المرجع الصرخي والصدر الثاني.. والحوار العلمي الرصين
بقلم/ باسم البغدادي
لاشك أن الحوار العلمي الأخلاقي هو المنفذ الوحيد لردم كل هوة يحدثها أهل الضلال والإضلال من شياطين الإنس وقائدهم شيطان الهوى والنفس والجهل وحب الدنيا والجاه والمنصب, وهذا ما سار عليه جميع الأديان السماوية ومنها الدين الإسلامي, حيث ترى جميع رجالاته المخلصين ساروا على هذا المنهج وهو المجادلة بالحسنى وتقبل الرأي الآخر وطرح ما في جعبتهم من علم أعجز علماء عصرهم, فلم يكن طريقهم وأسلوبهم التعصب والقتل والإرهاب وإقصاء الآخر, فكان هذا الأسلوب الإرهابي هو رد خصمهم الجاهل المتعصب.
وأهل البيت وجدهم الكريم-عليه السلام- وعلمائنا العاملين الناطقين ساروا على هذا الخط, ومنهم مثالا المرجع الأعلم السيد الصرخي وأستاذه السيد الصدر الثاني-قدس-حيث تجدهم وفي أكثر من موقف بينوا موقفهم من العلم والمجادلة بالحسنى, وأوجه التشابه بينهم ووحدة النهج والخط, نذكر بعض منها.
قال السيد الشهيد الصدر- قدست نفسه الزكية- في كتاب منهج الأصول الجزء الأول /المقدمة [ ...من الواضح إن مناقشة الآراء دليل أحترامها وإبراز الإخلاص لها، وليس فيها أية خلّة، بعد أن عودتنا أجيال العلم في الحوزة الشريفة على حرية المناقشة والتفكير، وبها يثرى ويتنامى الفكر الإسلامي الإمامي، كما أنه من الواضح أن الفرد المفكر إذا استطاع أن يمشي خطوة موفقة أمام أساتذته وجهابذة عصره، ويناقش استدلالاتهم برصانة وعمق، كفى ذلك في السيطرة على زمام العلم ، لوضوح أن ما لدى المتقدم موجود لدى المتأخر مع زيادة...!!!
لاحظوا هذه العبارة ودققوا بها ( أن ما لدى المتقدم موجود لدى المتأخر مع زيادة ) وإن أفكار المتقدمين إنما هي متبلورة ومتعمقة على أيدي المتأخرين ].
وقال المرجع الأعلم السيد الصرخي عن المجادلة بالحسنى والحوار العلمي في بيانه الموسوم (56وحدة المسلمين في نصرة الدين)..
((الحوار العلمي ينقذ الأمة من الظلام والضلال
تبقى قضية الحوار والنقاش العلمي فاعلة وحاضرة، ويبقى الشيطان ومطاياه فاعلين من أجل حَرْفِ القضية عن مسارِها الاِسلاميّ الرساليّ الفكريّ الأخلاقي إلى مسار العناد والمكر والخداع والنفاق، فيوجّهون القضية نحو الظلامِ والضلالِ والتفكيكِ والانشطارِ والتشضّي والفرقةِ والصراعِ والضعفِ والذلةِ والهوانِ الذي أصاب ويصيب الأمة الإسلامية من قرون عديدة.)) انتهى كلام الأستاذ.
وختامًا نقول على من يريد خلاص نفسه من محاسبة الله وبالخصوص علماء الأمة, أن يتبع طريق النقاش العلمي وتحفيز الناس للتسليم للعقل والشرع والأخلاق, لنكون موحدين متراصين كالبنيان المرصوص تحت قيادة واحدة عنوانها العلم وما تقدمه من دليل, وإلا فلا حل وسيبقى الخلاف والتصادم.
التعليقات (0)