المرح وفزاعة الإختلاط

2016-10-18 07:53:19

بعد أن تنفس الصعداء وظن أن الماضي لن يعود أستيقظ المجتمع من نشوة الفرح على فزاعة الإختلاط ويا فرحة ما تمت ، الخائفون على المجتمع من الانحراف السلوكي يؤمنون بفصل الجنسين فصلا كاملا ولو كان الأمر بيدهم لطبقوا ذلك الايمان الشاذ على المقابر سدا لذريعة الفحولة الطاغية والانوثة التي يرونها منحرفة وهذا سبب وجود فكرة الاختلاط الشاذه لفظا ومضمونا، لنعد الى الوراء قليلا ونتساءل كم مره يردد المؤمنون بحرمة الاختلاط تلك المفردة المستحدثة وكم مره ينشرون خفافيش الظلام يمنة ويسره محتسبين على حياة المجتمع السوية وللاجابة نقول حدث ولا حرج!

الفرحون بالفعالية الترفيهية التي أقيمت على خجل واستحياء بجامعة نوره ليسوا من كوكب أخر بل هم من كوكبنا الذي ضاق ذرعا بالصوت المتشنج، الفرح حالة نفسية سلوكية شعورية لا توجد الا في الأسوياء المؤمنين بالحياة المدافعين عن السلام المؤمنين بالمقدسات الربانية الكافرين بكل قول بشري خرج من رحم الاجتهاد الفردي ، الأسوياء عكس الغاضبين الذين خرجوا من رحم الصحوة التي لم تكن صحوة عقل وضمير بل كانت غيبوبة فكر ما يزال المجتمع يدفع ثمنها رغم مرور وقت طويل على انحسار مدها وطوفانها الغاشم!

الاختلاط مفردة لا أصل لها في القاموس البشري فهي مبتكرة ومبنية على قاعدة فقهية "سد الذريعه" لم تعد صالحة للوعي البشري الحديث المختلف كليا عن الظروف الزمانية والمكانية القديمة التي شهدت ميلاد تلك القاعدة الشاذه ، الفقه والفتوى اداة سياسية واجتماعية تؤثر بشكل سلبي على حياة الناس تلك الاداه لم تعد مناسبة لمنطق الدولة الحديثة وهذا ما يجب أن يعيه محرمو المباحات والمؤسسات الرسمية المشاركة بشكل أو بأخر في تكريس التحريم الخارج من سردايب الظلام والتشدد والخوف من الحياة .