المرجع المعلم: الصدر يقول قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة
سليم الحمداني
هذا العنوان هو عبارة عن بيت شعري من ارجوزة الصدر التي نظمها خلال الرحلة والسفرة الى ايران مع الوفد الذي تزعمه لطلب المساعدات وكان السيد يشرح الحالة التي مرت عليهم حيث انهم اثناء السفرة تعرض العراق الى هجمة شرسة من قبل قوات التحالف بقيادة الاميركان وتعرض ملجا العامرية الى قصف عنيف وراح فيه العديد من الضحايا فقرر الوفد العودة الى العراق الا ان السيد الصدر كان مستمتع بالرحلة واراد اتمامها بالسفر الى مدينة اصبهان للاستمتاع بمناظرها الجميلة كون هذه السفرة فرصة لا تعوض كونها مدفوعة الثمن الا ان الوفد اصر على العودة وهذا ما يبنه البيت الشعري حيث يوضح الحالة بين وضع الصدر ووضع الوفد الذي كانوا متلهفين للعودة والاطلاع على حالة العوائل العراقية فهنا نقول فاي معصوم واي عارف واي اعلم واي ولي فقيه هذا يريد الاستجمام والسياحة والاطفال والنساء والشيوخ تحت الدمار والقصف الصليبي ويأتي اهل السلوك ويقولون الصدر معصوم عارف وما شابه وادناه تغريدة الاستاذ بهذا الخصوص:
(أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُ مَعصُوم
١٧- غَیْر مَعْصُوم...قَصْف وَدَمَار... سِيَاحَة وَآثَار...!!
الفُرصَة فَاتَت، وَالغُصّة بَقِيَت مُلَازِمَة لِسَيّدِنَا الأستَاذ، فَقَد وَثّقَها فِي الأرجوزَة الإيرَانِية عَام(١٩٩١م)، وَذَكَرَها فِي لِقَائِه عَام(١٩٩٨م) قَبلَ وَفَاتِه بِأَشْهُر:
أ- السّيَاحَة وَزِيارَة آثَار أصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَةً مُبهِجَةً لَطيفَة، وَحَذّر رِفَاقَه مِن تَفوِيتِهَا فَتَصِير غُصّة، قال(رحمه الله) فِي أرجوزتِه الإيرانيّة:
وَكَان فِي النّيّة وَالوجدَان...بِأن نَروح نَحو أصبَهَان
قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة
وَإنّها لَرِحلَة مَكفولَة...مُبهِجة لَطيفَة مَوصولَة
فَاِهْتَبِلُوهَا يا رِفَاقِي فرصَة...كَي نَحتَبي فِي دَهرِنَا بحِصّة
ب - أرَادَ الأستَاذ أن يُكمِلَ سَفرَتَه السّيَاحِيّة بِزِيَارَة آثار أصفَهان{الآثار القديمة..آثارٌ مشهورةٌ}، لكِن جَاءَهم خَبرُ قَصْفِ الأمرِيكَان لِمَلجَأ العَامِرِيّة مُخَلِّفًا مِئَات الضّحَايَا من النّسَاء والأطفَال، قَالَ: {بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر...قد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة}..{حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم...وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم}..{كَمَا سَمِعنا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة]
ج- مِن الطّبِيعِي جِدًا جِدًا أنّ أيَّ إنسَانٍ سَيَتركُ السّيَاحَة وَالآثَار القَديمَة وَالآثَار المَشهورَة وَيرجِع إلَى بَلَدِه وَشَعبِه المَقتولِ المَفجُوع، خَاصّة وأن أعضاء الوفد قَد تغيّرت أحوالهم نحو القلق والحزن، {كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}..{عندئذ تحوّلت أحوالهم...فِي وَفدِنَا حزنًا عَلى مَا نَالهم}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة]
د- لكِن مَع شَدِيدِ الأسَف وَالألَم لِلمَوقِف العَجِيبِ الغَرِيب!! حَيث يُصِرُّ الأستَاذ عَلَى إكمَال السِّيَاحَة، وَالتّرغيب لِرفاقِه بذلك!! قَالَ:{وَنحن إن عُدنا إلى العراق...}..{فلن نعود لربى إيران...ولو تمادى في مدى الزّمان}..{هذا ونحن قَد نَرى الحكومة...قَانعة بكلّ مَا نَرومَه}..{فَلَو طلبنا منهم الزيارة...لكل ما في الأرض من حضارة}..{لقبلوا منا عظيم الطلب...ولم نجد منهم إلينا من أبي}[أشعار الحياة ٣٠٦، الأرجوزة الإيرانيّة]
هـ- وَلَم يُخْفِ مَشَاعِرَه بَل عَبّرَ بِكُلّ صَرَاحَة عَن أسَفِهِ بَل عَن عَظِيم أسَفِه لِمُغَادَرَة الوَفد إلَى العِراق دون زِيَارَة الآثَار وَمَغَانِي تُحَف أصبَهَان، قَال:{قَد غَادَرَ الوَفدُ مَغَانِي التّحَف...نَحو العِرَاق فِي عَظِيم الأسَف}[أشعار الحياة ٣٠٨، الأرجوزة الإيرانيّة]، وبعد سنين قال أيضًا: {هذا الرجل(الكبيسي)...رَجّعنَا بِكلّ صورَةٍ، جَرْنَا مِن إيرَان جَرّ!!!!!}[اللقاء الصوتي١، مواعظ ولقاءات ١٢٢] )
الصّرخي الحَسني
لمتابعة الحساب:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
https://www.up-00.com/i/00177/gx3md22os9ra.png
التعليقات (0)