المرجع الصرخي.. الدواعش المارقة لا يحبون عمر بن عبد العزيز
يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ، منهج سار عليه بنو إسرائيل في التعاطي مع النصوص الشرعية فما وافق أهواءهم ومصالحهم عملوا به، وما خالفها تركوه وراء ظهورهم، وبالرغم من أن هذا السلوك قد حكى عنه القرآن الكريم ونهى عنه وزجر فاعليه إلا أنه لازال حاضراً وبقوة في سلوك البعض من المحسوبين على الإسلام من التكفريين والطائفيين، فنراهم يتعاملون بانتقائية مرجوحة مع الأحكام والموارد الشرعية، وضمن سياسة الكيل بمكيالين، وحتى في مواقفهم من الرموز والشخصيات الإسلامية والصحابة بل عموم المسلمين فيقدمون هذا على ذاك، ويكفرون هذا ويمجدون ذاك وفقا لرغباتهم ومصالحهم وضمان عروشهم ومواقعهم، وابتغاء الفتنة والشقاق والحقن الطائفي الذي يعتاشون عليه، الأمر الذي انعكس سلباً على واقع المسلمين، بل البشرية عموماً، فسادت لغة العنف والتطرف والتكفير فأريقت الدماء، وأزهقت الأرواح، وانتهكت المقدسات، وخربت الأوطان، وقمعت الحريات، وسلبت الأموال والثروات، وسحقت كرامة الإنسان،
ولعل الدواعش المارقة في طليعة المتمسكين بذلك المنهج السيء وسيرتهم وسلوكهم ومواقفهم حافلة بالشواهد الكاشفة عن ازدواجيتهم وانتقائيتهم بالطريقة التي أشرنا إليها، أسوة لهم ببني إسرائيل، بل هم مستعدون لضرب كل ما لا ينسجم مع خطهم التكفيري العدواني البربري، فمثلاً بالرغم من أنهم يمجدون بني أمية وحكامهم وسلاطينهم ويستبسلون في الدفاع عن سيرتهم المملوءة بالكفر والفجور والفحش والمنكر، لكنهم وفي خطوة تعد من المفارقات الغريبة وما أكثرها في سلوك الدواعش نجدهم لا يحبون الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، لعدله وموقفه المدين ليزيد، لأنهم لا يحبون ولا يرضون بالعادل والمنصف، بل يريدون الظالم القاتل الفاسق الفاجر المغتصب للحقوق، كما كشف عن هذه الحقيقة المرجع الصرخي في المحاضرة الثانية من بحث ( الدولة ..المارقة ...في عصر الظهور ...منذ زمن الرسول) ، حيث قال: ((روى العسقلاني، عن نوفل بن أبي الفرات قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، فقال رجل: قال أمير المؤمنين يزيد، فأمر به فضُرب عشرين سوطا، أقول : لماذا المارقة لا يحبون عمر بن عبد العزيز؟ لعدله، لا يرضون بالعادل، يريدون من يقتل، من يفتك، من يرهب، من يُكَفِّر، فكيف يرضون به وهو لا يرضى بأن يقبل بيزيد، قال نوفل: (كنت عند عمر بن عبد العزيز، فقال رجل: قال أمير المؤمنين يزيد، فأمر به، فضرب عشرين سوطا) عمر بن عبد العزيز عزره فضربه عشرين سوطا، على أي شيء؟، لأنه أعطى هذه الكنية ليزيد، لأنه قال أمير المؤمنين يزيد)).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)