المسألة خلافية

المسالة خلافية

الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلقة أجمعين نبينا محمد على آله وصحبة وسلم أمابعد :

كثيراً ما نسمع من المفتين والعلماء حين يسأل عن مسألة معينه أن فيها خلاف أي أن هذه المسألة ليس فيها نص قطعي من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة وأن العلماء قد اختلفوا في توجيهها وكلاً أخذ برأي معين مبني على نصوص الكتاب والسنة فمنهم المحرم ومنهم المبيح حسب ماظهر له من الأدلة المتوافرة وقد أجمع العلماء قديماً وحديثاً أن أي رأي يخالف نصوص الكتاب والسنة فأنه يضرب به عرض الحائط كما قال الإمام الشافعي رحمه الله ويبقى مدار الحديث في الخلاف حول العلماء لأنهم هم من يدرك منشأ الخلاف وهم من يدركون التمميز بين النصوص وبين مدلولاتها وبقى أن العامي من الأمة الإسلامية أي عامي العلم الشرعي ولوكان محصلاً من العلوم الأخرى كبار شهادتها فحكمه حكم العامي أن مذهبه مذهب مفتيه وعليه فأن مما يحزن هذه الأيام أن تجد الكثير من الناس حين تعرض مسألة فقهية تجدهم بين مشرق ومغرب وكلاً يورد الخلاف ويقول هذه المسألة خلافية صحيح هناك جملة من المسائل الفقهية فيها خلاف بين العلماء بل هناك رخص شرعية ثابتة بالكتاب أو السنة، كالقصر والجمع في السفر، وأكل الميتة عند الاضطرار، فهذه يستحب الأخذ بها إذا وجد سببها، وقد يجب.

لكن مدار حديثنا حول رخص المذاهب الفقهية، وهي فتوى عالم بالجواز في مسألة خلافية قال غيره فيها بالمنع والحظر

ويبقى أن من أورد الخلاف هل حين أخذ بالرأي الفقهي الذي مال إليه لأجل توارد الأدلة أو لثقته بهذا العالِم أنه على حق أم لأن الأمر وافق هواه فقد قيل من تتبع الرخص فقد تزندق أو هلك ، عليه فإننا نعيش في بلد كريم وبين علماء أجلاء ليس بيننا وبينهم إلا المحبة ولإخاء والعودة لهيئة كبار العلماء والأخذ برأيهم في مسائل الخلاف الفقهي من باب أولى واجب يحتمه الشرع الحنيف ويحتمه طاعة ولي الأمر وإن شق عصى الطاعة بإستقدام فتواى خارجية إما لتحرير المرأة أو لقيام مظاهرات أو خلافه وإيراد الشبهات وتتبع الشهوات أمر غير مقبول لا من الشرع ولا من الدولة وأن من الواجب علينا الحرص على جمع كلمة المسلمين وعلى إتلاف البلد في زمن تحدق به الصراعات من كل جانب ويبقى همنا الأول وحدة هذا الوطن التي أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله على أساس من الدين والتقوى ولقد عنونة هذا البلاد نفسها على أنها قائدة مسيرة الدعوة ومشكاة الدين وكانت حريصةً قديماً وحديثاً على ذلك أسأل الله أن يديم نعمة الأمن والآمن على بلادنا وأن يمنح بلاد المسلمين ذلك أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه /

علي حسن الطحاني
28/5/1434هـ