المرجع المعلم لا يمكن حبس واضطهاد الحرية الفكرية
بقلم :ضياء الراضي
إن أول شيء نزل من الله-سبحانه وتعالى- على صدر خير الخلق والأنام النبي الأمي أبي القاسم محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- هو الدعوة إلى العلم وإلى القراءة وإلى التفكر والتدبر لأن العلم هو سلاح المؤمن وقوته وبه يتحصن من الفتن ومن مضلات الفتن ومن الخطر الذي يحيكه عليه أعداءه فلذا كانت الدعوات واضحة وجلية ومفهومة من العلي القدير وأوصلها النبي المختار -عليهم أفضل الصلاة وأشرف التسلم-إلى الأمة وهي أن يتحصن الإنسان المؤمن بسلاح العلم لأن بالعلم يميز الحق عن الباطل، يميز الخير عن الشر، يميز النور والهداية عن الظلام والضبابية، يميز أهل الحق والمعرفة عن دعاة الباطل والانحراف، وبالعلم نميز كل شذوذ فكري وأخلاقي وبنفس الوقت بالعلم نميز ضبابية الدعوات التي تتميز بتدليس الأمور وخلط الأوراق على الناس وما أكثرها لأن هؤلاء أشر الخلق وأكثرهم تأثير على الناس لأنهم دعاة فتنة وقد أتوا إلى الناس بدعوة مشابهة لدعوة الحق فالجاهل والمنحرف يقع في هذه الفتن وينجر إليها ويكون من مطاياها لأنه لم يتحصن بعلوم آل محمد-عليهم أفضل الصلوات وأشرف التسليم- لم يأخذ من المنبع الصافي بل تجاهل الأمور ووقع في حبال إبليس وأتباعه وخير مثال أصحاب الدعوات المهدوية المنحرفة أمثال ابن كاطع وغيره وكذلك أهل التجسيم والتجسيد أذناب التيمية الدواعش الذين غرروا بالناس وقتلوهم وساروا بهم نحو الهاوية فلذا على الإنسان يحصن نفسه فكريًا وروحيًا وأن الشرع لم يدعوا إلى حرية الفكر لكن الفكر الصحيح الحقيقي لا فكر الانحراف والتضليل والتشويه وهنا مقتبس بهذا الخصوص لسماحة المرجع المحقق الصرخي الحسني من رسالته الاستفتائية الخامسة عشرة قوله:
(الحرية الفكرية
لا يمكن سدّ باب العلم ولا يمكن حبس واضطهاد الحرية الفكرية، ولكن يمكن فرز الأطروحة الكاذبة أو المشتبهة عن غيرها بواسطة اتّباع المكلف للدليل العلمي الأخلاقي الشرعي، وعدم اتّباع أهل الدنيا وسادة النفاق أعداء الإمام المعصوم- عليه السلام- الذين تصفهم الروايات بأنهم أشرّ أهل الأرض منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود، فاستعمل عقلك بحكمة وموعظة حسنة وكن في طريق إمامك وفي نصرته واثبت على ذلك تكن على خير وسداد.)
مقتبس من الرسالة الاستفتائية (15) لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
https://5.top4top.net/p_1257ou1ex2.jpg
التعليقات (0)