مواضيع اليوم

المساطر) ساحات للعمل ام ساحات للموت شباب المحافظات في (مساطر) بغداد!!

شيركو شاهين

2010-10-04 07:36:29

0

(شباب المحافظات في (مساطر) بغداد!!

بين فكي البطالة والارهاب

تحقيق / شيركو شاهين

sherkoo.shahin@yahoo.com

شباب شدوا حقائب سفرهم حامليها ثقالا فوق ظهورهم استعدادا ليرتحلوا عن مدنهم، منهم من هم في مرحلة الرجولة ومنهم من لم يزل في عقده الثاني (ان لم يكن اقل)، اختلفوا عن بعضهم البعض في انحدار جذورهم الا انهم اجتمعوا عند هدفهم المنشود..بغداد، بعد ان تركوا عوائلهم وذكرياتهم خلفهم ،انهم اخوتنا من شباب المحافظات وبخاصة الجنوبية منها والذين ضاقت عليهم ديارهم فلم يجدوا في غير العاصمة ملاذاً لهم على الرغم من فقدانها للامان. فامسوا بعد ذلك اشبه بالغرباء فيها.
فعن اسباب وفودهم الى بغداد، وواقع حالهم كانت لنا هذه الجولة:-
في (مسطر) العمال:-
كانت وقفتنا الاولى في اكثر مراكز العمل جذبا مسطر العمال مع الاخ(عبد الحسين عويني)-35عاما- وهو من محافظة (ذي قار) قال:- " اقف هنا يوميا عل وعسى ان انال فرصة للعمل رغم ندرة هذه الفرص وعدم توفرها بكثرة خاصة بعد الحالة الامنية المزرية التي تمر بها بغداد واستهدافنا المباشر من قبل الارهاب الى مراكز تجمعنا وانتم تلاحظون وتلمسون امام اعينكم اعدادنا الغفيرة فضلا عن ذلك فان اغلب الاسطوات المحترفين(الخلفات) لايستعينون الا بالأشخاص المقربين منهم ومن محلات سكناهم لذلك نضطر نحن الاغراب ان نعمل ولو باجور منخفضة على امل سد مصاريفنا واحتياجاتنا اليومية اما عن مشاكلنا فهي كثيرة ولكن في الاونة الاخيرة تعتبر الاخطر في نظري خاصة وان العمليات الارهابية اخذت تستهدفنا يشكل مباشر مثل ما حدث في ساحة الطيران والكاظمية وقبلها في العامرية ولاندري متى تتمكن الحكومة من تحقيق ابسط شروط الامن للبسطاء الكادحين مثلنا.
وفي خضم هذا الكلام وانفعال الاخ (عبد الحسين) تجمعت حولنا مجموعة من العمال المهتمين في الموضوع من الذين يعانون من نفس المشاكل.
وسألت بعضهم:- الاتوجد مشاريع اعمار وبناء في محافظاتهم تمكنهم من العمل فيها؟
فرد الشاب(محمد احمد)-19عاما- قائلا:- والله لو اننا نملك نصف هذه الفرص المتاحة لنا هنا في محافظاتنا لكنا عدنا الى ديارنا ولكن مشاريع الاعمار لدينا قليلة ان لم نقل معدومة الامن واحدة هنا واخرى هناك ترد بين الحين والاخر هذا من ناحية الفرص ومن ناحية اخرى تأتي زيادة الطلب والمنافسة هناك من قبل العديد من الفئات ومنهم العسكريون السابقون .
واكمل الشاب (صبيح) حديث زميله قائلا:- ان اغلبنا هنا من محافظات ذي قار والمثنى والقادسية وواسط وكل مايمكننا ان نحصل عليه هناك هو مايتم الاعلان عنه عن فتح ابواب الانخراط في وحدات الحرس الوطني او قوات الشرطة ولكنهم هناك يستغلون في اغلب الاحيان حاجتنا ويساوموننا على تلك الفرص عارضيها لمن يدفع اكثر وتتراوح بين (300-500) دولار فاي عدل نناله هناك بعد ذلك.
وقبل ان نودعهم تجاذبنا اطراف الحديث مع العم (ابو تحسين) هذا الرجل الطيب المتواجد هنا منذ اكثر (20) عاما في هذه الساحة لبيع الشاي وقد يكون هو صندوق اسرار الجميع في هذه الساحة، اضاف حين علم بموضوعنا قائلا:- يابني ان هؤلاء الشبان في ازدياد متواصل يوما بعد اخر ففي فترة ماقبل زوال النظام كانوا يتزايدون ازديادا طرديا مع مرور الوقت، وجاءت فترة مابعد الحرب الاخيرة فعادت مجموعة غفيرة منهم الى ديارهم على أمل ان تتحقق احلامهم في مدنهم وبين اهلهم بعد الوعود العديدة التي سبقت ازالة النظام ولكن مع الاسف تطايرت احلامهم رويدا رويدا وعادوا الى هنا بعد حين مكسوري الخاطر جريحي الفؤاد من هذا وذاك ولاسباب غيرها عديدة وقد تكونون اطلعتم على النزر اليسير منها.وبودي ان اسأل وانا الذي ملآ الشيب ذقني متى يرتاح هؤلاء المتعبون.
ومشاكل اخرى:-
وفي اكبر بورصة تجارية في العاصمة بغداد الا وهو(شارع الكفاح) والذي وعبر منافذه التجارية المتعددة يزداد بشكل كبير الطلب على الايدي العاملة الشابة، وسألنا اولا الشاب(خليل فريد) –27- والذي يعمل عتالا (حمالاً)، عن سبب هجرته من مدينته والعمل في هذا السوق؟
فقال: الاسباب كثيرة ولها بداية وليس لها نهاية، ولكن تأتي على رأسها البطالة والتي تلتهم الساعات الطوال والايام المتوالية علينا ويأتي اختيارنا لهذا السوق بالتحديد لانفتاحه المتواصل للكسب ولكن بدأت الحركة التجارية هنا ومنذ فترة بالتراجع الواضح على عموم المستويات وهذا ما يلمسه الجميع بنظري فضلا عن انعدام الجهات القانونية لغرض التشكي مما نعانيه من ضغوط من قبل بعض العصابات في السوق وبخاصة ممن هم من اهالي العاصمة وعبر زيادة المشاجرات والتهديدات المستمرة لنا لغرض تركنا العمل في هذا السوق ، وبالتاكيد نحن الغرباء الوافدين اكثر المتضررين من هذه الصدامات.
أما الشاب(سردار نعمت)-27عاما- والذي يعمل في احد المطاعم الموجودة المنطقة، فقد تحدث قائلا:-انا من الشباب الوافدين من محافظة الموصل، وانا خريج معهد تكنلوجيا منذ عام(2000) لم اتمكن من التعيين في السابق لاسباب اهمهااننا لم نكن منتمين لحزب البعث من جانب وانا كوردي من جانب اخر وبعد زوال النظام استبشرنا خيرا ولكن جاءت الايام بعدها تباعا مفندة احلاما نسجناها في خيالنا وبعد حالة الفوضى الامنية التي شهدتها محافظتنا خاصة في السنة الاخيرة والتي لاتزال قررت انا وابن عمي واحد اصدقائي الوفود الى بغداد للبحث عن فرص التعيين او العمل الحر.
سالناه :-لماذا لم تتجه الى كوردستان للبحث عن فرص مماثلة خاصة مع حالة الاستقرار الامني المعروف في تلك المنطقة؟ فرد قائلا: قمت بذلك ولكن فرص التعيين لاتتم الاعبر شبكة من العلاقات والعمل الحر صعب على الغرباء بخاصة مع ارتفاع اسعار السكن وغيرها وهناك نقطة سلبية اخرى الاوهي حالة التشنج الواضح في التعامل مع القادمين للعمل من المحافظات وهذه الحالة موجودة في بغداد لكن الحمد لله بصورة اقل بكثير عنها عما هو الحال هناك.
مشكلات السكن:-
بعد نهار شاق ولاهب يعود العمال المساكين بعد الغروب للوذ ببعض ساعات الراحة ولكن اين؟
ان الغالبية العظمى منهم اتجهت للسكن في الفنادق من الدرجة العاشرة اذا ما افترضنا ان الدرجة العاشرة هي اردأ درجات الاقامة الفندقية، ففي غرف لاتتسع بالكاد في احسن الاحوال الى (5) اشخاص ترى انه يتجمع فيها مايزيد على عشرة او(12) شخصا احيانا.
حول هذا الشأن استدللنا على احدى هذه الفنادق وسألنا صاحب الفندق عن سعر المبيت للشخص في الليلة الواحدة؟ فرد ان مبلغ المبيت يترواح بين (3000) دينار مع السرير، و(1500) للنائم على الارض.وفي نظرة عن كثب علمنا ان اغلب الشباب لايبيتون في تلك الغرف … بل على السطح؟نعم في سطح ذلك الفندق حيث يتجمعون، ولم يكن هناك من داع للسؤال عن حالهم فهو واضح وضوح العيان فالعشرات منهم هنا يقضون لياليهم وينامون في السطح هاربين من غرف تفتقد الى ابسط الخدمات الانسانية، ويتجمعون كمجموعات اما للتسلية او البعض الاخر تراهم يتحدثون بعض الحكايات عن يومهم او الذكريات عن شباب منهم التهمتهم نيران الارهاب قبل ايام.
وعلى العموم فان اغلبهم كانت لهم امنيات مشتركة الاوهي ان يعم البلد الامن والاستقرار وان يعودوا يوما الى مدنهم فينالون ابسط حقوقهم بفرص عمل تلبي طموحهم وحاجتهم المادية كما انهم اشتركوا في مشكلة اثرت تأثيرا شديدا بهم وهي كما اوجزها لنا الشاب( سمير مراد):- في ليال كثيرة تداهمنا قوات الشرطة لغرض التحقق من هوياتنا وبما انهم يدركون اننا نملك ولو القدر البسيط من المال لذلك اصبحنا صيدا سهلا لبعض ضعاف النفوس من رجال الامن ومن يستعصي عليهم ابتزازه يتعرض للحجز لايام طوال بحجة التأكد من هويته، ولكن ما دفع هذه المشكلة للتفاقم هو ان رجال الحرس الوطني وغيرهم استدلوا على المسألة وبعد ان كنا نخشى الشرطة فقط اخذنا نخاف رجال الجيش كذلك واضرب لكم مثلا بسيطا على ذلك وهو ماحدث لاخي قبل ايام والذي بعد ان اطلق سراحه في ظهيرة احد الايام من احد مراكز الشرطة وما ان عاد الى الفندق وفي نفس الليلة داهمت مجموعة من رجال الحرس الفندق وتم القبض عليه ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا لم نسمع عنه خبراً.
حاولنا ان نحمل هذه المشكلة والسؤال عن احقيتها من قبل الجهات الامنية المعنية ولكن مع الاسف فان اغلبية المسؤولين رفضوا التصريح بهذا الشأن بما يشفي غليل السائل ولكننا التقينا بالنقيب (…) وسالناه عن حقيقة ماتطرق اليه الشباب وبخصوص هذه المشكلة قال:-
احب ان اشير الى نقطة مهمة الاو هي ان هناك مجموعة كبيرة من الوافدين من محافظاتهم الى العاصمة لكونهم هاربين احيانا من احكام قانونية او انها تستوجب في الكثير من الاحيان اصدار مضبطية لالقاء القبض عليهم فينزحون بعدها هاربين الى العاصمة فنقوم بين الحين والاخر باعتقال بعض المشبوهين وذلك للتأكد من حقيقة مستمسكاتهم ونعمد بعد حين الى اطلاق الابرياء منهم بعد ثبوتية عدم منسوبيتهم الى أي سوابق او تهم موجهة ضدهم.
سألناه:-بخصوص اصابع الاتهام الموجهة لرجال الشرطة وبخصوص تعريض اولائك الشباب للابتزاز من قبل بعض رجال الامن عديمي الضمير .
فقال:- مع الاسف لاستطيع ان انكر ان هناك الكثير من السلبيات ومظاهر الفساد التي تملأ جهازنا الامني وبخاصة مع ازدياد المتطوعين من اصحاب السوابق الاجرامية في هذا الخصوص فضلا عن اصحاب النفوس الضعيفة، ولكنهم على العموم نفر ضال ونحن نحاول جاهدين التخلص من اثارهم التشويهية لنشر صورة مشرفة لرجال الامن.
خلاصة القول:
ان في ظاهرة توافد الايدي العاملة من محافظات العراق والتي تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الاقتصادية قد ينعكس بأثاره على شرائح واسعة من ابناء العاصمة، مثيرة بعدها العديد من المظاهر الضدية بين كلا الجانبين، لذلك كان لزاما على السادة المسؤولين الكرام ان يستذكروا بان هؤلاء الشباب امانة في اعناقهم، فالحالة المعاشية الصعبة وفقدان الصدر الرحب المتسع لهمومهم قد يستغل هذا الاهمال لهذه الشريحة الفعالة في مجتمعنا لجهات قصدها تخريب البلاد وذلك عبر تحويل هؤلاء المستضعفين الى يد لضرب مصالح العراق الداخلية وزعزعة امنه واستقراره، لذا نرجو المسارعة للتحرك بمشاريع الاعمار وخاصة في تلك المحافظات التي تمتاز عن اقرانها بالاستقرار الامني والاقتصادي وذلك لرفع الغبن عن كاهلهم ودفع الشباب بعد ذلك لاداء دورهم في مشروع النهوض بالعراق الجديد..

نشر بتاريخ 2/5/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !