بقلم : احمد الملا
من البديهي جدًا والطبيعي والذي تفرضه المسلمات العقلية إن أي إنسان عندما يريد أن يجري مقارنة بين شيئين أو أمرين فأنه لابد من أن يطلع على ماهية هذين الشيئين ومعرفة أدق التفاصيل الخاصة بهما ؛ حتى تكون النتائج المعطاة تامة ولا غبار عليها ويكون الأثر المترتب عليها صحيح ؛ هذا بالنسبة لعمل أبسط إنسان ؛ فكيف الحال بمن يتصدى لعنوان المرجعية الدينية ؟ فلابد أن يكون عمله في المقارنات تام 100 % ولا تشوبه أي شائبة وكذلك يكون إطلاعه دقيق جدًا لأن ما يترتب على ما يجريه من مقارنة سوف يكون بمثابة الفتوى والرأي المختار وهذا ما سيولد اعتقاد عند أتباعه بما قدمه من نتائج من جهة ومن جهة أخرى سوف يكون رأيه عرضة لإطلاع الطرف الآخر ( المقارن معه ) فيظهر أمامهم أما إنه صادق أو إنه كاذب أو على أقل تقدير إنه جاهل وغير ملم بحقائق الأمور؛ لذلك يستوجب أن تكون القراءة والتحليل والتدقيق موضوعية ومهنية ودقيقة بشكل تام جدًا ...
لكن ما يؤسف له إن السيد الصدر الثاني – غفر الله له – قد وقع في خطأ كبير وفادح عندما أجرى مقارنة بين التصوف السني والعرفان الشيعي ؛ وهذا الخطأ منشأه بالأساس هي المقارنة ذاتها لأنه يدل على جهل بحقائق العرفان والتصوف هذا من جهة ومن جهة أخرى أثناء المقارنة طرح معلومات خطأ وغير صحيحة من قبيل أنه وصف أهل التصوف السني بأنهم يمارسون الرقص والغناء والدربشات وإدخال السيوف بالجسم!! معتمدًا في تلك المعلومات حسب قوله على كتب زعماء التصوف ( الغزالي وابن عربي ) فقال (( أنا قاري في مصادرهم من قبيل : إحياء الدين؛ إحياء العلوم للغزالي ؛ وكذلك الفتوحات الإسلامية لإبن عربي )) وهنا الخطأ الفادح الذي أظهره السيد الصدر فهو بالأساس لم يكن مدركًا إن عناوين هذه الكتب غير صحيحة وهذا يدل على إنه لم يكن مطلعًا على تلك الكتب أو إنه مطلع لكنه لم يكن دقيقًا في إطلاعه وهذا ما جعله يعطي نتائج مقارنة غير صحيحة لعدم وجود ماقاله من تجوزات عند الصوفية ؛ فكانت النتائج لتلك المقارنة باطلة وغير تامة ...
هذا ما بينه السيد الأستاذ الصرخي الحسني في تغريدة له على حسابه الشخصي في موقع تويتر؛ والتي تمثل الحلقة 33 من بحثه الموسوم ( أستاذنا الصدر .. العرفان اضطراب ) حيث قال :-
{{قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ):{إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِن الْكَذِبَ يَهْدِي إِلى الْفُجُورِ،وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ....وَعَلَيْكُمْ بالصِدْقَ،فَإِنَّ الصِدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبرّ،وَإِنَّ الْبرَّ يَهْدِي إِلَى الْجنَّةِ}[سنن أبي داود،سنن التّرمذي،مسند أحمد،صحيح مسلم].
١-إتمَاماً لِلكَلَام السّابق عَن ادّعَاء الأستَاذ، بأنّ التّصوّف وَالعِرفَان (السّنّي) يَبتَنِي عَلَى الغِنَاء والرّقص والدّربَاشَة وَإدخَال السّيوف فِي الجسم!! فَإنّ المُتَوَقّع جدَّا مِن الإنسَان العَادِيّ، فَضلاً عَن العَالِم، أن يَكونَ كلامُه عَلَى أسَاس بَحثِ وَدِراسَةٍ وَقراءَة مَوضوعِيّة، وَربّمَا يَكون الأستَاذ قَد قَامَ بذلك، حَيث أنّه قَال:{أنَا قَرأتُ فِي مَصادِرِهم مِن قَبيل إحيَاء علوم الدّين لِلغزالي، وَكذلِك الفتوحَات المَكّيّة لِابن عَرَبي} [مَواعِظ وَلقَاءَات ٥٧،الحَنّانَة٣] .... ٢- عَلَى قَدرِ المًستَطاع قَد بَحثتُ في المصدرَين (للغَزالِي وَابن عَرَبي)، فَلَم أجِد مَا ذَكَرَه الأستَاذ عَن الغِنَاء وَالرّقص وَالدّربَاشَة وَإدخَال السّيوف فِي الجسم!!! وَيُمكن لِأيّ شَخص البَحث فَرُبّما يَجِد شَيئاً .... 3- لِنَرجع الآن إلَى لِقَاء الحَنّانَة٣، إلَى اللّقَاء الفِديَوي نَفسِه (وَلَيسَ الّذي في "مَواعِظ وَلِقَاءات"المَطبوع)، قَالَ الأستَاذ:{أنَا قَارِي فِي مَصادِرِهم مِن قَبيل: إحيَاء الدّين، إحيَاء العلوم، للغزالي، وَكَذلِك الفتوحَات الإسلَامِيّة لِابن عَرَبي}!! ... ٤- المَفروض أنّ الأستَاذ يُمثّل زَعَامَة التّصوّف وَالعِرفَان (الشّيعيّ)،وقد اِطّلَعَ عَلَى كِتَابَي الغَزَاليّ وَابن عَرَبي بِاعتِبارهما يُمَثّلانِ زَعَامَة التصوّف وَالعِرفَان (السّنّي)، لَكِن أستَاذنَا الصّدر الزَعِيم يَجهَل اسمَ كِتاب (مُؤَلَّف) ابن عَرَبي، فَقَال {الفتوحَات الإسلَامِيّة}!! وَالصّحِيح هُو {الفتوحَات المَكيّة}!! وَكَذلِك لَم يَضبط الأستَاذ عنوَان مُؤَلف (كِتَاب) الغَزالِيّ، فَقَال:{إحياء الدين}،{إحياء العلوم}!! وَالصّحِيح هُو {إحيَاء علوم الدّين}!!... 5- إذَا كَان هذا هُوَ مُستَوى الوَهم وَالاضطِرَاب والخَطَأ في العِرفَان، فَكَيف إذَن دَعوَى العِصمَة مَع كثرَة الأخطَاء الفَادِحَة الّتي لَازَمَت الأستَاذ إلَى آخر حَيَاتِه (رَحِمَه الله)؟! قَال رَسول الله (صَلّى ال له عليه وَالِه وَسلّم):{أجْرؤكُم عَلَى الفُتيْا أجرَؤٌكُم عَلَى النَّار}[سنن الدارمي،النوازل الصغرى للوزاني] الصّرخي الحَسَني .}}....
وهنا يتضح لنا جليًا كيف أن السيد الصدر – غفر الله له – خطاء وكثير الأخطاء حتى في آخر عمره وهذا ما ينافي ما ينسب له من دعوى العصمة والعرفان من قبل السلوكية الذي استغلوا هذه الدعوى لأغراض دنيوية زائفة ...لكل من يريد أن يطلع على بحوث السيد الصرخي الحسني التي ناقش فيها عصمة السيد الصدر ومؤلفاته كالموسوعة المهدوية والمؤلفات الأخرى يرجى إتباع 1- هذا المعرف على موقع تويتر : @AlsrkhyAlhasny
2- على الفيس بوك يرجى إتباع الرابط - المختصر - الخاص بصفحته الخاصة :
http://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny
التعليقات (0)