أيام قليلة تفصل مرحلة الحلّ أو الشدّ في الملف النووي الذي أصبح أكثر الملفات تعقيداً في العالم. الإثنين القادم هو يوم الفصل والإتفاق أو عدمه يعتمد على مدى جدية طهران في التوصل لحلّ للمشكلة النووية. يبدو أنّ الحكومة التي يترأسها حسن روحاني عازمة على المضي قدماً في الحل الشامل للملف النووي لكن حل المشكلة النووية لا تعود لعزيمة أو إصرار روحاني وحكومته بقدر ما يعتمد الحل النووي على المرشد و المقربين منه.
يعتقد البعض من المقربين من السلطة الإيرانية* أنّ مسألة الحل النووي أصبحت مسألة وطنية وأنّ جميع أركان النظام الإيراني من بينهم المرشد وقادة الحرس الثوري مصممون على المضي في المشروع النووي بأقل الخسائر و أنّ تقديم المزيد من الخسائر بسبب الملف النووي ليس في صالح النظام. ولأنّ هذه النظرية كانت تتطابق مع حسن روحاني استطاع الأخير أن يصبح رئيساً خلفاً لنجاد الذي حوّل الملف النووي الى نقطة خلاف بين العالم وإيران.
إذن نقطة الخلاف بين العالم وإيران باتت تقتصر على تنازلات يجب على النظام أن يقدمها لكي يتخلص من عبء هذا الملف الذي تحوّل الى آفة في الإقتصاد الإيراني برمته. إنّ أي حلّ في الملف النووي مرتبط ارتباطاً مباشراً بإرادة القادة الإيرانيين في تقليص مسافة الخلاف للتوصل الى اتفاق في المهلة المحددة و ذلك يعتمد اعتماداً مباشراً على مدى جدية القادة الإيرانيين في ترك مسألة الشدّ و الإعتماد على سياسة الحلّ كوسيلة ناجعة للخروج من المأزق الذي وضع فيه النظام نفسه بسبب السياسة الغير مدروسة التي انتهجها بعض قادته.
* مقابلة صادق زيبا كلام مع موقع روز الإيراني.
التعليقات (0)