المساجد أصواتُ متداخلة
مُنذ مدة ليست بالقصيرة والغالبية العُظمى ممن آتاها الله وعي وبصيرةُ حسنة تتسأل إلى متى ومساجدنا تُبدد الهدوء والسكينة بمكبراتِ صوتية قُدر لها أن تكون تحت إمرة أُناس لا يحسنون التصرف جهلاً وعصبية ، المكبرات الصوتية ليست من شروط الصلاة ولا من أركانها لكنها بسبب التشدد تحولت لركنِ لا تقوم الصلاةِ إلا به ، تلك الأجهزة الحديثة كانت قبل عقود حرام وتغريب قاتلة للطمأنينة والخشوع أما في زمن الصحوة فهي وسيلة لإيذاء شياطين الإنس والجن ممن يكرهون كلام الله ، تناقضُ عجيب واعذارُ قبيحة تنم عن جهل وحُمق وعصبية وتطرف ، تلك الأجهزة ليست سوى أدواتِ تؤدي غرضِ ما فأهل العقل والرأي والمنطق أجمعوا على أن تلك الأجهزة يجب أن تُغلق وقت الصلاة والمواعظ التي لا تنتهي ويُكتفى بتشغيلها أثناء الأذانِ والإقامة فقط ، لو تم ذلك وهذا ما ننتظره من وزارة الشؤون الإسلامية فإن المجتمع سيجني فوائدُ عظيمة منها توقف تداخل الأصوات بين المساجد واختفاء العويل والصُراخ الذي لا فائدة منه وتنفس جيران المساجد والجوامع الصُعداء بعد سنواتِ من عدم الراحة والاستقرار النفسي فما أن تنقضي الصلاة تبدأ دورة المواعظ المكررة التي لا تزرع إلا الشك والتعصب ..
إغلاق مُكبرات الصوت أثناء الصلاة ليس حرباً على الدين ولا فيه إسكاتاً لكلام الله بل في ذلك خير خصوصاً وأن بعض المُكبرات ذات قوةِ عالية جداً ، يقول الإمام_ الغزالي" القرآن لا يؤذي ولا يؤذى به " لكن هناك من يتعمد الإيذاء بالقرآن ويتعمد استخدام المسجد في صراعه الفكري مع المجتمع فهو يُريد مجتمعاً منسجماً معه في كل شيء لا مجتمعاً واعياً متصالحاً مع محيطه وذاته قبل كل شيء.
نحنُ على مقربة من شهر رمضان وكالعادة ستكون مساجدنا مسرحاً للأصوات المرتفعة وستتنافس الأحياء والقرى والهجر في جذب المزيد من المصلين عبر استقطابها لأئمة يتميزون بالصوت الحسن وهذه ظاهرة يزدهر سوقها في شهر رمضان المبارك وبما أن الصوت الحسن سيجذب المصلين فلا بُد من وسيلةِ ليسمعه من يقطن قريباً من المسجد أو بعيداً ولا عزاء لمن يسمع تداخل الأصوات ويرفع رأسه نحو السماء مستنكراً تلك المهزلة التي لم يحن الوقت بعد لتنتهي وتُصبح من الماضي ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)