المساجد . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .
إن المساجد بيوت الله تعالى له مكانتها السامية وحُرْمتها الجليلة ، فلا يأوي إليها إلا مؤمن صادق ، ولا يبتعد عنها إلا ضال . وتعظيمُها يدل على تعظيم العبد للشريعة الإلهية ، وتدميرُها _ معنوياً أو مادياً _ إشارة واضحة إلى انحراف العبد عن الصراط المستقيم ، كما أنه يُعرِّض نفسَه للانتقام الإلهي الشديد . فالمسجدُ بيت الله تعالى ، لا أحد يستطيع دخوله إلا بإذن صاحبه ، وكم من شخص يمر من أمام باب المسجد ولا يدخله ، فمَلِكُ الملوك لا أحد يدخل بيتَه رغماً عنه . والقلوبُ المؤمنة تأوي إلى المسجد لأن فيه راحتها وخلاصها، أما القلوبُ المريضة فتعتبره سجنَها لذلك تفر منه .
قال الله تعالى : (( وأقيموا وجوهَكم عند كل مسجد )) [ الأعراف : 29] .
أي توجّهوا نحو الكعبة ( القِبلة ) أينما كنتم . فهي قِبلة المسلمين التي توحِّدهم على كلمة واحدة ، وتجمع قلوبهم نحو هدف واحد ، بحيث تتوحد الأمة ، وتتماسك كلمتها أمام التحديات . إنه التوجه السامي ، والتركيز في العبادة ، دون تشتيت الجهود أو الجهات .
وقد ذكر ابن الجوزي في زاد المسير ( 3/ 185 ) أربعة أقوال في تفسير الآية : (( أحدها : إذا حضرت الصلاة وأنتم عند مسجد فصلوا فيه ولا يقولن أحدكم أُصلي في مسجدي ، قاله ابن عباس والضحاك واختاره ابن قتيبة . والثاني : توجّهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة ، قاله مجاهد والسدي وابن زيد . والثالث : اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون غيره ، قاله الربيع ابن أنس . والرابع : اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة أمراً بالجماعة لها ، ذكره الماوردي )) .
وقال الله تعالى : (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) [ الأعراف : 31] .
فهذه الآية توضح ضرورة أن يكون المؤمن في أحسن هيئة ، وأن يتزين بأجمل الثياب عند الصلاة أو الطواف. فالزينةُ له أثرٌ بالغ في بعث الراحة النفسية. كما أنها توفِّر الاستعدادَ الضروري للدخول في العبادة بكل ثقة وطمأنينة وراحة . وإذا كان المرءُ يتزين بأبهى حُلّة حين يذهب لمقابلة مسؤول كبير أو شخصية مهمة ، فما بالك حين يذهب للصلاة ويقف بين يدي ملك الملوك ؟! . فعليه أن يكون في أجمل صورة وأبهى زينة . فلكل جوهر نقي مظهر صافٍ ، كما أن فساد الصورة يشير إلى فساد المضمون .
وقال القرطبي في تفسيره ( 7/ 167 ) : (( هو خطاب لجميع العالَم وإن كان المقصود بها من كان يطوف من العرب بالبيت عرياناً ، فإنه عام في كل مسجد للصلاة ، لأن العِبرة للعموم لا للسبب . ومن العلماء من أنكر أن يكون المراد به الطواف لأن الطواف لا يكون إلا في مسجد واحد ، والذي يعم كل مسجد هو الصلاة ، وهذا قول من خُفي عليه مقاصد الشريعة )) اهـ .
وفي صحيح مسلم ( 4/ 2320 ) : عن ابن عباس _ رضي الله عنهما _ قال : [ كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة ، فتقول من يعيرني تطوافاً ؟ ، تجعله على فَرْجها ، وتقول : اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أُحِله . فنزلت هذه الآية (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) ] .
[قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ( 18/ 162 ):((وهو ثوب تلبسه المرأة تطوف به. وكان أهل الجاهلية يطوفون عُراة، ويرمون ثيابهم، ويتركونها ملقاة على الأرض ، ولايأخذونها أبداً ، ويتركونها تداس بالأرجل )) . ].
قال الحافظ في الفتح ( 1/ 465 ) : (( ونقل ابن حزم الاتفاق على إن المراد ستر العورة )) .
وهكذا نجد أن أهل الجاهلية كانوا يرتعون في مأزق العري وكشف العورات ، خصوصاً في البيت الحرام. وهذا يدل على جهلهم بالله تعالى، وفسادِ عقائدهم المختلطة بالهوى والجهل والكفر. فأراد اللهُ تعالى أن يرشدهم إلى الأخلاق العالية ، وستر العورات ، والالتزام بالهيئة الحسنة البعيدة كل البعد عن العري ، والانحراف الأخلاقي . فالحرص على الزينة عند الصلاة والطواف من شأنه أن يرتقيَ بإنسانية الإنسان ، وينتشلها من مستنقع الرذيلة والتعري .
فإيمان العبدُ يتحدد وفق قربه من المساجد . فإن كان بعيداً عنها معادياً لها فقد عرَّض نفسَه للهلاك ، وإن كان محباً لها فهو على خير عظيم .
قال الله تعالى : (( ومَن أظلم ممن منع مساجدَ الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم )) [ البقرة : 114] .
وهؤلاء الذين يناصبون مساجدَ الله العداء يكون المسجدُ _ بالنسبة لهم _ سجناً يريدون أن لا يدخلوه ، وإذا دخلوه فسيبقون خائفين غير مرتاحين نفسياً ، لأنهم يفتقدون إلى الطمأنينة ولا يشعرون بهدوء الأعصاب ، ويريدون الهروب منه بأسرع وقت ممكن .
فمنعُ المساجد من ذكر الله تعالى دليلٌ واضح على حجم الانتكاسة التي وصل إليها الفرد الطامح إلى محاربة الشريعة عبر خنق المساجد وتحجيمها ومحاصرتها . فالمسجدُ ذو مركزية عظيمة في المجتمع الإسلامي ، وإذا تم إبعاده عن صناعة القرار ، فإن المجتمع سيفقد بوصلته ، ويتحول إلى كيان مسخ بلا هوية ولا وُجهة . وهذا ما يطمح إليه أعداء الشريعة في كل زمان ومكان _ مهما اختلفت أسماؤهم أو أديانهم _ . كما أن السعي في خراب المساجد يرمي إلى إطفاء جذوة الإيمان ، وجعل المجتمع بلا منارة هداية ، وتجريد الأفرادمن الضوء الهادي الذي يرشدهم إلى الطريق . فالمسجدُ ليس بناءً محصوراً في رقعة جغرافية ، إنه نظام حياة كاملٌ تنتشر أفكارُه في صميم المجتمع الإنساني لإنقاذ الفرد والجماعة ، وإعادة بناء المصطلحات الاجتماعية وفق منظور إيماني راسخ ، وعلاج الأزمات التي تعصف بوجدان الإنسان ، وتطهير الجماعة البشرية من أمراضها ، وانتشالها من متاهاتها المتكاثرة .
قال الشوكاني في فتح القدير ( 1/ 204 ) : (( هذا الاستفهام فيه أبلغ دلالة على أن هذا الظلم متناه ، وأنه بمنزلة لا ينبغي أن يلحقه سائر أنواع الظلم : أي لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله ... [ أن يُذكر فيها اسمه ] ... والمراد بمنع المساجد أن يُذكر فيها اسم الله ، منع من يأتي إليها للصلاة والتلاوة والذكر وتعليمه . والمراد بالسعي في خرابها : هو السعي في هدمها ... ويجوز أن يراد بالخراب تعطيلها عن الطاعات التي وُضعت لها )) اهـ .
قال القرطبي في تفسيره ( 2/ 74 ) : (( إذا استولى عليها المسلمون _ أي المساجد _ وحصلت تحت سلطانهم فلا يتمكن الكافر حينئذ من دخولها، فإن دخلوها فعلى خوف من إخراج المسلمين لهم وتأديبهم على دخولها . وفي هذا دليل على أن الكافر ليس له دخول المسجد )) اهـ.
وقد حاول البعض أن يحوِّلوا المسجد إلى أداة تفريق وهدم في المجتمع ، معتقدين أن بإمكانهم إخفاء مشاريعهم السيئة خلف قداسة المسجد في الإسلام . وهذه محاولة يائسة لن تثمر إلا مزيداً من اليأس في نفوس أصحابها الهادفين إلى تقويض دعائم المجتمع الإيماني . وهنا تبرز حادثة مسجد الضرار ، والتي وضّحها اللهُ تعالى في كتابه العزيز لكي يكون المؤمنون على حذر من ألاعيب المغرِضين الذين يُخفون مكرَهم خلف المقدّسات ، ويستعملونها كستار لأعمالهم الخبيثة .
قال الله تعالى : (( والذين اتخذوا مسجداً ضِراراً وكُفْراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لِمن حارب اللهَ ورسولَه من قَبْل )) [ التوبة : 107] .
(( سبب نزول هذه الآيات الكريمات أنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب . وكان قد تنصّر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير . فلما قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر ، شرق اللعين أبو عامر بريقه، وبارز بالعداوة ، وظاهر بها ، وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب، وقدموا عام أُحد فكان من أمر المسلمين ما كان . ... لما فرغ الناس من أُحد ورأى أمرَ الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور ، ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومنّاه وأقام عنده . وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنِّيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه ، وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ، ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك ، فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيَ إليهم فيُصلِّيَ في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته ... نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أُسِّس من أول يوم على التقوى ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة )).
[تفسير ابن كثير ( 2/ 510 ) .].
إن العلم _ بحد ذاته _ لا ينفع ما دام لم يرتبط بالعمل الصالح . والعِبرةُ لا تتجلى في العقل وإنما تتجلى في الهداية الربانية . فكم من عبقري أوردته عبقريته المهالك بسبب غياب التوفيق .
وأبو عامر الراهب كان رَجلاً ذا علم ، شريفاً في قومه ، لكنّ علمه لم يرشده إلى الحق بسبب غياب الهداية . فلما ظهر أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم كالشمس في رابعة النهار ، دَبّ الحقد والغيرة في نفس أبي عامر ، فأخذ على عاتقه محاربة الدعوة بكل ما أُوتيَ من قوة . فبدلاً من التسليم للأمر النبوي ، والانخراطِ في جماعة المسلمين ، وإنقاذ نفسه ، وتقديم مواهبه لخدمة الإسلام والمسلمين لكي يصبح عنصراً مهماً وفاعلاً في صناعة الحضارة الإنسانية ، اختار طريقَ الكفر وحرب الدعوة بكل الأشكال . وبالطبع فسوف يذهب إلى الحاضنة الاجتماعية للانحراف العَقَدي ( مشركي قُريش ) لكي يحتضنوه ويُقدِّموا له كل مساعدة يحتاجها في سبيل تنفيذ مخططه البائس. فالطيورُ على أشكالها تقع . ثم ذهب إلى هرقل ملك الروم لتأليبه على الإسلام والمسلمين. ونحن نلاحظ أن أبا عامر كان لديه مخطط يشتمل على الجهات التي يتوجه إليها . إذ إنه يعلم مسبقاً عداوة مشركي قُريش والرُّوم للدعوة الإسلامية مما جعله يعتقد أنهم هم الوُجهة الصحيحة القادرة على حرب الدعوة الإسلامية، وتوفير كل مساعدة له لإنجاح خطته المتهاوية . وبعد أن استقر به المقام في معقل الكفر ، راح يتصل بأعوانه في الداخل يُشجِّعهم ويُمنِّيهم أنه سيُحارب النبي صلى الله عليه وسلم بجيش لا يُقهَر . ولا بد أن يكون له مركز قيادة ، فكان مسجدُ الضِّرار هو مركز قيادة العمليات . وهذا الاختيارُ لم يجيء عبثاً . فاختيارُ المسجد سوف يُبعد كل الشبهات عنهم ، فصورةُ المسجد في أذهان الناس أنه مكان للصلاة ونشر الخير . وبالتالي يستطيع أهلُ الضلال التحرك علانيةً أمام الأنظار دون أن يُثيروا الشبهاتِ أو الشكوك . وأرادوا أن يحصلوا على الشرعية ، فسألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يُصلِّيَ فيه لكي تكون صلاتُه حُجّةً لهم ، وشهادةَ حسن سيرة وسلوك . والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيبَ ، بل يُجري الأمورَ على الظاهر . لكنّ الوحي أخبره بأنه هذا المسجد لم يُبْنَ لرفع كلمة الله تعالى ، بل لنشر الضلال . فهُدم المسجد لاستئصال هذا الباطل من جذوره ، وتجنيب المسلمين الانشقاق والتفرق ، وبالتالي حماية الدعوة من الانكسار أو السقوط .
وقد قال اللهُ _ عز وجل _ : (( لا تَقُمْ فيه أبداً لمسجدٌ أُسس على التقوى من أول يَوْم أحق أن تقوم فيه )) [ التوبة : 108] .
إن أعداء الدين لا يتورعون أن يستخدموا الرموزَ الدينية المقدّسة لتنفيذ مشروعاتهم الهدامة . فهم يختبئون وراء طهارة المقدّسات لكي يحصلوا على الشرعية ، فيصبغوا بها باطلَهم وانحرافاتهم العقائدية . فهم يريدون هدم الإسلام من الداخل . أي محاربة الدعوة الإسلامية بنفس أسلحة الدعوة . وهذه الخطةُ الفاسدة منتشرة عبر العصور . فكثيرٌ من أهل الضلال يحاربون القرآن بالقرآن ، أي إنهم يسعون إلى لوي أعناق النصوص ، وتأويلها بشكل يتعارض مع دلالات اللغة ، وذلك للقضاء على قُدسية القرآن وتشكيك المؤمنين به . وتراهم يحارِبون الإسلام بالإسلام ، فنجد أشخاصاً يحملون أسماءً إسلامية مثل عبد الله ، عبد الرحمن ، محمد ، ... . لكنهم يحملون عقائدية كفرية يطمحون إلى نشرها داخل الجماعة المسلمة ، وذلك للقضاء على الإسلام من الداخل _ كما يتخيلون _ . فهم يعتقدون أن هذا الأسلوب سيُبعد عنهم الشبهاتِ والشكوك والاتهامات، ويُصوِّرهم في زي العلماء الذين لديهم اجتهادات مُعتبَرة ، ويمارسون دورَهم في التنوير وإعمال العقل وممارسة الاجتهاد، وينتمون للحضارة الإسلامية ، ويدينون بالولاء للكتاب والسنة. وهذا الأسلوبُ العقيم لم يعد خافياً على أحد . وإن حضاراتٍ عظمى عبر التاريخ حاولت استئصالَ الإسلام لكنها دَخلت في الإسلام ورَفعت لواءه وقامت بنشره مثل المغول والتتار _ على سبيل الذكر لا الحصر _ . فالشريعةُ المحمدية الإسلامية موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ، ولو استطاع أهلُ الضلال أن يستأصلوها لقاموا بذلك منذ قرون . لكن نورَ الله لا يمكن اجتثاثه .
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهِنَهـا
فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوَعِلُ
وصدق الله تعالى إذ يقول : (( ما كان للمشركين أن يَعْمروا مساجدَ الله شاهدين على أنفسهم بالكفر )) [ التوبة : 17] .
فالمشركون سواءٌ كانوا وثنيين أو كتابيين لا يمكن أن يساهموا في إعمار مساجد الله تعالى ، لأن قلوبهم خالية من الإيمان والتصديق بوعد الله ووعيده . فدائرةُ عقائدهم الباطلة محصورة في نطاق دنيوي محصور لا يفيدهم يوم القيامة. فإعمارُ المساجد يعتمد على إيمان راسخ في القلوب ، وصدقٍ تطبيقي مرتبط بالجوارح ، وتضحية في سبيل الله تعالى ، وإخلاص النية بحيث تكون نقيةً لا شائبة رياء فيها . وقد قال الله تعالى : (( إنما يَعْمر مساجدَ الله مَن آمن بالله واليومِ الآخر وأقام الصلاةَ وآتى الزكاةَ ولم يَخْشَ إلا الله )) [ التوبة : 18] .
http://www.facebook.com/abuawwad1982
التعليقات (0)