المرجع الفيلسوف : لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس.....
بقلم :ضياء الراضي
نهج الحسين-عليه السلام- وثورته المباركة كانت تتركز لإحياء الفريضة التي عطلها بني أمية كما عطلوا الشرائع الأخرى وأباحوا كل المحرمات ومارسوا أبشع الجرائم وأقبحها بحق المجتمع الإسلامي وعادوا بالأمة إلى جاهلية بعد إسلام فلذا انتهض الإمام الحسين-عليه السلام- ومع قلة الناصر وانعدامه لإحياء هذه الفريضة وعلى نهج جده المختار المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- فخط بدمائه الطاهرة الزكية منهجًا قويمًا لكل الأحرار فكانت كربلاء مدرسة لإحياء النفوس وتحرير الشعوب من العبودية وهنا إشارة لسماحة المرجع المحقق الصرخي الحسني خلال بيانه (محطات في مسير كربلاء) قوله: (المحطة الثانية: ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات، هل تعلمناها على نهج الحسين- عليه السلام-؟ وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار-عليهم السلام- وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات….؟ قال العلي القدير- جلت قدرته- : بسم الله الرحمن الرحيم }أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}التوبة/ 16. فها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الَّزَبد والضارّ ويتميّز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتّخذ بِطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين -عليهم الصلاة والسلام- فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب-جلّ وعلا- ونيل رضاه وجنته، وفي كربلاء ومن الحسين-عليه السلام- جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام-عليه السلام- في أصحابه وقال : ((إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها………. ألاَ تَرَون أنّ الحقَّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه، ليرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا)) انتهى كلام المرجع المحقق. فهذا نهج الحسين-عليه السلام- نهج الإيمان والاخلاص ونهج التضحية وإحياء شعائر الله وفرائضه وأن يكون الفرد موطناً نفسه للتضحية وباذلاً مهجته في سبيل الحق والإيثار وهذا ما شرطه الحسين في خروجه لكربلاء يريد شخصًا متكاملاً مؤمناً بالله ورسوله مضحيًا بالغالي والنفيس من أجل شرع الله.
التعليقات (0)