المرجع المهندس مغردًا : السّيَاحَة وَزِيارَة آثَارأصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَة مُبهِجَة لَطيفَة
سليم الحمداني
تعد الأرجوزة الإيرانية التي كتبها السيد الصدر-رحمه الله- والتي وثق بها رحلته إلى إيران عندما ترأس وفد ضم شخصيات دينية لأجل طلب المساعدات للشعب العراقي الذي كان تحت وطئة الحصار الاقتصادي وأثناء الرحلة والتي كما أشرنا وثقها من خلال الأرجوزة ذكر السيد عدة أمور ومواقف وقد شخصها سماحة المرجع الأستاذ خلال تغريداته ومنها كيف وصف الخامنئي بإمام كل البشر واللقاء بالناصبي عباس مدني وما صدر من موقف تجاهل واستخفاف اتجاه الوفد ومن المواقف كذلك أنه أثناء الرحلة تعرض العراق إلى هجوم بالصواريخ وطائرات من قوات التحالف بقيادة الأميركان وتم قصف العديد من المواقع ومنها ملجأ العامرية في بغداد الذي فيه العديد من الأطفال والنساء والشيوخ وراحوا ضحايا في هذا الهجوم وقد قرر الوفد بعد أن سمع أن يعودوا إلى العراق إلا السيد الصدر الذي كان راغبًا بإكمال الرحلة والسفر إلى اصفهان للاطلاع على آثارها وقد وصفها بأنها بقية غصة فأي عصمة وأي عرفان وأي أعلمية وأي ولاية لأمر المسلمين وهو مشغول بالسفر ولا يفكر بتلك الضحايا بالمئات راح نتيجة تلك الهجمة وقد علق الأستاذ على ذلك بتغريدة قائلا:
(أستاذُنا الصدرُ(رض).. عالِمٌ ناصِحٌ.. غيرُ معصوم
17ـ غَيْر مَعْصُوم...سِيَاحَة وَآثَار...قَصْف وَدَمَار...!!
الفُرصَة فَاتَت وَالغُصّة بَقِيَت مُلَازِمَة لِسَيّدِنَا الأستَاذ، فَقَد وَثّقَها فِي الأرجوزَة الإيرَانِيّة عَام(1991م)، وَذَكَرَها فِي لِقَائِه عَام(1998م) قَبلَ وَفَاتِه بِأَشْهُر:
أـ السّيَاحَة وَزِيارَة آثَار أصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَة مُبهِجَة لَطيفَة، وَحَذّر رِفَاقَه مِن تَفوِيتِهَا فَتَصِير غُصّة، قال(رحمه الله) فِي أرجوزتِه الإيرانيّة:
وَكَان فِي النّيّة وَالوجدَان...بِأن نَروح نَحو أصبَهَان
قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة
وَإنّها لَرِحلَة مَكفولَة...مُبهِجة لَطيفَة مَوصولَة
فَاِهْتَبِلُوهَا يا رِفَاقِي فرصَة...كَي نَحتَبي فِي دَهرِنَا بِحِصّة
ب ـ أرَادَ الأستَاذ أن يُكمِلَ سَفرَتَه السّيَاحِيّة بِزِيَارَة آثار أصبَهَان{الآثار القديمة..آثارٌ مشهورةٌ}، لكِن جَاءَهم خَبرُ قَصْفِ الأمرِيكَان لِمَلجَأ العَامِرِيّة مُخَلِّفًا مِئَات الضّحَايَا مِن النّسَاء وَالأطفَال،قال: {بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر..قد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة}..{حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم..وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم}..{كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه} [أشعار الحياة307، الأرجوزة الإيرانيّة]
جـ ـ مِن الطّبِيعِي جِدًا جِدًا أنّ أيَّ إنسَانٍ سَيَتركُ السّيَاحَة وَالآثَار القَديمَة وَالآثَار المَشهورَة وَيرجِع إلَى بَلَدِه وَشَعبِه المَقتولِ المَفجُوع، خَاصّة وأن أعضاء الوفد قَد تغيّرت أحوالهم نحو القلق والحزن، {كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}..{عندئذ تحوّلت أحوالهم...فِي وَفدِنَا حزنًا عَلى مَا نَالهم }[أشعار الحياة307، الأرجوزة الإيرانيّة]
دـ لكِن مَع شَدِيدِ الأسَف وَالألَم لِلمَوقِف العَجِيبِ الغَرِيب!! حَيث يُصِّرُ الأستَاذ عَلَى إكمَال السِّيَاحَة، وَالتّرغيب لِرِفاقِه بذلك!! قَالَ:{وَنحن إن عُدنا إلى العراق..}..{فلن نعود لربى إيران...ولو تمادى في مدى الزّمان}..{هذا ونحن قَد نَرى الحكومة...قَانعة بكلّ مَا نَرومَه}..{فَلَو طلبنا منهم الزيارة...لكل ما في الأرض من حضارة}..{لقبلوا منا عظيم الطلب...ولم نجد منهم إلينا من أبي}[[أشعار الحياة306، الأرجوزة الإيرانيّة]
هـ ـ وَلَم يُخْفِ مَشَاعِرَه بَل عَبّرَ بِكُلّ صَرَاحَة عَن أسَفِهِ بَل عَن عَظِيم أسَفِه لِمُغَادَرَة الوَفد إلَى العِراق دون زِيَارَة الآثَار وَمَغَانِي تُحَف أصبَهَان، { قَد غَادَرَ الوَفدُ مَغَانِي التّحَف...نَحو العِرَاق فِي عَظِيم الأسَف}[أشعار الحياة308، الأرجوزة الإيرانيّة]
وبعد سنين قال أيضًا:{هذا الرجل(الكبيسي)... رَجّعنَا بِكُلّ صورَةٍ، جَرْنَا مِن إيرَان جَرّ}[اللقاء الصوتي1، مواعظ ولقاءات1)
الصّرخي الحسني
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/photos/a.130339455277528/143378867306920/
التعليقات (0)