المركب الفارغ الجزء 3
أوشو راجدينش
محاضرات عن أقوال الحكيم تشجوان تزي
المحاضرات ألقيت في 1974 وترجمت إلى الروسية عام 1994
ترجمة: د. محمد ياسر حسكي
رجل الداو
الرجل الذي يعرف الداو
يتصرف بدون اعاقات،
وهو بتصرفاته لا يجلب الضرر لأي مخلوق حي،
ورغم ذلك فهو لا يفكر بأنه رحيم ولطيف.
هو لا يحاول جمع المال،
ولا يجعلُ الفقر وفعل الخير مزيّة له.
هو يمشي في طريقَه دون الاعتماد على الآخرين،
وهو لا يفتخرُ بنفسه أنه يمشي لوحده.
رجل الداو يبقى مجهولاً.
فاعل الخير الكامل لا ينشا أي شيء.
ال"لا أنا" هي الأنا الحقيقية.
الرجل العظيم "لا أحد".
الشيء الصعب، والذي يشبه المستحيل بالنسبة للدماغ، هو أن يبقى في المنتصف، وأن يبقى متوازنا.
والانتقال من القطب الأول إلى القطب المعاكس هو الشيء الأسهل بالنسبة له، هذه هي طبيعة الدماغ.
يجبُ أن نفهم ذلك بعمق شديد، وأن نشعر به وإلا فلن يستطيع أي شيء أن يدلك إلى التأمل.
طبيعة التفكير أن يتحركَ من نهاية إلى أخرى، وهو يعتمد على عدم التوازن.
عندما تكون متوازنا، فإن التفكير يختفي.
التفكير يشبه المرض من حيث أنه موجود عندما يكون هنالك خلل في توازن الإنسان، وهو يختفي عندما يكون التوازن موجودا.
فلذلك من السهل بالنسبة للشخص الذي تعود على ملئ بطنه باستمرار أن يتحول إلى الجوع.
قد يبدو هذا امر غير منطقي، لأننا نعتقدُ أن الشخص الذي أصبحت فكرة الأكل بالنسبة له فكرة مستمرة لا يستطيع أن يجوع، في الحقيقة هذه الفكرة غير صائبة، لأن الشخص الذي يعاني من عقدة الأكل الكثير هو الذي يستطيع فقط أن يجوع، لأن الجوع هو نفس الفكرة ونفس العقدة ولكن في الاتجاه المعاكس. هذا الشخص لا يتغير في الحقيقة، لأن فكرة الأكل مازالت هي المسيطرة، حيث كان يتخم بالأكل سابقا أما الآن فهو جائع. التفكير مازال يثبت انتباهه على مشكلة الأكل ولكن من النهاية المعاكسة.
الرجل الذي يفرط في إشباع الشهوة الجنسية يمكن أن يتحول إلى عدم استعمال الجنس بسهولة شديدة، وليس هنالك أية صعوبة في ذلك. ولكن أن يتحول الإنسان إلى الاستعمال الوسطي أو إلى نظام الأكل المعتدل فهذه مسألة صعبة بالنسبة للتفكير،
نعم من الصعب جدا بالنسبة للتفكير أن يبقى في المنتصف.
لماذا من الصعب البقاء في المنتصف؟ الأمر هنا مشابه للبندول الذي يذهب إلى اليمين، ثم ينتقل إلى اليسار، ثم يعود من جديد إلى اليمين، ثم إلى اليسار.
إن أنظمة الساعات تعتمد بشكل كامل على هذه الحركة، ولو توقف البندول في المنتصف، لَتوقفت الساعة فورا.
عندما يتحرك البندول إلى اليمين، أنت تَعتقد أنه سيتحرك إلى اليمين فقط، ولكنه في نفس الوقت يجمع القوى ويزيد من التأهب لينتقل إلى أقصى اليسار، وكلما كان انحرافه إلى اليمين أكبر، كلما كانت الطاقة المتجمعة والتي تنقله إلى اليسار في أقصى الجهة المعاكسة أكبر. وهناك في اليسار يجمع القوى ويزيد من التأهب لينتقل إلى أقصى اليمين من جديد.
عندما تتخم من الأكل، فأنت تزيد من التأهب لتنتقل إلى الجهة المعاكسة حيث ستجوع. عندما تفرط في استعمال الجنس، فعاجلا أم آجلا، سوف تصل لدرجة التوقف الكلي عن الجنس.
نفس الشيء يحدثُ من القطب المعاكس. اذهب واسأل الذين كانوا رهبانا من طلابي. لقد جعلوا مهمتهم في الحياة أن يبقوا عازبين وأن يمتنعوا عن الجنس، الآن ستجد عقولهم تَزيد من التأهب للغرق في الجنس بشكل كلي.
لقد جعلوا هدفهم الصوم والجوع، وعقولهم تُفكر بشأن الغذاء بشكل ثابت. عندما تفكر كثيرا بشأن الغذاء فهذا يعني أنك تَزيد من التأهب في هذه النقطة. التَفكير يعني زيادة الحافز ريثما يبدأ الدماغ بتحضير الشيء المعاكس.
الشيء الأول: حيثما تحركت، فأنت تتحرك إلى الشيء المعاكس أيضاً، لأن كل شيء موجود مع عكسه ولكن أحدهما مختف وغير ظاهر.
عندما تَحبُّ شخصا فأنت تَزيد من التأهب لكي تنتقل إلى كراهيته، ولذلك نجد أن الأصدقاء فقط يُمكن أن يُصبحوا أعداء. أنت لا تَستطيع أن تعادي انسانا فجأة ما لم تكن وإياه صديقين أولا. الناس الذين يحبون بعضهم أحباء يتشاجرون ويتحاربون. الأحباء هم الوحيدون الذين يمكنُ أن يتضاربوا ويتحاربوا، لأنه ما لم تَحب، كيف ستَكره؟ ما لم تميل بعيداً إلى أقصى اليسار المتطرّف، كيف تستطيع التحرك إلى اليمين؟
الأبحاث المعاصرة تؤكد أنّ ما يسمّى بالحب هو علاقة عداوة قريبة مخفية. زوجتك أو زوجك كلاهما قريب وعدائي. هذه الأبحاث تبدو متناقضة وغير منطقية، لأنه من الغرابة أن يكون الشخص القريب أو الصديق أعداء وخصوم لنا؟
المنطق سطحي، مقارنة مع الحياة التي تَذهبُ أعمق، والتي نرى فيها تواجد كل المتناقضات بآن واحد، حيث لا وجود لأحدها دون الآخر. تذكّرْ هذا، لأن التأمل يُصبحُ عاملا مُوازنا عند ذلك.
ترك بوذا ثمانية قواعد أساسية، وكان يستعمل مع كُلّ قاعدة كلمة الصحيح. لقد قال: استعمل الجهد الصحيح، لأنه من السّهل جداً الانتقال من العمل إلى اللاعمل ومن اليقظة إلى النوم، ولكن من الصعب البقاء في المنتصف.
عندما استعمل بوذا كلمة "الصحيح" هو كان يعني أن لا نتجه الطرف المعاكس، وأن نبقى في المنتصف.
يجب أن نأكل بشكل صحيح، هكذا كان يدعو بوذا ولم يكن يدعو للجوع أبدا. لا تنغمس في الأكل أكثر من اللازم، ولا تنغمس في الجوع أيضا.
كان بوذا ينصح: اتجه إلى الغذاء الصحيح، لأن الغذاء الصحيح يعني أننا نقع في المنتصف.
عندما تَقف في المنتصف، فأنت لا تزيد من تأهبك، وفي هذا جمال بديع، لأن الإنسان الذي لا يزيد من تأهبه للتَحرك إلى مكان ما، يُمكِن أن يكون حرا وهادئا ويمكنه أن يتمتع بالحياة ويشعر بالراحة مع نفسه، وكأنه في بيته.
أنت لا تستطيع أن تشعر بالراحة وكأنك في بيتك، لأنك مهما فعلت فسوف تضطر لفعل الشيء المعاكس لكي تشعر بالتوازن.
ولكن الشيء المعاكس لا يعطي التوازن أبداً وإنما يولد الوهم لديك بأنك متوازن، ولكن بعد فترة وجيزة يجبُ أن تَنتقل إلى الطرف المعاكس.
بوذا ليس صديقا ولا عدوا لأي أحد. لأنه تَوقف ببساطة في المنتصف، في حالة الساعة التي لا تعمل.
يقال أنه عندما وصل احد المتصوفة إلى حالة العرفان، فإن الساعة توقفت فجأة على حائطه.
قد يكون هذا الحدث قد تم بحذافيره وقد لا يكون، ولكن الرمز المستخدم واضح:
عندما يتوقف التفكير، يتوقف الوقت، عندما يتوقف البندول، تتوقف الساعة. منذ ذلك الحين لم تتحرك الساعة، وهي تشير إلى نفس الوقت دائماً.
الوقت يتولد عندما يتحرك التفكير، مثل حركة البندول. عندما يتحرك التفكير تُحسُّ بالوقت، وعندما يكون التفكير متوقفا كيفَ يمكن أن نشعر بالوقت؟ عندما لا يكون هناك حركة، لا يُمكن أن نشعر بالوقت.
العلماء الماديون والحكماء مجتمعون على هذه النقطة:
"الحركة تولد ظاهرة الوقت".
إذا كنت لا تَتحرّك، فسوف يختفي الوقت، وتظهر الأبدية إلى الوجود.
الحقيقة أن وضعك الحالي يشبه ساعتك عندما تَتحرك بسرعة فتقدم في الوقت، ويشبه آليتها التي تتحرك من نهاية إلى أخرى.
الشيء الثاني الّذي يجب أن نفهمه بشأن التفكير أنه يتجه دوما إلى البعيد، ولكنه لا يتجه مطلقا إلى القريب. الشيء القريب يجعلك تمل وتسأم، أما الشيء البعيد فهو يُولد فيك الأحلام والآمال، ويُعطيك إمكانية التمتع والسرور. فلذلك يجد التفكير دائما في الشيء البعيد شيئا مثيرا. حيث كثيرا ما تكون زوجة الغير هي الجميلة والجذابة، وكثيرا ما تلاحقك الأفكار عن بيت الغير، وكثيرا ما تسحرك سيارة شخص آخر، لأن كل ذلك بعيد عنك. أنت أعمى بالنسبة للشيء القريب، لأن تفكيرك لا يستطيعُ رؤية الشيء الذي يقع بقربه، في حين أنه يستطيع أن يرى الشيء البعيد فقط، نعم إن التفكير يعاني دائما من بعد النظر.
وما هو الشيء البعيد، الأكثر بُعداً؟
إنّ الشيء المعاكس هو الأكثر بُعداً. عندما تَحبُّ شخصا فإن الكراهية هي الظاهرة الأكثر بُعداً، عندما تكون عازبا أو راهبا فإن الجنس هو الظاهرة الأكثر بُعداً، عندما تكون ملكا، فالظاهرةُ الأكثر بُعداً أن تصبح راهبا!
الشيء الأكثر بُعداً هو الشيء الذي نحلم به، وهو يجذبنا ويمتص كل مساحة تصوراتنا، ويستمرُّ بدعوتنا إلى القطب المعاكس، وعندما نصل للقطب الآخر، يصبح المكان الذي بدأنا منه السفر جميلا من جديد.
عندما تطلّق زوجتك، فبعد بضعة سنوات، تصبح الزوجة المطلقة جميلة في نظرك من جديد. لقد جاءت لعندي ممثلة سينمائية، تم الطلاق بينها وزوجها قبل خمسة عشر سنة. وهي الآن كبيرة السن، وأقل جمالا من ذلك الوقت عندما تطلقت من زوجها. لقد تزوج ابنهم المشترك في السنة الماضية، وفي عرس الابن اجتمع الزوجان المطلقان، وكان لا بد لهما أن يُسافرا سوية. الشيء المذهل أن الزوج وقع في حبها ثانية، وقد أتت تسألني النصيحة: "ماذا يجب أن أعمل؟ لقد تقدم لخطبتي ثانية، وهو يريد الزواج"
لقد كانت هي أيضا مسحورة وواقعة في الحب، وكانت تنتظر مني أن أقول نعم. قلت لها: " ولكن لقد عشتما سوية، وكان حياتكما عبارة عن نزاع وشجار دائم ولا شيء أكثر من ذلك. لقد كنت أَعرفُ القصّةَ بشكل كامل، كيف كنتما تتحاربان وتتشاجران وكيف جعلتما من حياتكما جحيماً مليئا بالبؤس، والآن أنتما ثانية. . . ؟ "
الشيء المعاكس والنظير المقابل يجذب التفكير دائما ما لم نستطع من خلال الوعي والفهم أن نتخلص من هذا، التفكير يستمر بالانتقال من اليسار إلى اليمين، ومن اليمين إلى اليسار، وتستمر الساعة بالحركة.
هذا الانتقال مازال مستمرا منذ أجيال وأحقاب بعيدة، حيث كان الإنسان يخدعُ نفسه، لأنه لم يكن يفهم آلية الشيء الذي يحدث. لقد كان الشيء البعيد دائما يصبح جذابا، مما يجعله يبدأ الرحلة من جديد. وفي تلك اللحظة عندما يصل لهدفه الموضوع يصبح الشيء الذي كان قريبا ومعروفا بعيدا الآن، مما يجعله جذابا ويحوله لنجمة ساطعة، ويجعله نافعا جدا في نظرنا.
لقد قرأت عن طيار كان يطيرُ مع صديق له فوق كاليفورنيا. أخبر الطيار صديقه: " انظر إلى الأسفل إلى تلك البحيرة الجميلة. لقد ولدت بقربها، وتلك هي قريتي."
أشار الطيار إلى قرية صغيرة جثمت على التلال قُرب البحيرة، ثم قال: " لقد ولدت هناك، وعندما كُنتُ طفلا كنت كثيرا ما أَجلسُ قُرْب البحيرة لاصطياد السمك، لقد كان صيد السمك هوايتي المفضلة.
في ذلك الوقت، عندما كنْت طفلا يصيد السمك قرب البحيرةِ، كانت الطائرات تطير في السماء وتعبر فوق رأسي، وكنت أحلمُ بذلك اليوم الذي أصبحُ فيه طيارا وأَقودُ فيه طيارة بنفسي، لقد كان ذلك حلمي الوحيد.
لقد تحقق هذا الحلم الآن ولكن ما هذا البؤس الذي أنا فيه ! أنا الآن أنظرُ بشكل مستمر إلى البحيرةِ وأُفكّرُ بذلك الوقت عندما سأَتقاعدُ وأذْهبُ لصيد السمك ثانية في تلك البحيرة الجميلة والرائعة."
هكذا يحْدثُ دائما معنا، في الطفولة، نحن نتمنى باشتياق أن نكبر فورا، لأن الناس الأكبر سنّاً أكثر حكمة. الطفل الصغير يشعر أن كبار السنّ حكماء، وأنه مهما فعل فسيخطئ دائماً. بعد ذلك اسألوا الرجل العجوز، إنه يعتقد دائماً بأنه عندما ضاعت الطفولة فقد كُلّ شيء، لقد بقيت الجنة هناك في الطفولة. إن كبار السن يمُوتون دائما وهم يفكرون بالطفولة، والبراءة، والجمال، وأرض الأحلام.
عندما نمتلك أي شيء يصبح عديم الفائدة، ولكن الشيء غير الموجود حتى الآن عندك يبدو مفيدا بشكل كبير! تذكّرْ هذا، وإلا فلن تحصل على حالة التأمل المطلوبة، لأن التأمل يَعْني الفهم: فهم طبيعة التفكير وآليته وكيفية عمله.
التفكير شيء جدلي، وهو يجبرك أن تتحرّك مراراً وتكراراً إلى الطرف المعاكس. وهذه عملية لانهائية، لا تنتهي أبداً ما لم تتركها فجأة، بعد أن تدرك اللعبة، وتعي خدعة العقل، وتتوقف في المنتصف.
التوقف في المنتصف هو التأمل.
ثالثاً: لأن التفكير يتألف من المتناقضات، والأقطاب المتعاكسة فأنت لست كاملا. التفكير لا يُمكنُ أن يَكُونَ كاملا، لأنه دائما نصف غير كامل. هل لاحظت أنه عندما تحب شخصا ما فأنت تقْمعُ كراهيتك؟ الحبّ عندك ليس كاملا، وخلفه تختفي كُلّ القوى المظلمة التي يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة، أنت تعيش على بركان حقيقي.
عندما تحبُّ شخصا ما، فأنت تنسى ببساطة أنه عندكَ غضب وكراهية وحقد وغيرة. أنت ترمي كل هذه المشاعر السلبية كما لو أنها غير موجودة. ولكن كيف تستطيع رميها؟ أنت تستطيع ببساطة أن تخفيها في العقل الباطن.
أنت يمكن أن تصبح محبا على السطح في حين أنه في أعماقك يختفي كل هذا الاضطراب، ولكن عاجلاً أم آجلاً ستضجر من هذا الوضع، وسيصبح من تحبه إنسانا عاديا وتصبح المحبة شيئا مألوفا يمكن أن يجلب الانزعاج والضجر.
يقولون أن العلاقات القريبة جدا قد تولد الاحتقار، ولكنّ الحقيقة أنه ليس السبب في العلاقات، وإنما في القرب الشديد الذي يجعلك تمل بشكل سريع، الاحتقار موجود دائما بشكل مخفي، وهو يتفلت ويصعد إلى السطح عندما تسنح الفرصة ويكون الوقت مناسبا، البذرة السلبية كانت دائما موجودة من البداية.
التفكير يحتوي في باطنه على نقيض كل الأشياء، والنقيض يكون دائما مختف في اللاوعي "العقل الباطن" ينتظر تلك اللحظة التي يتحرر فيها للخارج.
عندما تراقب نفسك في كل دقيقة، فستلاحظ هذا الأمر بشكل أكيد
عندما تقولُ لشخص ما: "أحبُّك" أغلق عينيك، واغرق لفترة قصيرة في التأمل، واشعر هل هناك أيّ كراهية مختفية؟ أنت تشعر - ولا بدٌ- بها، ولكنك تريدُ خداع نفسك، لأن الحقيقة قبيحة جداً.
الحقيقة أنك تكره الشخص الذي تحبه، ولكنك لا تريدُ مواجهة هذه الحقيقة.
أنت تفضل الهروب من الواقع، ولذلك لابد من دفن هذه الحقيقة، ولكن محاولتك ستكون ولابد فاشلة، ولن يساعدك إخفاء الحقيقة في شيء، لأنك لا تخدعُ أي شخص آخر، أنت تخدعُ نفسك.
لذلك حينما تشعر بأي شيء، أغلق عينيك ببساطة واسبح إلى أعماقك لإيجاد الشيء المعاكس، وهو لابد موجود هناك في مكان ما. وإذا استطعت أن ترى الشيء المعاكس، فسوف تعطيك هذه الرؤية التوازن الحقيقي، وعندها لن تقول: "أحبك" وإنما ستقول بصدق: "علاقتي بك خليط من الحب والكراهية."
كُلّ العلاقات عبارة عن خليط من الحب والكراهية. وليس هنالك حب صاف، ولا كره صاف.
عندما تكون صادقا فستكون في حالة صعبة، فعندما تقول لأي امرأة: "علاقتي معك خليط من الحب والكره، أنا أحبك كما لم يحبك أي شخص آخر وأنا أكرهك كما لم يكرهك أي شخص آخر" فسيكون من الصعب أن تتزوج ما لم تجد الفتاة المتأملة التي تستطيع فهم الحقيقة، سيكون من الصعب معاشرة الناس ما لم تجد صديقا يستطيع فهم تعقيدات التفكير.
التفكير ليس آلية بسيطة، وإنما هو التعقيد بحد ذاته، وبمساعدة التفكير عندما تمشي على طريقه لا يمكن أن تصبح بسيطا، لأن التفكير يستمر بتوليد الأوهام التي تخدعك.
حالة التأمل تعني أن ندرك تلك الحقيقة بأن الدماغ يخفي شيئا ما عنك، وأنك تغمض عينيك ولا تلق بالا لبعض الحقائق التي تزعجك. ولكن عاجلاً أم آجلاً هذه الحقائق المقلقة ستطفو إلى السطح، متفجرة رغما عنك، مما يؤدي لتوجهك فورا إلى الشيء المعاكس. وهذا الشيء المعاكس ليس هناك في مكان بعيد، على سطح نجم في مجرة مجاورة، وإنما هو مختف خلفك، في أعماقك، في عقلك الباطن، في عمل الدماغ بحد ذاته. عندما تستطيع أن تفهم هذا، فستتوقف في المنتصف.
عندما تكون قادرا على رؤية المتناقضين :أنا أحب وأنا أكره"، فسوف يختفي كلاهما فجأة، لأنه لا يمكن أن يوجد كلاهما سوية على سطح الوعي. لابد من وجود فاصل بينهما بحيث يقع أحدهما في العقل الباطن ويقع الآخر على سطح الوعي.
كلا المتناقضان لا يمكن أن يتواجدا على سطح الوعي، لأنهما سينفيان بعضهما البعض. الحب يُحطم الكراهية، والكراهية بدورها تحطم الحب، وكل منهما يوازن الآخر، وعندما يكون لدينا نفس كمية الكراهية ونفس كمية الحب فسنرى أنهما فجأة سيختفيان، وستبقى أنت بدون حب ولا كراهية في حالة من التوازن.
عندما تكون متوازنا، فليس هنالك تفكير، وأنت كامل. وهكذا التأمل هو حالة اللاتفكير، ولا يمكن أن نحصل على التأمل من خلال التفكير. لا يمكن الحصول على هذه الحالة من خلال التفكير، مهما فعلت. إذن ما الشيء الذي يفعله الإنسان عندما يتأمل؟
لأننا أنشأنا لأنفسنا حياة مليئة بالتوتر، فلذلك نحن بحاجة للتأمل الآن.ولكن الحقيقة أن الشيء المعاكس للتوتر ليس تأملاً حقيقياً. أنت متوتر جداً، مما يجعل التأمل جذابا جدا. فلذلك نجد أن التأمل يأخذ اهتماما أكبر في العالم الغربي أكثر من الشرق، لأن التوتر في الغرب أكثر وأكبر.
الشرق يشعر بالاسترخاء مقارنة مع عالم الغرب، حيث نرى أن الناس ليسوا متوترين بشكل كبير، وهم لا يصلون لدرجة الجنون بسهولة، ولا ينتحرون كذلك بسهولة. الناس في الشرق غير ممتلئين بالعنف، والعدوانية، وليس لديهم هذا العدد الكبير من المخاوف، مما يجعلهم غير متوترين.
الناس في الشرق لا يعيشون في مثل هذه السرعة المجنونة حيث لا يتجمع أي شيء في الحياة العادية غير التوتر.
ولذلك عندما يأتي ممارس اليوغا إلى الهند، فليس هنالك من يستمع إليه. ولكن في أمريكا، الناس يستمعون له بجنون.
عندما يكون التوتر قويا، فإن التأمل يصبح مثيرا للاهتمام. ولكن بهذا الاهتمام يقع الإنسان ثانيةً في نفس الفخ. لأن هذا ليس تأملاً حقيقياً، وإنما خدعة وفخ آخر.
عندما تتأمل لمدة بضعة أيام، فستشعر بالراحة، والاسترخاء، مما يجعلك تشعر بالحاجة إلى فعل شيء ما من جديد، حيث يبدأ التفكير بالبحث عن عمل شيء ما، يكون فيه حركة وتوتر. لقد ضجرت من التأمل.
كثيرا ما يأتي الناس لعندي وهم يشتكون : "لقد مارسنا التأمل لمدة بضع سنوات، ثم أصابنا الملل، ولم نعد نشعر بأهمية ذلك."
قبل بضعة أيام أتت لعندي فتاة وقالت: "لم يعد التأمل يجلب لي المتعة، ماذا يجب أن أعمل؟ "
الآن يبحث التفكير عن شيء آخر، لأنه حصل على ما يكفيه من التأمل. وعندما شعرت هذه الفتاة انها هادئة ومسترخية، بدأ التفكير يطلب المزيد من التوتر، ويتوجه إلى الحصول على شيء ما يحطم الهدوء الناتج.
عندما تقول هذه الفتاة ان التأمل لم يعد مثيرا فهي تعني أنه عندما لم يعد هنالك توتر الآن فكيف ستحصل المتعة من التأمل؟ هذه الفتاة تريد أن تتحرك إلى التوتر ثانيةً، مما يعيد للتأمل صورته المثيرة والمليئة بالمتعة والنفع.
إنظرْ إلى سخافة التفكير: يجب أن تذهب بعيدا لكي تفترب أكثر، يجبُ أن تتوتر لكي تصبح متأملا. ولكن هذا ليس تأملاً حقيقيا، وإنما خدعة من التفكير نفسه، ولعبة تستمر ولكن على مستوى جديد.
عندما أقولُ "التأمل"، فأنا أعني الخروج عن حدود لعبة التعاكسات الموجودة في الأقطاب المختلفة، أنا أعني ترك اللعبة بكاملها، بعد رؤية سخافتها وتجاوزها. إن فهم هذه اللعبة هو بحد ذاته الطريق لتحويلها وتجاوزها.
التفكير سيجبرك على الانتقال إلى الشيء المعاكس، ولكن عليك أن لا تفعل ذلك، وقف في المنتصف لترى أن هذا كله كان دائماً خدعة من التفكير، الذي كان ومازال مسيطرا عليك من خلال الشيء المعاكس، هل شعرت بذلك؟
بعد ممارسة الجنس أنت تبدأ بالتفكير في الامتناع مطلقا عن ممارسته والانتقال إلى الرهبنة فجأة، وتصبح الرهبنة ذات فتنة سحرية، وتصبح في تلك اللحظة متأكدا أنه ليس هنالك شيء ما عدا الرهبنة يستحق الاهتمام.
أنت تشعر بالإحباط وبأنك مخدوع، وبأن الجنس لا يعطيك أي شيء، وان الامتناع عنه هو طريقك إلى السعادة. ولكن بعد مضي أربع وعشرون ساعة، يعود الجنس ليُصبح شيئا مهما ثانيةً، مما يجعلك تبدأ بالحركة باتجاهه من جديد.
ماذا يفعل التفكير؟ بعد العملية الجنسية يبدأ التفكير بالبحث عن الشيء المعاكس، مما يؤدي إلى إعادة التذوق للجنس ثانية.
الرجل الذي يستخدم العنف يبدأ بالتفكير بشأن اللاعنف، لكي يستطيع من جديد أن يكون عنيفا. الرجل الذي يقع في الغضب دائما، يفكر بشكل متكرر بعدم الغضب وعن التسامح، ويقرر أن لا يبتلعه الغضب ثانيةً. هذا القرار يُساعده لكي يصبح غاضبا مرة أخرى.
إذا كنت تُريد حقاً أن لا تكون غاضبا، فلا تقرر أن تصبح ضد الغضب. انظر إلى الغضب، ثم إلى ظل هذا الغضب الذي تعتقد أنه التسامح. انظر إلى الجنس، ثم إلى ظل هذا الجنس، الذي تعتقد أنه الرهبنة. الحقيقة أن هذا هو الطرف السلبي أو الطرف الآخر فقط، حيث نرى الرهبنة هي الامتناع الكامل عن الجنس. انظر إلى التخمة، ثم إلى ظلها، الجوع. الجوع يتبع التخمة دائماً، وارتكاب الفاحشة بكثرة يتبع نذور العزوبية دائماً، والتوتر يأتي بعد تطبيقنا لبعض تقنيات التأمل. يجب أن ننظر لكل زوج من هذه الثنائيات سوية، وأن نشعر بعلاقتهما، وأنهما جزءان لعملية واحدة.
إذا استطعت أن تفهم هذا، فسوف يحدث التأمل المطلوب معك. الحقيقة أننا لسنا بحاجة لفعل أي شيء، لأن المشكلة هي مشكلة فهم لا أكثر. التأمل لا يحتاج لشيء يبذل، ينشأ، يطور، يدور، التأمل يحتاج لفهم ووعي عميقين.
الفهم يعطي الحرية. والوعي ومعرفة آلية التفكير بشكل كامل يعطي القدرة على التحول. حيث تتوقف الساعة فجأة، ويختفي الوقت. ومع توقف الساعة، يختفي التفكير. ولكن إذا توقف الوقت، أين أنت؟ إن المركب فارغ.
والآن دعونا نعود إلى حكم تشجوان تزي:
الرجل الذي يعرف الداو
يتصرف بدون اعاقات،
وهو بتصرفاته لا يجلب الضرر لأي مخلوق حي،
ورغم ذلك فهو لا يظن أنه رحيم ولطيف
.
يقول تشجوان تزي:" الرجل الذي يعرف الداو يتصرف بدون اعاقات"، الحقيقة أنه دائما يزعجنا شيء ما، لأن المتناقضات مازالت موجودة عندنا، وهي تنشأ هذه الاعاقات التي تمنع من كوننا تدفقا.
عندما تحب، فالكراهية موجودة دائماً بشكل عائق أو ازعاج.
عندما تتحرك، فهناك شيء يمانعك ويوقفك، حيث لا تتحرك أبدا بشكل كامل، هناك شيء مفقود دائما يجعل حركتك غير مطلقة. أنت تخطو برجل واحدة ولكن الرجل الأخرى لا تتحرك، فهل يمكن التحرك بهذه الطريقة؟ هذه ممانعة وعوائق مستمرة.
هذا العائق، وهذه الحركة المستمرة بنصف رجل، مع توقف الرجل الأخرى، هي منبع ألآمك، وقلقك. لماذا تتعذب كثيراً؟ لماذا يتولد القلق فيك دائما؟ لماذا لا تأتي السعادة لتطرق بابك مهما فعلت؟ لأن السعادة والنعمة تأتي للكامل فقط، أما مع الناقص فهي لاتحدث أبدا.
عندما لا يعوق حركتك كانسان متكامل أي عائق، فإن الحركة بحد ذاتها تصبح نعمة وسعادة. السعادة ليست شيئا يأتي من الخارج، وإنما هي شعور يأتيك عندما يتحرك كل كيانك الداخلي، حركة هذا الشيء الكامل هي نعمة وسعادة بحد ذاتها. السعادة ليس شيئا يحدث معك، وإنما شيء ينبع من داخلك من جراء الانسجام في وجودك الداخلي.
عندما تكون منقسما، وأنت منقسم دائماً، حيث نصف يتحرك ونصف لا يتحرك، نصف يقول نعم ونصف يقولُ لا، نصف يحب ونصف يكره، تقولُ شيئا ولكنك أبداً لا تعنيه، أنت مملكة مقسمة، فيها حرب أهلية ونزاع دائم، لأن المتناقضات مازالت هناك موجودة تقيم العوائق.
لقد كان تلاميذ "بال شيم" يكتبون كل شيء يقوله، وكان بال شيم يردد دائما: " أنا أَعرفُ أن الشيء الذي تكتبونه يختلف عن الشيء الذي أقوله". أنت تسمع شيئا، بينما أنا أقول شيئا آخر، ثم تكتب شيئا ثالثا، وعندما نحاول أن ننظر إلى الشيء المقصود من الكلام فسنجد شيئا رابعا. أنت لا تعمل بما كتبت، وإنما ستقوم بعمل آخر، أنت أجزاء، ومقصوصات، ولست وجودا متكاملا. السؤال من أين أتت هذه الأجزاء؟
هل سمعت بقصة الدودة ذات المئة قدم؟ لقد كانت هذه الدودة تتنزه على أقدامها المائة. إنه لمن العجيب أن تمتلك مئة قدم، فنحن نجد إدارة رجلين إثنتين شيء صعب جداً! فما بالتحكم بمائة رجل.. إنها مسألة شبه مستحيلة. ولكن الدودة تستطيع فعل ذلك!
لقد أثارت مسألة وجود المئة قدم فضول الثعلب، والثعالب فضولية دائماً. وهي رمز في الفولكلور للتفكير والمنطق. الثعالب عالمة عظيمة بالمنطق. لقد نظر الثعلب ولاحظ وحلّل، ولكنه لم يستطع أن يصدق هذا الأمر. قال الثعلب للدودة: "إنتظري! أريد أن أسألك، كيف تديرين وتوجهين هذه المئة؟ وكيف تقررين أيّ قدم يجبُ أْن تتلو الأخرى؟ مائة قدم! أنت تمشين بسهولة كبيرة. ولكن كيف تحققين هذا الإنسجام في الحركة؟ "
أجابت الدودة: " لقد مشيت كل حياتي، ولكني لم أفكر أبدا في هذا الموضوع. أعطِني فرصة لأفكر."
وهكذا أغلقت الدودة عينيها وأصبحت للمرة الأولى منقسمة: الدماغ يبحث، وهي نفسها موضوع البحث. للمرة الأولى الدودة ذات المئة قدم أصبحت ثنوية. لقد كانت تعيش دائماً وتمشي، وكانت حياتها وحدة كاملة، ولم يكن هناك باحث يقف ويراقب وينظر إلى نفسه، لم يكن هنالك انقسام، أو ثنائيات، لقد كانت وجودا واحدا متكاملا. أما الآن، فقد ظهر الانقسام للمرة الأولى في حياتها. لقد كانت تنظر إلى نفسها وتفكر. لقد شعرت بأنها فاعل ومفعول، وشعرت بالثنوية، ثم بدأت المشي، فبدت المسألة شبه مستحيلة وصعبة. لقد وقعت على الأرض ولم تستطع المشي لأنها لم تعرف الجواب على سؤال كيف يمكن توجيه وادارة مائة قدم؟
ضحك الثعلب وقال: " لقد عرفت أن الأمر يجبُ أن يَكُونَ صعبا، لقد عرفت ذلك مسبقاً."
بدأت الدودة ذات المئة قدم بالبكاء وصاحت والدموع تملأ عينيها: "لم يكن هذا امرا صعبا في الماضي أبدا، ولكنك خلقت مشكلة! أنا لن أكون قادرة على المشي ثانيةً."
لقد بدأ العقل بالتأثير، إنه يظهر عندما يكون الإنسان منقسما. لذلك يستمرُّ "كريشنامورتي" بتكرار أنه عندما المراقب مراقبا فأنت في حالة التأمل.
مع الدودة ذات المئة قدم حدث العكس، حيث ضاعت الكمالية وأصبحت ثنوية: المراقب والمُراقب، فاعل الموضوع والموضوع ذاته، المفكّر والفكرة.مما أدى لهدم كل شيء، وأدى لضياع السعادة وتوقف التدفق الذي تجمد فيما بعد.
حينما يظهر الدماغ فهو يظهر كقوة موجهة وفاحصة, وهو في هذه الحالة ليس بالمالك وإنما مدير، ولن تستطيع الوصول إلى السيد المالك مالم تضع هذا المدير جانباً.
المدير لن يسمحَ لك بالوصول إلى السيد المالك، وسيقف دائماً في مدخل الباب لتوجيه كل العمليات. وللأسف أن كل المدراء يسيؤون التوجيه والإدارة، لقد عمل الدماغ عملا كبيرا لتخريب كل شيء يوجهه ويديره.
يالها من مسكينة الدودة ذات المئة قدم! لقد كانت سعيدة دائما، ولم يكن لديها أية مشاكل. لقد كانت تعيش، وتتحرك، وتحب كل شيء بدون أية مشاكل، لأنه لم يكن هنالك تفكير. أما الآن فقد أتى التفكير ومعه المشاكل، والأسئلة، والبحث. هناك العديد من الثعالب حولك،وعليك ان تكون حذرا منهم وهؤلاء هم الفلاسفة، ورجال الدين، والمنطق، وغيرهم من الأساتذة الجامعيين، الذين يوجهون لك الأسئلة التي تنشأ الإضطراب والفوضى في داخلك.
السيد تشجوان تزي والسيد لاو تزي يقولون: " عندما لم يكن هناك ولا فيلسوف، كان كل شيء محلولا، ولم يكن هناك أية أسئلة، وكانت كُلّ الأجوبة متوفرة. أما عندما ظهر الفلاسفة، فقد ظهرت الأسئلة وضاعت واختفت الأجوبة. عندما يظهر السؤال فإن جوابه يختفي بعيدا. ومهما سألت، فلن تحصل على الجواب، ولكن عندما تتوقف عن طرح الأسئلة، فسوف تجد أن الجواب كان موجودا هنا دائماً.
أنا لا أَعرف ماذا حدث مع الدودة ذات المئة قدم. فإذا كانت على درجة من الحمق كبعض البشر، فيجب أن تكون في مكان ما في المستشفى، وهي تعاني من الشلل إلى الأبد. ولكني لا أعتقد ان الدودة ذات المئة قدم حمقاء لهذه الدرجة. أنا أظن أنها على الأرجح طرحت هذا السؤال من رأسها، وأخبرت كما أظن الثعلب: "أبق أسئلتك لنفسك، واتركني أَمشي ببساطة." لقد فهمت ولا بد أنها لن تستطيع أن تعيش منقسمة، لأن الانقسام يعني الموت.
عندما تكون غير منقسم فانت تحيا، اما عندما تنقسم فستصبح ميتاً، وكلما كان الانقسام أكثر، كلما كان الموت أكبر.
ماهي السعادة؟
السعادة هي الشعور الذي يأتيك عندما يصبح المراقب والمراقب شيئا واحدا. هي الشعور الذي يأتيك عندما تكون منسجما، ولست مُمَزَّقا إلى أجزاء، وأقسام، عندما تكون واحدا ولست متحللا، ولا منفصلا. هي الشعور والشيء الذي لاياتي من الخارج. هي النغم الذي ينشأ ويتولد من إنسجامك الداخلي.
يتبع
التعليقات (0)