مواضيع اليوم

المسؤولية واستقلال الذات لدى الفرد ٠٠ 

تركي الأكلبي

2012-04-09 08:55:00

0

 

 

المجتمع بناء هرمي ، في المجتمعات المتقدمة يتكون هذا الكيان الهرمي من اتحاد مكوناته ذات الطابع الاستقلالي بما يشبه "الكونفدرالية" على مستوى الدول ، وتتحد هذه المكونات في إطار دائرة من المسؤولية واتخاذ القرار مع ضمان جزء من هذه المسؤولية وحرية اتخاذ القرار لكل فرد من أفراد هذا البناء الهرمي "المجتمع" وهي دوائر تضيق حتى تحيط فقط بذات الفرد ، أي أن كل فرد منذو أن يبلغ الثامنة عشرة من العمر تسند إليه مسؤولية ذاته مع حرية اتخاذ القرار في إطار القوانين العامة فينشأ لدي الفرد شعور مبكر بالاستقلالية الذاتية وشعور مبكر بالمسؤولية عن ذاته ، وبحسب النمط الثقافي الذي يعيش فيه تتوقف مسؤوليته تجاه الآخرين في محيطه الاجتماعي والأسري ، إذا دوائر المسؤولية تبدأ بالإتساع المتخصص من الأسفل إلى الأعلى ٠ 
في مجتمعاتنا المتأخرة أو المتخلفة يحدث العكس ٠٠ أي أن دائرة المسوؤلية واتخاذ القرار تبدأ من رأس الهرم بصفة المطلق ثم تتدرج إلى الأسفل حاملة صفة التخصص أو "المجالية" حتى تتوقف عند "رب" الأسرة ، حيث يكتسب هذا "الرب" صفة المطلق في المسؤولية واتخاذ القرار على أسرته فقط وتظل ذاته في محيطه الاجتماعية مقيدة بجملة من القوانين والأعراف والعادات والتقاليد (المطلية) بصبغة دينية ! "وأقول ذلك حتى لا نخلط بين الثابت والمتحول ! " ٠
في ظل هذا النظام الاجتماعي الأبوي الوصائي الأوتوقراطي يصبح الفرد مقيد المسؤولية واتخاذ القرار حتى في دائرة المسؤولية "المجالية" ذاتها ! ويصبح الفرد خارجها فاقد للشعور بالمسؤولية والإستقلالية الذاتية ولكن بالمطلق يكون كذلك الأبن داخل دائرة الأسرة وهي المكون الأساسي للبناء الأجتماعي ، ومن هنا تبدأ سلبية الفرد وأتكاليته واعتماده على الآخرين في الأسرة وفي المؤسسة التعليمية وحتى لو كان موظفا في أي منشأة حكومية أو خاصة لأنه رسميا يشغل مكانا في السلم الوظيفي للمنشأة ولكنه فعلا غير موظف بمفهوم توظيف الطاقة الإبداعية ، وفي العلاقة بالمجتمع ينشأ الفرد ممنهجا وتابعا للجماعة وانقيادي بدرجة عالية من التوافقية والمسائرة ٠٠ 
 
تركي سليم الأكلبي     




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !