري فيها من مآسي و نكبات بعيدة عن قيم و أخلاق مجتمعنا الإسلامي الخلوق ؟ فنحن نلقي باللائمة على الوجوه الكالحة لكل مستأكل وقف بالضد من مشروع الراب الإسلامي وسيلة الإصلاح الشبابي و معتبراً إياه - زوراً و بهتاناً - أنه هتك لحرمة الدين و هدم لشعائره المقدسة فنقول لهؤلاء المستأكلين إن الراب الإسلامي ليس كما وصفتموه بكلماتكم العارية عن الصحة و التي حاولت قلب الحقائق و استمالة الناس إلى جانبكم كي لا يتعرض أحد على حجم مصالحكم و يكشف حقيقة فراغكم العلمي و عبادتكم لأصنام الدولار و الدرهم بينما سكتم و غضتم الطرف عما يجري في كلية الطب و ما شاكل من بقية الكليات العراقية لأنها تدخل في باب زيادة منافعكم الشخصية و تساهم في مواصلة الضحك على الذقون .
https://www.youtube.com/watch?v=kOL53f1qogI
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)