ماهر حسين .
يعتقد الإنسان بأنه يمتلك قدرات وطاقات كبرى تجعله قادرا" على تحقيق الكثير في هذه الحياة ويصطدم البعض منا بعقبات مرتبطة بالحياة والبعض الأخر يصطدم بعقبات مرتبطة بنفسه وبقدراته .
نجاحات الإنسان مرتبطة أساسا" وكما يؤكد المختصين بــثلاث محاور وهي المال والعلم والأبناء(الأبناء رمز للجاه وللسلطة ) وهذه المحاور الثلاث قد تتحول من نعمة ومن هدف إلى نقمه على صاحبها ولن ندخل بتفاصيل كثيرة حول ذلك لتفادي الوقوع في متطلبات النفس البشرية التي قد لا يرضيها المال فقط فتطلب المال والجاه وقد تدعي العلم مع ذلك لتجمع المال والسلطة والعلم .
في الفترة الأخيرة تعرضت إلى مرض ومررت به بمصاعب بالعلاج ..بلحظات تحولت الحياة بالنسبة لي إلى مصاعب مرتبطة بهذا المرض الذي اعتبرته تذكرة من الله عز وجل لنعود ومن جديد إلى الأشياء ببساطه ولنرى ماذا نريد من هذه الحياة وما هي أهدافنا الخاصة والعامة التي نسعى لتحقيقها.
مصاعب المرض ترتبط أكثر بالآخرين عندما يكونوا ذوي أولوية لك ...فالأطفال ومحاولة أبقائهم بدون انتباه لما يحدث وهذا موضوع معقد خاصة أذا ارتبط المرض بقدرتك على الكلام وبمظهر الوجه(أصبت بالتهاب في العصب السابع بالوجه ) الذي يتغير بفعل ما تمر به وبشكل واضح ...كيف لا ينتبهوا وكيف لا يؤثر بهم مرضك وكيف تحاول أن تجعل حياتهم كما كانت أسئلة تطاردك وتحاول أن تتفادى أي سؤال عن الموضوع !!!والزوجة التي تحتاج لها أكثر ويجب أن تظهر أمامها قويا" وبنفس الوقت هي الحبيبة التي يجب إن تشكو لهـــا.
المرض درس وعبرة وعظة يجب على كل من يقع بها أن يتفكر ويتفهم الموضوع...فهي تعبير عن الضعف البشري وعن محدودية الحياة ومحدودية الطموح والأهداف لأنها مرتبطة بالضعف الإنساني هذا الضعف الذي أؤمن بشده بأنه ضعف البقاء ، فجميعنا نرغب بالبقاء وبالتالي لا نتقبل فكرة المرض أو الموت .
كم هو غريب الإنسان يتقبل المرض ولا يتقبل مرضه ويتقبل الموت ويدعو للصبر عليه ولا يتقبل موته إن المرض فرصه للتفكر مررت بها فوجدت نفسي أقرب إلى الله عز وجل وأقرب إلى الرجاء من العلي العظيم بحياة الستر وراحة البــال أكثر من أي طلب أخر .
علينا أن نتعلم من المرض وعلينا أن نتوقف وبسرعة عن التفكير بالمزيد..المزيد من المال ..المزيد من المواقع والاستقطاب والأبناء والجاه والعز والرخاء...لنتفكر بمزيد من العلم النافع وبمزيد من الأفعال النافعة التي قد تترك أثر على الآخرين فتجعلهم يشاركوك الفرح والحزن...عندما تفرح الناس لفرحك وتحزن لحزنك تكون قد وصلت إلى الحال الأفضل بالنسبة لك ..إنها المحبة التي قد تقرئها برسالة عبر الهاتف أو بنظرة أو باتصـــال ....
لقد غمرني القريب والبعيد بمشـــاعر جعلتني أشعر بامتنان كبير وبرغبة بالعمل من اجل الجميع لأقدم لهم ما يمكن أن يعزز هذا الحب...تمنيت وما زلت أن يعيش أبنائي بحب كهذا ...حب القريب والصديق ....لقد غمرني الجميع بالحب وعوضني هذا شعوري الدائم بالوحدة بعد وفاة والدي رحمهما الله عز وجل.
مررت بمواقف غريبة فليس من السهل أن أقول لكل من سأل عني شكرا" وليس من السهل أن أعبر عن ما شعرت به أثناء قراءتي للقرآن الكريم وأنا مريض...له طعم مختلف وله شعور مختلف ..فأنا الضعيف أرجو الله عز وجل أن يشفيني فما أحوجنا للطلب خاصة عندما يكون من نطلب منه هو العظيم الجبار الخالق الشافي المعافى...الله عز وجل .
المرض درس وعبره وأحاول نقلها هنا سائلا" الله عز وجل أن لا يمر بهــا احد ولكنها دعوه للتفكر بالمعاني الكامنة خلف المرض...أنه قمة الضعف البشري الإنساني ونحن من نحتاج للمرض لنتفكر فالله عز وجل لا يحتاج إلى مرضنا بل نحن من نحتاج للمرض لنتفكر ولنتعلم ولنأخذ عبره.
وقد رافقني بفترة المرض شعور كبير بالرغبة بالعودة إلى الوطن فلسطين...لا أدري الأسباب الكامنة خلف ذلك ولكني شعرت باني سأكون مستعدا" لمواجهة أي شيء في فلسطين..فلسطين الوطن ليست المكـــان الأفضل للعلاج وعلى العكس اعتقد بأننا نقوم بالأستطباب بالخارج بغالب الأحيان ولكن رافقني الشعور بأنني أرغب بالعوده للوطن باعتباره الأم والحبيبة والملاذ الأمن ...فلسطين اكبر مما نتصور وفلسطين يجب أن تكون مكان يمنح فرصه حقيقية للسلام وللحياة بكرامة ...وهنا أقول بأنني ذو موقف واضح يدعو الى السلام والى تجاوز سفك الدماء بلا سبب وبلا منطق ولنحيا على أرض الإيمــان والديانات حياة هانئة كما أرجو .
فلسطينيا" إننا وكما يبدو مقدمين على تصعيد في غزة سيقدم به أبناء شعبنا تضحيات وسيدفع أبرياء ثمن هذا التصعيد فحماس ستطلق موقفها وصواريخها وستختبئ في الأنفاق وسيدفع شعب فلسطين الثمن وسيدفع كل الأثمان أطفال ونساء وكبار بالعمر ...إلى متى هذا العبث بحياة الإنسان !!!!إلى متى سنقوم بأعمال مغامرة !!!لماذا الصواريخ !!!لماذا نمنح الاحتلال حجه لضرب شعبنا ولماذا لا نتوقف عن هذا النوع من الأعمال التي لا تقدم ولا تؤخر !!!لماذا لا نتفق معا" ونتصالح !!!!!لماذا يجب الآن أن نعود إلى مربع الشهداء بالقصف والأسرى والجرحى والمعاقين !!!!!!!أنني دعوت عدة مرات للحفاظ على الهدنة وقلت بأنها مكسب للمواطن وحتى إن حاولت حماس استغلال الهدنة لتثبيت حكمها الانقلابي بغزة وللأسف !!!!!كنت أتمنى أن أرى الأخ الرئيس أبو مازن بغزة مع شعبنا هناك ليتم تشكيل حكومة تعد للانتخابات وها نحن نرى صواريخ وشهداء !!!!
نريد لأهل غزة الكرامة والحرية ونريد لشعبنا هناك أن لا يمر بمزيد من المصاعب ..يكفي تلاعب بالكلمات وارتهان للخارج ومن أجل لا شيء ...هذا عبث نمنح به الاحتلال فرصه ليظهر بأنه يتعامل معنا بمنطق رد الفعل وهذا ليس صحيح ففعل الاحتلال هو الأساس ونحن نمنحهم الحجج وفقط ...فلسطينيا" يجب أن نفكر بالوحدة لتجاوز المصاعب ومن جديد أدعو الأخوة بحماس للاستجابة لمبادرة الأخ الرئيس أبو مازن ودعوة الأخ إسماعيل هنيه .
التعليقات (0)